الموصــول
الموصــول :
يقول ابن مالك:
موصول الأسماء (الذي) الأنثى (التي) واليا إذا ما ثنيا
لا تثبت بل ما تليه أوله العلامه والنون إن تشدد فلا ملامه
والنون من ذين وتين شددا أيضا وتعويض بذاك قصدا
أقسام الموصول:
ينقسم الموصول إلى: (اسمي ـ وحرفي).
أولاً: الموصولات الحرفية: وهي (خمسة) أحرف:(أنْ ـ أنَّ ـ كي ـ ما ـ لو).
(1) (أنْ) المصدرية: تقدر وما بعدها بمصدر:
ـ وتوصل بالفعل المنصرف ماضيًا مثل (عجبت من أن قام زيد).
ـ ومضارعًا نحو (عجبت من أن يقوم زيد).
ـ وأمرًا نحو (أشرت إليه بأن قم).
فإن وقع بعدها فعل غير متصرف نحو قوله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى)، وقوله تعالى(وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم) فهي مُخفَّفةٌ من الثقيلة.
(2) ومنها (أنَّ): وتوصل باسمها وخبرها نحو (عجبت من أن زيدًا قائمٌ)، ومنه قوله تعالى (أولم يكفهم أنَّا أنزلنا). وأن المخففة كالمثقلة وتوصل باسمها وخبرها لكن اسمها يكون محذوفا واسم المثقلة مذكورًا .
(3) ومنها (كي): وتوصل بفعل مضارع فقط مثل (جئت لكي تكرم زيدًا).
(4) ومنها (ما): وتكون مصدرية ظرفية نحو(لا أصحبك ما دمت مُنطلقًا)؛ أي: (مدة دوامك مُنطلقًا)، وغير ظرفية نحو (عجبت ممَّا ضربت زيدًا).
ـ وتوصل بالماضي كما مثل.
ـ وبالمضارع نحو(لا أصحبك ما يقوم زيد ـ وعجبت مما تضرب زيدًا)، ومنه (بما نسوا يوم الحساب).
ـ وبالجملة الاسمية نحو (عجبت ممَّا زيد قائم ـ ولا أصحبك ما زيدٌ قائم) وهو قليل.
وأكثر ما توصل الظرفية المصدرية بالماضي أو بالمضارع المنفي بلم نحو (لا أصحبك ما لم تضرب زيدًا)، ويقل وصلها أعني المصدرية بالفعل المضارع الذي ليس منفيا بلم نحو (لا أصحبك ما يقوم زيد)، ومنه قوله:
أُطوِّف ما أُطوِّف ثم آوي إلى بيت قعيدته لُكَاع
(5) ومنها (لو): وتوصل بالماضي نحو (وددت لو قام زيد)، والمضارع نحو (وددت لو يقوم زيد) . ومنه قوله تعالى(يود أحدهم لو يُعمر ألف سنة).
وعلامته صحة وقوع المصدر موقعه نحو (وددت لو تقوم)؛ أي (قيامك) و(عجبت مما تصنع) و(جئت لكي أقرأ) و(يعجبني أنك قائم) و(أريد أن تقوم).
ثانيًا: الموصول الاسمي: وهو نوعان (خاصة ـ عامة أو مشتركة).
(1) الأسماء الموصولة الخاصة:(الذي ـ التي ـ اللذان ـ اللتان ـ الذين ـ اللاتي ـ اللائي). وتفصيل ذلك:
ـ (الذي) للمفرد المذكر ، و(التي) للمفردة المؤنثة :
ـ فإن ثنيت أسقطت الياء وأتيت مكانها بالألف في حالة الرفع نحو (اللذان واللتان)، والياء في حالتي الجر والنصب فتقول (اللذين واللتين)، وإن شئت شددت النون عوضًا عن الياء المحذوفة فقلت (اللذانِّ واللتانِّ)، وقد قرىء (واللذانِّ يأتيانها منكم) ويجوز التشديد أيضا مع الياء وهو مذهب الكوفيين فتقول (اللذينِّ واللتينِّ)، وقد قرىء (ربنا أرنا اللذينِّ) بتشديد النون.
ـ (الذين) جمع المذكر، (اللاتِ ـ اللاءِ/اللاتي ـ اللائي) جمع المؤنث.
يقول ابن مالك:
باللات واللاء التي قد جمعا واللاء كالذين نزرا وقعا
ويقال في جمع المذكر (الأُلى) مطلقا عاقلا كان أو غيره نحو (جاءني الأُلى فعلوا) ، وقد يُستعمل في جمع المؤنث ، وقد اجتمع الأمران في قوله:
*وتُبْلي الأُلى يُسْتَلْئِمون على الأُلى * تَراهُنَّ يومَ الرَّوْعِ كالْحِدَإِ الْقُبْلِ*
فقال يستلئمون ثم قال تراهن.ومن استعماله في جمع المؤنث قولُ الآخر:
*مَحا حُبُّها حُبَّ الأُلى كُنَّ قبلها * وحَلَّتْ مكاناً لم يكنْ حُلَّ من قَبْلُ*
فقد تُستعملُ لجماعة الذكور العقلاءِ نادراً كقول الشاعر:
*هُمُ الّلائِي أُصيبوا يومَ فَلْجٍ * بِداهِيَةٍ تَميدُ لها الجِبال*
ـ ويقال للمذكر العاقل في الجمع الذين مطلقًا؛ أي: رفعًا ونصبًا وجرًا، فتقول (جاءني الذين أكرموا زيدًا ـ ورأيت الذين أكرموه ـ ومررت بالذين أكرموه).
ـ وبعض العرب يقول (الذون) في الرفع والذين في النصب والجر وهم (بنو هذيل)، ومنه قوله:
نحن الذون صبحوا الصباحا يوم النخيل غارة ملحاحا
ـ ويقال في جمع المؤنث (اللاتِ ـ واللاءِ) بحذف الياء فتقول ( جاءني اللات فعلن ـ واللاء فعلن) ، ويجوز إثبات (الياء) فتقول (اللاتي واللائي).
ـ وقد ورد (اللاء) بمعنى (الذين) قال الشاعر:
*فَما آباؤُنا بأَمَنَّ مِنْهُ * عَلَيْنا، اللاّءِ قد مَهَدوا الحُجورا*
ـ كما قد تجيء (الأُولى) بمعنى (اللاء) كقوله:
فأما الأولى يسكن غور تهامه فكل فتاة تترك الحجل أقصما