إحترموا الشهر الفضيل...(( شهر العمل لا الكسل..))
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين..
.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
**.احترموا الشهر الفضيل ..((.شهر العمل لا الكسل ))**
الصيام فريضة جامعة ، وعبادة كاملة ، بها تعرف حلاوة الإيمان ، ويرتقى إلى مقام الإحسان ، فهو عبادة قلب وروح ووجدان وضمير وشعور ومراقبة ومشاهدة ، فالهدف من فريضة الصيام : أن يتذوق الصائم حياة الأبرار الأطهار ، الأصفياء المقربين ، حيث لا رفث ولا فسوق ولا جدال . الصوم دعوة للعمل والجد والاجتهاد وليس ذريعة للكسل والتراخى وتعطيل مصالح وحاجات الناس كما يظن البعض فالصوم يمنح الصائم طاقة واستعدادا لبذل المزيد من الجهد بجانب تهيئته وتحفيزه للتفكير والابتكار والتأمل والطاعة والتعبد لله تعالى وفعل الخير والإحسان الى من يستحق وهذه عوامل دافعة لمزيد من الانتاج والتقدم والنهوض بالبلاد بل والتصدى للأفكار والمعتقدات البالية التى تنشر اليأس والاحباط وتعرقل كل محاولة للإصلاح و الارتقاء بالمجتمع ورفع مستوى المعيشة...... شهر رمضان هو مصدر للطاقة بالنسبة للمسلم كما للطاقة مصادر ، وللمياه مصادر ،وللغذاء مصادر ، وللعلم مصادر ، كما انه للتقوي والايمان معابر ومصادر .. ، هل ينطق الهاتف بدون شحن ؟!! هل تتحرك السيارة بدون طاقة ؟!! هل تطير الطائرة بدون وقود ؟!! كلا ! إنما تبقى هذه الاشياء مجرد قطع من الحديد لا قيمة لها . ..!! كذلك الانسان بدون ايمان لاقيمة له ولا نجاة له ولا وزن له ....!!
** المسلمون الأوائل لم يواجهوا المشكلة التى نواجهها اليوم لأنهم فهموا أن رمضان شهر جهاد وعمل لا شهر نوم وخمول وكسل، وأنه لا تعارض بين العبادة والتهجد لله رب العالمين وبين العمل والجهاد لعمارة الأرض وتحقيق معانى الاستخلاف، وكان نتيجة ذلك أن خاضوا حروبا حققوا فيها أعظم الإنتصارات وهم صائمون.
وهذا من شأنه أن يمد الفرد بطاقة روحية تجعله أقدر على الانتاج والعمل أكثر مما لو لم يكن صائما. وهذه الطاقة الروحية قوة لا يستهان بها . وقد حارب المسلمون فى غزوة بدر أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وهم صائمون وانتصروا، وحارب المجاهدين في الجزائر الجيوش الفرنسية المستعمرة في الجبال والمدن أثناء ثورة التحرير الكبرى 1954 فى شهر رمضان بل لمدة سبع سنوات ونيف من الكفاح المسلح وهم صائمون وانتصروا على أعتى قوة عسكرية إستدمارية في ذلك الوقت . ولم يقلل الصوم من نشاطهم. بل زادهم الله قوة ونشاط ........
وتاريخ المسلمين الطويل شاهد على أن رمضان هو شهر الإنتاج والعمل، وشهر الانتصارات الكبرى، حين تهب رياح الإيمان، ونسمات التقوى، وتتعالى صيحات الله أكبر فيتنزل النصر من الله تعالى، على قلة العدد وقلة العُدد.
وللصوم فوائد كثيرة صحية وروحية واجتماعية وتربوية. فالمفروض أنه فرصة سنوية للمراجعة والتأمل والتقييم والنقد الذاتى على المستويين الفردى والاجتماعى بهدف القضاء على السلبيات والتخلص من الكثير من الأمراض الاجتماعية، وهذا من شأنه أن يدفع حركة المجتمع بخطى أسرع، وبإخلاص أكثر، وبوعى أفضل.
أن أكبر دليل على أن رمضان شهر الجهاد والعمل وشهر الانتصارات، إنه يدعونا الى أن ننظم ونحافظ على أوقاتنا، حتى ننهض من جديد ونبنى حضارتنا فالوقت له قيمة عالية فى حياة كل إنسان وديننا الإسلامى يطالبنا أن نكون أشد حرصا على الوقت لانهمله ولا نضيعه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا تزول قدما العبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه، وعن علمه ماذاعمل فيه»....الله سبحانه وتعالى يريد لنا الخير والهداية والرحمة والرشاد ومراده جل وعلا أن يغفر لنا ويتوب علينا فيعظم لنا الأجور ويفتح لنا الأبواب ويرفع لنا الدرجات ويغفر لنا الزلات ويأخذ بأيادينا إليه بجوده وكرمه تبارك وتعالى، فيسلسل الشياطين ومردة الجن حتى تنطلق القلوب والنفوس والجوارح تسبح بحمد ربها بكرة وأصيلا وينادي المنادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم اجعل خير ايامنا خواتمها اللهم تقبل منا الصيام والقيام وصالح الاعمال ، .!!...وصيام الجميع مقبول ...**