جمع المذكر السالم والملحق به
جمع المذكر السالم والملحق به:
يقول ابن مالك : وارفع بواو وبيا اجرر وانصب سالم جمع عامر ومذنب
جمع المذكر السالم : كل اسم دل على ما زاد على اثنين بزيادة (ون) في حالة الرفع و(ين) في حالتي النصب والجر.
إعرابه: الرفع بالواو ـ والنصب بالياء ـ والجر بالياء .
ما يجمع على هذا الجمع: وأشار ابن مالك بقوله (عامر ومذنب) إلى ما يجمع هذا الجمع ، وهو قسمان(جامد وصفة):
فيشترط في الجامد:[أن يكون علمًا لمذكر عاقل، خاليًا من تاء التأنيث ومن التركيب] .
ـ فإن لم يكن علمًا لم يجمع بالواو والنون فلا يُقال في (رجل ـ رجلون) نعم إذا
صُغِّر جاز ذلك نحو (رجيل ورجيلون) ؛ لأنَّه وصف.
ـ وإن كان علمًا لغير مذكر لم يُجمع بهما فلا يقال في (زينب ـ زينبون) .
ـ وكذا إن كان علمًا لمذكر غير عاقل فلا يُقال في (لاحق) اسم فرس (لاحقون).
ـ وإن كان فيه تاء التأنيث فكذلك لا يجمع بهما فلا يقال في (طلحة طلحون). وأجاز ذلك الكوفيون .
ـ وكذلك إذا كان مُركَّبًا فلا يُقال في (سيبويه سيبويهون) وأجازه بعضهم .
ويشترط في الصفة:[ أن تكون صفة لمذكر عاقل، خالية من تاء التأنيث، ليست من باب (أفعل فعلاء) ولا من باب (فعلان فعلى)، ولا مما يستوي فيه المذكر والمؤنث].
ـ فخرج بقولنا (صفة لمذكر) ما كان صفة لمؤنث، فلا يُقال في(حائض ـ حائضون).
ـ وخرج بقولنا (عاقل) ما كان صفة لمذكر غير عاقل فلا يقال في (سابق) صفة فرس (سابقون) .
ـ وخرج بقولنا (خالية من تاء التأنيث) ما كان صفة لمذكر عاقل ولكن فيه تاء التأنيث نحو (علاَّمة) فلا يقال فيه (علاَّمون) .
ـ وخرج بقولنا (ليست من باب أفعل فعلاء) ما كان كذلك نحو (أحمر) فإن مؤنثه (حمراء) ، فلا يُقال فيه (أحمرون).
ـوكذلك ما كان من باب(فعلان فعلى) نحو(سكران وسكرى)فلا يُقال (سكرانون).
ـ وكذلك إذا استوى في الوصف المذكر والمؤنث نحو (صبور وجريح) فإنه يقال: (رجل صبور ـ وامرأة صبور ـ ورجل جريح ـ وامرأة جريح) فلا يقال في جمع المذكر السالم (صبورون ولا جريحون) .
وأشار ابن مالك رحمه الله إلى الجامد الجامع للشروط التي سبق ذكرها بقوله (عامر) فإنه علم لمذكر عاقل خال من تاء التأنيث ومن التركيب فيقال فيه (عامرون) . وأشار إلى الصفة المذكورة أولا بقوله (ومذنب) فإنه صفة لمذكر عاقل خالية من تاء التأنيث وليست من باب أفعل فعلاء ولا من باب فعلان فعلى ولا مما يستوي فيه المذكر والمؤنث فيقال فيه (مذنبون).
ملخص شروط الاسم الذي يجمع جمع مذكر سالم :
1 ـ أن يكون مفردًا . 2 ـ أن يكون معربًا . 3ـ أن يكون علمًا أو وصفًا.
4 ـ أن يكون مذكرًا . 5 ـ أن يكون عاقلاً أو وصفًا لعاقل .
6ـ إذا كان الاسم مركبا فلا يجمع فيه هذا الجمع إلا المركب تركيبًا إضافيًا ويجمع صدره فقط ؛ مثل : مسلمو الهند , سائقو السيارات . ... الخ .
