مجمع "الشروق" يكرم أفضل معلم قرآن في العالم محمد بوركاب.. قامة علمية وقمة أخلاقية
كرّمت جريدة "الشروق"، الشيخ محمد بوركاب، أفضل معلم للقرآن الكريم في العالم، في إطار سلسلة التكريمات التي باشرتها منذ سنوات للعلماء والمفكرين وعامة المثقفين في الجزائر والوطن العربي.
وسط حضور مميز لشيوخ وعلماء الدين والفكر في الجزائر، تسلم الشيخ محمد بوركاب تكريمه من طرف ممثل مجمع "الشروق"، الأستاذ علي ذراع، الذي ألبسه برنوس التكريم و"درع الشروق"، في أجواء بهيجة مفعمة بالتقدير والاحترام لهذا الرجل، الذي دافع عن القرآن الكريم وحمل لواءه رغم الصعاب والفقر الذي كان يعانيه، إلا أنه لم يتراجع ولو للحظة عن مبادئه ولا عن نشر كتاب الله. وهي الصفات التي أكسبت الرجل شهرة كبيرة داخل الجزائر وحتى خارجها أين تم اختياره أفضل معلم للقرآن في العالم من طرف السعودية.
وجاء هذا التكريم الذي خصته به جريدة "الشروق" فرصة ليحتفي به أصدقاؤه ورفقاؤه من العلماء من شيوخ العلم والمعرفة وحتى طلابه الذين كان سببا في حفظهم كتاب الله. وكان في أول الحاضرين إلى قاعة التكريم بفندق "السلطان" بالعاصمة، العديد من علماء الجزائر وطلابه وأصدقائه وأفراد من عائلته. وإثر تكريمه، أدلى الشيخ بوركاب بكلمة أعرب فيها عن امتنانه لمؤسسة "الشروق" للإعلام والنشر، وأكد أنها تولي اهتماما كبيرا بمن تعتبرهم منارة للعلم فتكرمهم وتبجّلهم.
الدكتور بوركاب يروي للشروق اليومي قصته مع كتاب الله
الغزالي قرّبني من المنبع والشيخ سحنون شربني من زلاله
لأنه عاش بالقرآن منذ أن كان برعما، فقد مرّت حياته بهدوء، هو شاب دائم بكتاب الله، ولد وتعلم وبدأت قصة غرامه القرآنية في مدينة البويرة التي يدين لها بكل ما بلغه من علم، وتدين له عائلته أيضا بدءا من جده الشهيد إلى والده الذي ما كان يطيب له النوم إلا وهو يقرأ القرآن من المصحف.. نعم يضع المصحف أمامه يقرأ ما تيسّر من كتاب الله بالرغم من أنه أميّ لم يسبق له وأن دخل المدرسة، ولكنها معجزة كتاب الله، التي جعلت والد ضيف "الشروق اليومي" السيد محمد بوركاب، يحفظ سمعا، ولكنه في كل مرة يتوضأ ويجالس المصحف مردّدا ما حفظه من كتاب الله.
بدأت قصة الدكتور محمد بوركاب مع كتاب الله كما رواها أول أمس للشروق اليومي، في المرحلة المتوسطة من دراسته، كانت صورة والده لا تفارقه، فقرّر أن يكررها ولكن بطريقة علمية، وفي أواخر السبعينات في زمن الصحوة الإسلامية الجميل انتقل إلى مسجد الشيخ ابن باديس بمدينة البويرة، ومن الصدف الجميلة أن بدأ مع الشيخ إسماعيل جوامع، أحد تلامذة الشيخ ابن باديس، فكانت نِعم البداية، وفي الثانوية انتقل محمد بوركاب إلى تذوّق القرآن وعلومه عبر حلقات اجتهاد ونشّط بعضها، كان يدرس في شعبة علوم الطبيعة ولكنه تمسّك باللغة العربية وبعلوم القرآن الكريم، فنجح في شهادة البكالوريا وانضم إلى الجذع المشترك للبيولوجيا وصار قاب قوسين أو أدنى من مهنة الطب التي أحبها، رغم أنها ستبعده عن علوم القرآن الكريم التي يرى حياته فيها.
من البيطرة.. إلى علوم القرآن الكريم
إنتقل الفتى محمد الذي أخذ إسم جدّه الراحل، للدراسة في جامعة تيزي وزو، وانتقل من البيولوجيا إلى البيطرة، ولكن في خريف 1984 حدث ما قلب حياته وأعاده إلى حبه الأول، حيث دشن الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد الجامعة الإسلامية، ومن تيزي وزو كان محمد بوركاب يتابع الأصداء الواردة من قسنطينة، وعندما علم بأن الشيخ محمد الغزالي سيكون ضمن طاقم الجامعة الإسلامية قرّر بأن يتنقل إلى قسنطينة ويضحي بالبيطرة، ويضحي بحلم الطب من أجل النهل من علوم هذا العالم الجليل.
