الأسماء الموصولة العامة
الأسماء الموصولة العامة أوالمشتركة: ستة (مَنْ ـ ما ـ أي ـ ذا ـ ذو ـ أل) . يقول ابن مالك :
ومن وما وأل تساوي ما ذكر وهكذا ذو عند طييء شهر
وكالتي أيضا لديهم ذات وموضع اللاتي أتى ذوات
أشار بقوله تساوي ما ذكر إلى أنَّ (مَنْ ـ وما ـ والألف واللام) تكون بلفظ واحد (للمذكر والمؤنث المفرد والمثنى والمجموع) .
(1) (مَنْ) للعاقل : فتقول (جاءني مَنْ قام ـ ومَنْ قامت ـ ومَنْ قاما ـ ومَنْ قامتا ـ ومَنْ قاموا ـ ومَنْ قمن ).
(2) (ما) لغير العاقل : تقول (أعجبني ما ركب ـ وما ركبت ـ وما ركبا ـ وما ركبتا ـ وما ركبوا ـ وما ركبن).
ـ وأكثر ما تستعمل (ما) في غير العاقل ، وقد تستعمل في العاقل ومنه قوله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى) ، وقولهم (سبحان ما سخركن لنا) و(سبحان ما يسبح الرعد بحمده) .
ـ و(من) بالعكس فأكثر ما تستعمل في العاقل ، وقد تستعمل في غيره كقوله تعالى (ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء) ، ومنه قولِ العباسِ بنِ الأحنف:*بكيْتُ على سِرْبِ الْقَطا إِذْ مَرَرْنَ بي * فَقُلتُ، ومِثْلي بالبُكاء جُديرُ *
أَسِرْبَ الْقَطا، هلْ مَنْ يُعيرُ جَناحَهُ * لَعلِّي إِلى من قَد هَويتُ أَطِيرُ*
(3) (أي) الموصولية: "أيٌّ" الموصوليَّةُ تكونُ بلفظٍ واحدٍ للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع. وتُستعمل للعاقل وغيره.
والأسماءُ كلها مبنيةٌ، إِلا (أيًّا) هذه، فهي مَعربَة بالحركات الثلاث، مثل "يُفلحُ أَيُّ مجتهدٌ، وأَكرمتُ أَيًّا هي مجتهدةٌ، وأَحسنتُ إلى أَيٍّ هم مجتهدون".
ـ ويجوز أن تُبنى على الضمِّ (وهو الأفصحُ)، إذا أُضيفت وحُذِفَ صدْرُ صلتها، مثل "أَكرِمْ أَيُّهُمْ أَحسنُ أَخلاقاً"، قال تعالى {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ من كلِّ شيعةٍ أَيُّهُمْ أَشدُّ على الرحمنِ عتِيًّا}. وقول الشاعر:
*إِذا ما لَقيتَ بَني مالِكٍ * فَسَلِّم على أيُّهُم أفضَلُ*
ـ كما يجوزُ في هذه الحالةِ إِعرابُها بالحركات الثلاثِ أيضاً، تقولُ "أَكرِمْ أَيُهمْ أحسنُ أَخلاقاً". وقد رُويَ الشعرُ بجرِّ "أَيّ" بالكسرة أَيضاً، كما قُريء "أَيَهمْ" بنصب "أيّ" في الآية الكريمة. فإن لم تُضَفْ أَو أُضيفت وذُكِرَ صدرُ صلتها، كانت مُعرَبةً بالحركاتِ الثلاث لا غيرُ، فالأولُ مثل "أَكرِمْ أَيًّا مُجتهدٌ، وأَيًّا هو مجتهدٌ"، الثاني مثل "أَكرِمْ أَيَّهم هو مجتهدٌ".
(4) (أل) بمعنى اسم موصول للعاقل وغير العاقل: و(جاءني القائم والقائمة والقائمان والقائمتان والقائمون والقائمات). ومنه قوله تعالى(إن المصّدقين والمصَّدقات ) .
ـ وأما الألف واللام فتكون للعاقل ولغيره نحو (جاءنى القائم والمركوب) واختلف فيها فذهب قوم إلى أنها اسم موصول وهو الصحيح.