7 ـ أن يكون خاليًا من التاء ؛ فلا يجمع عليه ؛ مثل :طلحة ، ومعاوية..الخ.
8ـ وإذا كان العلم صفة فيُشترط فيها ألا تكون علي وزن (أفعل) الذي مؤنثه (فعلاء) , ولا يكون (فعلان) الذي مؤنثه (فعلي) .
9ـ ويُشترط في الصفة ألا تكون الصفات التي يستوي فيها المؤنث والمذكر ؛ مثل : صبور , جريح , ... الخ . ومن أمثلة الجامد الذي توفَّرت به الشروط (محمد وإبراهيم) فتقول (محمدون وإبراهيمون) ، ومن أمثلة الصفة الذي توفَّرت به الشروط (الأفضل والضرَّاب ) فتقول (الأفضلون والضرَّابون) .
الملحق بجمع المذكر السالم : [وهي كلمات تدل علي الجمع وجاءت علي صورته؛ ولكنها فقدت شرطًا أو أكثر ] , وأهمها ما يلي :
1 ـ أولو (بمعني أصحاب) . 2 ـ أهلون وعالَمُون (جمع عَالَم) .
3 ـ ألفاظ العقود الثمانية ؛ وهي : (عشرون , وثلاثون , ....., وتسعون).
4ـ عليون(اسم لأعلى الجنة) , عضين , عزين , سنين , أرضون (وأرضون جمع أرض) , بنون , قلون , ثبون , مئون, احرُّون .... الخ .
يقول ابن مالك : وشبه ذين وبه عشرونا وبابه ألحق والأهلونا
أولـو وعالمون عليونا وأرضون شذ والسنونا
ملحوظة : باب سنة وهو (كل اسم ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث ولم يكسر) كـ(مائة ومئتين وثبة وثبين) ، وهذا الاستعمال شائع في هذا ونحوه فإن كسر كـ(شفة وشفاه) لم يستعمل كذلك إلا شذوذوا كـ(ظبة) فإنهم كسروه على (ظباة) وجمعوه أيضا بالواو رفعًا وبالياء نصبًا وجرًا ، فقالوا (ظبون وظبين) . وقد يرد أن (سنين) ونحوه قد تُلزمه (الياء) ويجعل الإعراب على النون فتقول (هذه سنينٌ ـ ورأيت سنينًا ـ ومررت بسنينٍ) ، وإن شئت حذفت التنوين وهو أقل من إثباته، واختلف في اطراد هذا والصحيح أنه لا يطرد وأنه مقصور على السماع ، ومنه قوله (اللهم اجعلها عليهم سنينًا كسنينِ يوسف) في إحدى الروايتين ، ومثله قول الشاعر:
دعاني من نجد فإن سنينه لعبن بنا شيبًا وشيبننا مُردا
الشاهد فيه إجراء السنين مجرى (الحين) في الإعراب بالحركات وإلزام النون مع الإضافة.
ـ حركة النون في جمع المذكر :
يقول ابن مالك : ونون مجموع وما به التحق فافتحْ وقلَّ مَنْ بكسره نطق
ونـون ما ثُنِّي والملحق به بعكس ذاك استعملوه فانتبه
حق نون الجمع وما ألحق به الفتح ، وقد تكسر شذوذًا ، ومنه قوله:
عرفنا جعفرًا وبني أبيه وأنكرنا زعانف آخرين
وقوله : وماذا تبتغي الشعراء مني وقد جاوزت حد الأربعين
وليس كسرها لغة خلافًا لمَنْ زعم ذلك .
ـ وحق نون المثنى والملحق به الكسر وفتحها لغة ، ومنه قوله:
على أحوذيينَ استقلت عشيةً فما هي إلا لمحةٌ وتغيبُ
وعليه فإنَّ فتح النون في التثنية ككسر نون الجمع في القلة وليس كذلك بل كسرها في الجمع شاذ وفتحها في التثنية لغة كما قدمناه. وقيل يأتي الفتح مع الياء و يكون في الألف، ومن الفتح مع الألف قول الشاعر:
أعرف منها الجيد والعينانا ومنخرين أشبها ظبيانا
وقد قيل إنه مصنوع فلا يُحتجُّ به .