اللغة العربية لغة الدين والاجداد.. و رمزا من رموز السيادة الوطنية :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الأمين وعلى أصحابه الطاهرين وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين ..
.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
اللغة العربية لغة الدين والاجداد.. و رمزا من رموز السيادة الوطنية :
*** نعم لا يدرك الكثيرون أهمية اللغة في حياة الشعوب، حقيقة ندرك ان عدد المتحدثين بالعربية في الدول العربية لا يقارن بعدد المتحدثين باللغات الأجنبية ، ففي المشرق العربي أغلب العرب يتحدثون بالاكليزية وفي المغرب العربي بالفرنسية ، لكننا ندرك في الوقت نفسه ان اللغة العربية هي اللغة الرسمية للبلدان العربية ، لقد أصبحت اللغة العربية غريبة في بلدها ومن أهلها..... نعم نقولها وكلنا يعرف انه لم يعد خافيا أن اللغة العربية فى البلاد العربية وفي الجزائر دخلت أزمة انحطاط خطيرة، وأهم مظاهر هذا الانحطاط أن بعض من المسؤولين سواء على المستوى الإداري أوالسياسي اوالحزبي لا تحسن النطق، كما لا تحسن القراءة أو كتابة جملة مفيدة، ناهيك عن الارتباك عند كل حديث حتى لو كان مكتوبا.!!
*** تعتبر اللغة من بين أهم المفاهيم التي إنشغلت بها الفلسفة المعاصرة واللسانيات وكذلك بعض العلوم الإنسانية مثل علم النفس اللغوي وعلم الاجتماع، وهي بالأساس أداة للتواصل ووسيلة للتعبير تعكس تاريخ وحضارة وثقافة الشعوب بماضيها وحاضرها، وتجسد كذلك انعكاس هذه الثقافة على مستويات اجتماعية واقتصادية وحتى سياسية، كونها حسب تعبير عدد من الباحثين رمزا من رموز السيادة الوطنية....ولكن المصيبة الكبرى تتمثل في قيم المجتمع التى انحطت لدرجة أن التباهى بقتل اللغة صار ميزة اجتماعية ودليل على المدنية خاصة مع تزايد عقدة الدونية حتي في المحيط العربي ككل. ولاشك أن الحرب الخفية للإسلام أثرت على اللغة نظرا لأن اللغة حفظت طوال هذه القرون لأنها لغة القرآن الذى به تستقيم اللغة ويصح التفكير.. ***.لكن نقول لأعداء العروبة ولغتهم ... العربية ستبقى لغة راقية رغم ما يعتريها من تشويهات وعراقيل *** يا ناس الماضي منارة المستقبل !! قد يهرب بعض الناس من ماضيهم لما فيه من سوءات , ولكن الأمم الراشدة تنظر إلى ماضيها بعين الاعتبار , وتفتخر بما فيه من انجازات أو انتصارات , ولعلنا نلاحظ أن هناك من الشعوب من يتغنى بأمجاد الآباء والأجداد , ويقف خاوي الوفاض بلا إضافات جديدة لتاريخ أمته ولهذا يقول أحد الحكماء ( إن الفتى من يقول هاأنذا , ليس الفتى من يقول كان أبي ) وجوهر هذه العبارة أن من وقف خاملاً معتمداً على حضارة أبائه فهو محكوم عليه بالفشل , لأن حضارة الآباء يمكن أن تنهدم بفعل الأجيال التالية لها التي لا تعرف كيف تحافظ على هذا المجد بين الأمم .
*** لكن انهيار التعليم واللغة الأم هو الكارثة التى تحتاج من جيش أساتذة اللغة والتربية دراستها واجتراح الحلول الناجعة لها. صحيح أن هناك جمعيات لحماة اللغة وربما أكون مقصرا فى تتبع جهودها، لكن لا أجد عمليا أى تحسن ، بل الانحطاط وهيمنة لغة العامة والشارع على صحيح اللغة هو طوفان جديد وكذا الفرنسية. "العربية ستبقى متألقة لأنّها لغة عالية وكونها وعاء للقرآن الكريم، والذي خلق الوجود كلّه، اختار أن العربية وعاء للقرآن". معتبرا بأنّ هذا أكبر دليل على أنّها أفضل اللغات على الإطلاق رغم ما يعتريها وسيأتي فجرها وصباحها...