يعترف الدكتور بوركاب بأن الشيخ الغزالي كان جامعة في جامعة، منه نهل وارتوى بكتاب الله، وبمنهج وسطي، مازال يذكر كل كلمة قالها له ولأترابه المرحوم الشيخ الغزالي، كان يصرّ على الاعتدال والوسطية، وكان الطلبة شبابا متحمّسا، ولكنه زوّدهم بواقيات من المزالق، وعلّمهم نهج التيسير، ولم يكن حينها الشيخ الغزالي لوحده، بل كان إلى جانبه عدد من المشايخ ومنهما الجزائريان نور الدين الصغير، وعامر العرابي، فبدأت الرحلة الربانية مع الترتيل والتجويد.
ومن جميل الصدف أيضا أن الدكتور بوركاب دخل الجامعة الإسلامية في أول أيام الشيخ الغزالي، وأنهى دراسته وتحصل على الليسانس في الشريعة في زمن مغادرة الشيخ محمد الغزالي لمدينة قسنطينة عام 1988، وهي أول دفعة من الجامعة الفتية التي كرّمها الشيخ محمد الغزالي قبل أن يغادر قسنطينة والجزائر.
واصل محمد بوركاب رحلته العلمية، ولكن هذه المرة بالانتقال إلى سوريا، فأكمل نصف دينه أولا في الجزائر، وتنقل مع زوجته السيدة يمينة بوسعادي التي تشتغل معه حاليا دكتورة في الشريعة في الجامعة الإسلامية الأمير عبد القادر، طار العريس بعد ثلاثة أسابيع من زواجه فقط إلى سوريا، وهمّه الأول هو العوم في بحر القراءات، وكما منحته قسنطينة الشيخ محمد الغزالي أستاذا، منحته سوريا كبار القراءات العشر، وعلى رأسهم أبو الحسن الكردي الرجل الذي يحب المتعلمين وأيضا الجزائريين في أول لقاء جمع الرجلين، طلب الأستاذ أبو الحسن الكردي من تلميذه، أن يأتي مرّة في الأسبوع، فشرح محمد وضعيته كجزائري لا يمكنه أن يدرس مرة في الأسبوع، فاستجاب له بسرعة وفتح له بيته وصار يدرس يوميا حتى تمكن من القراءات العشر في زمن وجيز، كما ساهم في هذا الإنجاز الأساتذة بكري الطرابيشي، وراجح وطاهر سكر وعيسى مليلي.
عندما سافر الدكتور بوركاب إلى سوريا، لم يكن قد حفظ في الجزائر إلا ربع القرآن الكريم، وختمه في سوريا في ظرف ثمانية أشهر فقط، ولكنه اعترف بأن الأسس والمبادئ الاساسية أخذها من المدرسة الجزائرية، وهذا ضمن العطاء المتبادل، المعروف بين المشارقة والمغاربة والذي منح للأمة الإسلامية طائفة من أكبر العلماء، ويرى الدكتور بوركاب بأن المغاربة أكثر حظا من المشارقة، كونهم احتضنوا الإسلام جميعا، فوحدهم كتاب الله، وفشلت كل محاولات التفتيت في هاته البلاد التي اختارت دينا واحدا موحّدا هو الإسلام.
سألناه عن الشيعة الذين عرفهم في سوريا وفي لبنان، حيث درس ودرّس أحكام القرآن إن كان فعلا لهم قرآن غير كتاب الله الذي نقرأه، فنفى قطعا، وقال بأن القرآن لا خلاف فيه بين الشيعة والسنّة، بالرغم من وجود طائفة مجهرية من الشيعة الغلاة، التي قالت بأن القرآن حُرّف، ولحسن الحظ تكاد تنعدم من البلاد التي تتبع المذهب الشيعي، والخلاف يبقى في الفهم، فقواعده ثابتة وعجائبه لا تنقضي في كل الأزمان.
وهنا نقلناه إلى آراء المفكر السوري محمد شحرور الذي يطالب بقراءة جديدة لكتاب الله، ويفرق بين الكتاب والقرآن، فعاد بنا الدكتور بوركاب إلى سنوات تواجده في سوريا، واعتبره انحرافي، لأنه يطالب بإعادة دراسة النص القرآني الذي نزل باللغة العربية، وذكّر بالانتقادات التي وجهها له الشيخ رمضان البوطي، الذي اعتبر ما يدعو إليه المفكر محمد شحرور إنحراف عن الدين.
في انتظار كلية القرآن الكريم
ولأن القرآن أمة قائمة بذاتها، سألناه إن كان هناك مطلب بإقامة جامعة للقرآن في الجزائر، فأشار إلى مطلب لا يختلف عن ذلك، وهو الاقتراح الذي قُدّم لوزارة التعليم العالي، من أجل إقامة كلية للقرآن والسنة، مثيلة لكلية موجودة في المدينة المنورة، تمكّن من تخريج علماء في كتاب الله قراءة وشرحا وتلاوة.
