أحيا كعصفور الخريف
أحيا كعصفور الخريف بلا
ريش ؛ بلا عشّ ، بلا فنن
أقتات أوجاعي و أعزفها
و أشيد من أصدائها سكني
و أتيه كالطيف الشريد بلا
ماض ؛ بلا آت ، بلا زمن
و بلا بلاد : من يصدّقني ؟
إنّي هنا روح بلا بدن
من ذا يصدّق أنّ لي بلدا
عيناه من حرقي و لم يرني ؟
و أنا هنا أرضعت أنجمه
سهدي ووسّد ليلة شجني
أأعيش فيه و فوق تربته
كالميّت الملقى بلا كفن ؟
وولائدي بسفوحه نهر
و مشاعل خضر على القنن
ماذا؟ أيدري إخوتي و أبي
أنّي يمانيّ بلا يمن ؟
هل لي هنا أو هاهنا وطن ؟
لا ، لا : جراحي وحدها وطني
عبد الله البردوني