وقيل إنها حرف موصول وقيل إنها حرف تعريف وليست من الموصولية في شيء ، وأما (من وما) غير المصدرية فاسمان اتفاقا . وأما (ما) المصدرية فالصحيح أنها حرف ، وذهب الأخفش إلى أنها اسم .
(5) (ذو) اسم موصول للعاقل وغيره عند قبيلة طيء : وأشهر لغاتهم فيها أنها تكون بلفظ واحد (للمذكر والمؤنث ـ مفردًا ومثنى ومجموعًا) . فتقول (جاءني ذو قام ـ وذو قامت ـ وذو قاما ـ وذو قامتا ـ وذو قاموا ـ وذو قمن) .
ـ ومنهم من يقول في المفرد المؤنث (جاءني ذات قامت) ، وفى جمع المؤنث (جاءني ذوات قمن).
ـ ومنهم من يثنيها ويجمعها فيقول (ذوا ، وذوو) في الرفع ـ و (ذوى ، وذوي) في النصب والجر ـ و(ذواتا) في الرفع ، و(ذواتى) في الجر والنصب و(ذواتُ) في الجمع وهي مبنية على الضم .
ـ وحكى الشيخ بهاء الدين ابن النحاس أن إعرابها كإعراب جمع المؤنث السالم والأشهر في (ذو) هذه أعني الموصولة أن تكون مبنية ، ومنهم من يعربها بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرا فيقول (جاءني ذو قام ـ ورأيت ذا قام ـ ومررت بذي قام) ، فتكون مثل (ذي) بمعنى صاحب .ومن شواهدها قوله :
*فإِنَّ الماءَ ماءُ أبي وجَدِّي * وبِئْري ذُو حَفَرْتُ وذو طَوَيْتُ*
أي: بئْري التي حَفرتها والتي طويتُها، أي: بنيتُها. وقول الآخر:
*فإمّا كرامٌ مُوسِرونَ لَقيتُهُم * فَحَسْبيَ منْ ذُو عِنْدَهُمْ ماكفانِيا*
أي: من الذي عندهم.
ـ بالياء على الإعراب وبالواو على البناء وأما ذات فالفصيح فيها أن تكون مبنية على الضم رفعًا ونصبًا وجرًا مثل (ذواتُ) ، ومنهم من يعربها إعراب (مسلمات) فيرفعها بالضمة وينصبها ويجرها بالكسرة .
(6) (ذا) الموصولة :يقول ابن مالك :
ومثل (ما) (ذا) بعد (ما) استفهام أو (من) إذا لم تلغ في الكلام
يعني أن (ذا) اختصت من بين سائر أسماء الإشارة بأنها تستعمل موصولة وتكون مثل (ما) في أنها تستعمل بلفظ واحد للمذكر والمؤنث مفردا كان أو مثنى أو مجموعا فتقول (من ذا عندك ـ وماذا عندك) سواء كان ما عنده مفردا مذكرا أو غيره .
ـ شرط استعمال (ذا) موصولة: أن تكون مسبوقة ب(ما) أو(من) الاستفهاميتين نحو (من ذا جاءك ـ وماذا فعلت) فـ(من) اسم استفهام وهو مبتدأ ، و(ذا) موصولة بمعنى الذي وهو خبر من و(جاءك) صلة الموصول : والتقدير( من الذي جاءك) وكذلك (ما) مبتدأ و(ذا) موصول بمعنى (الذي) وهو خبر ما و(فعلت) صلته ، والعائد محذوف وتقديره (ماذا فعلته ؛ أي: ما الذي فعلته) . واحترز بقوله (إذا لم تلغ في الكلام) من أن تجعل (ما) مع (ذا) أو (من) مع (ذا) كلمة واحدة للاستفهام نحو (ماذا عندك ؟ أي : أي شيء عندك ، وكذلك (من ذا عندك) فـ(ماذا) مبتدأ و(عندك) خبره ـ وكذلك (من ذا) مبتدأ و(عندك) خبره، فـ(ذا) في هذين الموضعين مُلغاة لأنها جزء كلمة لأن المجموع استفهام.
*****