قولوا: (إنا لله وإنا إليه راجعون)
منذ ظهور الصور الأولى لحادث شرطي طنجة، ثُم الإعلان عن وفاته بعد ذلك، استغربت متابعة نسبة كبيرة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي للحادث بعين الفضولي والمتفرج، ونسبة قليلة جدا عبرت عن أسفها وتعاطفها كعادة المغاربة في مثل هذه المواقف.
الآن، وبعد تداول الفيديو الأخير، بدأت أطلع على بعض المواقف التي تميل إلى شيطنة الشرطي وتبرئة المواطن. هذا في الوقت الذي لا يجوز فيه إلا الدعاء للشرطي بالرحمة والمغفرة، أما المواطن فتجوز الدعوة من أجله بالعدالة في سير التحقيقات، وبالنزاهة في كلمة القضاء.
فهل من مبررات هذه المواقف كون الفقيد ينتمي إلى جهاز الأمن؟!
فإذا كان الجواب كذلك، فليسمح لي أصحابها أن أقول لهم: "على قيمة الإنسان فيكم السلام". لأنني سأكون "مهبولا" إذا صدقت أنهم جميعا أحسن خلقا من كل الخلائق التي تمت للسلطة بصلة، فلا حاجة لتذكيرهم أنه لا مجتمع خلا من صالح الناس وطالحهم.
هؤلاء كأنهم وجدوا في الفيديو الجديد نصرا عظيما، ولا أراه يشكل إضافة كبيرة. حيث ظهر الشرطي في صورة متسلقا مقدمة السيارة منذ الساعات الأولى لنشر الخبر، ولا أحد ادعى أن المواطن صدم الشرطي عمدا بينما كان الأخير يؤدى واجبه في جانب الطريق، فما الجديد في الفيديو إذن؟!
ما تتحدثون عنه أنه فيديو جديد فواضح أنه لا يروي الحكاية من بدايتها، حيث تبدأ تفاصيل الحادث وحشد من الناس متجمهرون مكانه، وهذا يعني أن هناك تفاصيل أخرى سابقة دعت الناس للتجمهر، وإخراج الهواتف ومن تم بدء التصوير، وهذا ما ليس لنا به علم.
فصحيح إذا نظرنا إلى الشرطي في تلك الصور المجردة من سياقها، قد نفكر في "طرزان" وما إلى ذلك من الطرائف التي رسمت في مواقف بعضهم.
لكن إذا فكر الواحد منا قليلا في الحالة التي كان فيها كل من الشرطي والمواطن، والتي جعلت روحا تزهق، لقال: (إنا لله وإنا إليه راجعون).