الاشتقاقُ
الاشتقاقُ لغةً: أخذُ شقّ الشيء، أي: نصفه أو جانب منه، واصطلاحًا: أخذُ كلمةٍ من أخرى لمناسبةٍ بين الكلمتين في المعنى، ولو مجازًا، ويقسم الاشتقاق إلى:
(أ) الاشتقاق الصغير، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى واللفظ وترتيب الحروف، نحو: ذهاب، ذهب، يذهب، وهو ذاهب.
(ب) الاشتقاق الكبير، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى واللفظ من غير ترتيب الحروف، نحو: جذب جبذ، حمد مدح، آنَ أنى، يئس أيس.
(ت) الاشتقاق الأكبر، وهو: أن يكون التناسب بين المأخوذ والمأخوذ منه في المعنى وأكثر ترتيب الحروف، ولو تقارب المخرج، نحو: ثلب ثلم، نعق نهق، مدح مده، هتن هل.
ومن العلماء من يسمي القسم الأول [الأصغر] والثاني [الصغير] والثالث [الكبير] ومن العلماء من يسمي النوعَ الثاني بـ القلب، ومن العلماء من يسمي النوع الثالث بـ الإبدال.
وما يُعنى به علماءُ الصرف هو النوع الأول، وقد كان القدامى لا يحلفون بالنوعين الآخرين، ويتركون القول فيهما إلى حفظة اللغة ونقلتها عن العرب، وإنما كانوا يستروحون إليهما ويتصلون بهما عند الضرورة، وكان أبو علي الفارسي أكثر العلماء لزومًا لهما، واسترواحًا إليهما، واستبصارا بهما، ثم تلميذه أبو الفتح ابنُ جني، ويعتمد جار الله الزمخشري كثيرًا عليهما حتى في تفسيره.
من كتاب [دروس التصريف] للشيخ العلامة: محمد محيي الدين عبد الحميد