الكاتب سعد بوعقبة / للخبر / أين يتعلم أحفادنا الفصحى في 2060؟!
أين يتعلم أحفادنا الفصحى في 2060؟!
سعد بوعقبة / 23:00-13 أغسطس 2015
أستاذ بوعقبة سلام اللّه عليكم
من خلال ما تناولته الصحافة حول مقترح استعمال العامية، أردت أن أقاسمك المعلومات التالية:
- مستقبل اللغات: يحضرني هنا مناقشة كانت بيني وبين أحد أساتذتي في إحدى جامعات نيويورك، في اللغة الإنجليزية وهو مختص في اللسانيات، في السبعينيات وأنا طالب آنذاك عندما سألني عن الغة الأم في الجزائر فأجبته إنها العربية، فقال لي: “أنتم من المحظوظين”، وأخبرني أن سبب غيابه عنا لفترة كان بسبب مشاركته في مؤتمر حول اللغات وأثرها على مستقبل تخزين المعلومات وادخارها، أما ما انتهت إليه تلك الأيام الدراسية فأخبرني أنه التالي: “سيشهد العالم مستقبلا مشكل تخزين المعلومات وكيفية إيصالها للأجيال الآتية، وستندثر معظم اللهجات واللغات ذات الانتشار المحدود حيث لا تستجيب لمتطلبات العصر، وسنشهد مع منتصف القرن 21 المنعطف الحاسم ونقطة التحول الكبرى فحوالي سنة 2060 لن تبقى من اللغات الحية المتداولة سوى أربع: الإسبانية والإنجليزية والعربية والصينية. وسينتهي القرن 21 واللغة العربية هي اللغة الأولى بما تتمتع به من خصائص وقابلية للاستيعاب المفاهيم الجديدة، أما فيما يخص الأمازيغية فهو يرى أنها تفتقد لخصائص اللغة وهي مرشحة للزوال، وأما الفرنسية إن بقيت فلن تكون لغة حية. فهلا تكلم أصحاب الاختصاص ويشهدوا بالحق؟
- اللغة كعامل جيواستراتيجي في المخططات الدولية: دائما وأنا طالب في الفترة المذكورة أعلاه، ولكن سنتين من بعد، تعرفت على جزائري يدرس في واشنطن ودعاني لزيارته حيث تعرفت على بعض أساتذته وزملائه. من بين الزملاء كان هناك تونسي ومغربي يحضران للدراسات العليا بمنحة من الجامعة نفسها، فالمغربي كان يبحث في طرق استعمال وتطوير الأمازيغية في المغربي العربي، أما التونسي فكان يعكف على سبل استعمال العامية. وكان مؤطرهما، وهو أحد الأساتذة بتلك الجامعة، قد أخبرني أنه أنهى حديثا دكتوراه في دراسة شمال إفريقيا وأثرها على مستقبل الولايات المتحدة في دراسة لحساب وزارة الخارجية الأمريكية. وعلمت فيما بعد أن ذلك الأستاذ أصبح دبلوماسيا وتقلد مناصب عليا، وكان يشرف على مشروع الشرق الأوسط الجديد. فالمستعمِر يوظف كل شيء، من لغة ولهجة وبترول.. والساكت عن الحق يلجم يوم القيامة بلجام من نار.
- استعمال العامية في التدريس وجدلها: إلى أي دراسة أو مرجعية يستند الاقتراح؟ ربما إلى ما ذُكر أعلاه من حيث لا ندري!
- سؤال: إلى متى نبقى منطقة نفوذ وتمدد للقوى الخارجية؟ وأين يذهب أحفادنا لتعلم الفصحى في 2060؟ في جامعة اكسفورد أو كولومبيا؟ والسلام عليكم.
أبو عمران– الجزائر
في 1982 قابلت عالما هنديا مسلما في مسجد نيودلهي الكبير فقال لي: أتعجب منكم كيف لم تتطوروا؟! لديكم لغة واحدة متطابقة مع لغة الدين ولكم دين واحد وأنتم جغرافيا أقرب مناطق العالم إلى الحضارة الغربية ومع ذلك لم تتطوروا؟! هذا غريب؟!
bouakba2009@yahoo.fr