نعم اللغة العربية .. لغة الآباء والاجداد....تأتى اللغة العربية حاليا فى المرتبة الرابعة بعد الإنجليزية والفرنسية والإسبانية ، من حيث ترتيب اللغات فى الكرة الأرضية ، وهى تعد من أكثر اللغات انتشارا فى العالم ، ويعزز وجودها أنها لغة القرآن الكريم والدين الإسلامى ، الذى يعتنقه كل يوم أفواج من البشر من مختلف أنحاء الأرض . المفروض أن تكون اللغة العربية لغة عالمية ، فهى اللغة الوحيدة للوحى الإلهى الباقى على ظهر الأرض ! وتعليمها وتعميمها واجب كفائى – *****
**** أنظر معي أخي القارئ المحترم اللغة الفرنسية كغيرها من لغات الدول المستعمرة سابقا، استطاعت ان تتجاوز كل الحدود الجغرافية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، اذ لم تعد أداة للتعبير ووسيلة للتواصل فقط بل استطاعت ان تكون لنفسها حالة سياسية بارزة اكدها خطاب محرر فرنسا ومخرب الجزائر هو وأجداده لمدة تفوق 132 عام من الإستدمار الفرنسي البغيض // قال سنة 1958 شارل دوغول عندما قال ان اللغة الفرنسية حققت مالم تحققه الجيوش الفرنسية، مما يعني ان المنجزات والمكتسبات التي حققتها اللغة الفرنسية اقوى مما حققته الجيوش الفرنسية...(( واضح ان الثورة الجزائرية 1954 أعطتهم درسا لن نتساه فرنسا الملعونة من الناحية العسكرية خرجت من أرض الشهداء بقوة من الله ورسوله ثم بقوة الشعب وجيش التحرير الوطني الذي لقنها درسا في الكفاح المسلح ))
*** بالرغم من ان امر التبعية الاقتصادية لفرنسا اليوم بدأ يتراجع، بفعل الانفتاح الاقتصادي للجزائر على الاقتصاديات العالمية الرائدة من خلال توقيعه مثلا لاتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الامريكيةمستقبلا وتوسع حجم المعاملات مع عدد من البلدان الكبرى كروسيا وكوريا واليابان وحتى الصين، إضافة الى الارتفاع الكبير في حجم المعاملات مع بلدان الجنوب خصوصا الافريقية منها، تبقى التبعية الثقافية وخصوصا الجانب اللغوي منها امر بارزاومحيرا في ذات الوقت......... فمازالت اللغة الفرنسية لغة لها دورها المركزي والوازن في الجزائر سواء على المستوى الرسمي وحتى الشعبي، اذ نسجت لنفسها فضاء خاص وشاسع يشمل مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية بل شملت كذلك المجال الإداري وحتى السياسي، فاللغة الفرنسية هي لغة التعاملات الاقتصادية بالجزائر...ولغتنا الرسمية في المهملات عند الكبار ويتبعهم الصغار.. اللغة الفرنسية بالجزائر.." الاستعمار الذي لم ينتهي .."
***
*** تفريط العرب فى خدمة اللغة العربية فضيحة مشهورة ، وهو تفريط بدأ هين النتائج فى عصور خلت ، ثم استفحل شره فى العصر الأخير حتى بلغ الخزى بنا وبلغتنا . وصورة واقعنا الآن أن ألف مليون مسلم يقدسون القرآن شكلاً ، وأن سبعهم من العرب الذين يندر فيهم المجيدون لقواعد اللغة وآدابها ، وقد وصل إلى مناصب الحكم دهماء لا يحسنون الخطابة السياسية باللغة الفصحى . وريبتى شديدة فى المجامع المتخصصة ، ما الذى قامت به – وهذا عملها -؟ ، وإذا كان لها عمل ما حالت عوائق مصطنعة دون ظهوره فما أخرسها عن الجؤار بالشكوى واللغة تموت ؟ والسؤال الذى لا نفتأ نردده : ماذا يصنع حراس اللغة العربية واللغة تموت يوماً بعد يوم ؟ إن موت لغتنا يعنى هلاكنا الروحى والمادى معاً..! والمضحك أن دعاة العروبة لا يحسنون لغتهم ، مما أكد عندنا أن دعاة هذه القومية العربية سماسرة غزو أجنبى ، وأن علاقاتهم بالعربية ومآثرها ومواريثها علاقة مزورة ، وأنهم قنطرة صنعت عمداً لتعبر عليها أديان وفلسفات وقوميات أخرى !! إن اللغة العربية الآن تهان وتنتقص من عدة جهات .. الروايات التمثيلية التى تحكى عبارات السوقة والطبقات الجاهلة ، فتحيى ألفاظاً كان يجب أن تموت مكانها ، وتؤذى المسامع باللهجات العامية المنكورة ! – الزعماء الذين لا يحسنون الفصحى ويحلو لهم أن يتحدثوا إلى الجمهور ساعات طويلة ، فيجىء حديثهم معزولاً عن العقل والروية ، وتختلط فيه العربية والعامية ، وهم مولعون بخفض المرفوع وجر المنصوب ، ولا نعرف لغة فى أرجاء الأرض يتحدث رؤساؤها بهذه الطريقة ..!! – الأشخاص الذين يقلدون المنتصر ، والذين ذابت شخصياتهم ذوباناً تاماً ، فيرون من القى أن يكون حديثهم بأى لغة إلا العربية ، وهذا نوع من الناس : أفكارهم فى جلودهم – كما قيل – أعني أنهم يجلدون بالسياط كى يفهموا ، فليست لهم عقول يقادون منها ..!! – والطامة الكبرى فى رجال المجامع الذين يرون العربية تنهار أمام ألفاظ الحضارة المحدثة ، ومصطلحات العلوم الكثيرة ، ومع ذلك فهم لا يحركون ساكناً ، مع أن العربية فى خطر حقيقى !! – وتعريب التعليم الجامعى فيه الأوهام التى يرددها بعضهم لإبقاء العلوم تدرس باللغات الأجنبية ، والمتناقضات التى يقعون فيها وهم يحاولون إبعاد اللغة العربية عن ميدانها العتيد..
.اللغة الفرنسية بالجزائر.. الاستعمار الذي لم ينتهي ....و.هل ينفصل انقاذ اللغة العربية عن إنقاذ الأمة؟.....الجواب لرأس الهرم...