رحلة الدكتور محمد بوركاب مع كتاب الله نقلته من بلاد إلى أخرى، فقد درّس مختلف القراءات في بلاد الشام وخاصة في لبنان، حيث كان من بين تلامذته، سوريون ولبنانيون وفلسطينيون وأفارقة وأوروبيون، ففي جامعة القرآن الكريم يمكن لطالبه أن يبقى مدى الحياة أستاذا وتلميذا، سواء صغر سنه أو كبُر، ومن الأمور التي لاحظها الدكتور بوركاب على مدار قرابة العشرين سنة من طلب معارفه، أن الإقبال على كتاب الله واحد في جميع الأمصار، فهو قرة عين كل المسلمين، ولكن للجزائريين حكاية مختلفة مع كتاب الله، فمنه أخرجوا كل معالم كفاحهم ضد الإستعمار، كانت الزوايا والمساجد برغم أمية الشعب الجزائري تصدح بالقرآن الكريم، فسموا المكافحين مجاهدين وسموا أبناءهم من القرآن الكريم، وجزم بأن القرآن الكريم هو الذي أنقذ الجزائريين من الزوال طوال قرن وثلث من التغريب، وهو الذي مكّنهم من فك هاته القيود الاستعمارية، وهو الكفيل وحده لينقذهم من أية محاولة لتفتيتهم أو تقسيمهم أو محاولة استعمارهم بأي نوع من الاستعمار.
يعود الدكتور بوركاب إلى المدرسة التي وضع أسسها في قسنطينة وهي مدرسة ابن باديس التي بدأت في تعليم النشء كتاب الله منذ عام 2004، ويوجد بها حاليا أكثر من 2500 طالب وطالبة، منهم من فتح مدارس مشابهة أو فروع في ولاياتهم الأصلية، وفي هاته المدرسة يوجد أطباء ومهندسون ومحامون وعسكريون، وهي مدرسة قدّمت حصة قصتي مع كتاب الله التي تبثها قناة الشروق في كل رمضان، الكثير من النماذج المتخصصة منها، ولاقت استحسان المشاهدين وبعثت في قلوبهم حب خوض حفظ القرآن الكريم، بطرق علمية تمكنهم من ضمان معادلة السرعة والإتقان ما جعلها مدرسة أو شبه كلية نموذجية يُقتدى بها ليس على المستوى الوطني وإنما العالمي تقدم كتاب الله وحفظه في الحلة الحقيقية التي نزل بها على خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم.
وخلال حديثنا مع الدكتور محمد بوركاب واستعراض تاريخ الجزائر مع كتاب الله والمرحلة التي عاشها، نبهنا إلى فترة ما بين عيد الاستقلال ومنتصف سبعينات القرن الماضي، وقال بأنها فترة تستحق الدراسة، لأنها كانت جافة من حيث وجود كتاب الله في المجتمع الجزائري، إذ قلّ وربما انعدم نهائيا الإقبال على كتاب الله، وحتى المساجد لم تكن تبنى بقوة، قبل أن يعود الجزائريون للقرآن الكريم وخير شاهد على ذلك هذا الكم الكبير من الحفظة ومن المدارس ومن المتقنين للقراءات، ومن المتفوقين في علوم الترتيل والتجويد من ذوي المستوى العالمي.
نستوقفه عند محطة حياته الشخصية، فيبتسم ويصف عائلته بالجامعة العربية، فهو من مواليد 24 أكتوبر 1963 بمدينة البويرة قبل أن يقطن في مدينة قسنطينة التي سلبت عقله بتاريخها القرآني منذ فضيلة الشيخ ابن باديس الذي يعتبره أستاذه الأول وأحد فطاحلة علوم القرآن الكريم على مدار التاريخ، فأحبها واختارها إقامة له رفقة زوجته الدكتورة يمينة بوسعادي التي ساعدته في تحصيله العلمي واجتهاده، وساعدها أيضا منذ أن حصلت على شهادة البكالوريا في سوريا، وأبنائه الستة، ومنهم ثلاث بنات ولدن في سوريا ورابعتهن في لبنان، إضافة إلى طفل آخر من مواليد بيروت، وانتهاء بآخر العنقود الصغير عمر، الذي ولد بمدينة قسنطينة، ويتواجد الأبناء حاليا في كل الأطوار التعليمية من الابتدائي إلى الجامعي مرورا بالمتوسط والثانوي، ولكنهم يتحدّون في التواجد مع والديهما في المدرسة القرآنية.
دوام على ممارسة الرياضة
يمارس الدكتور بوركاب برغم انشغالاته العلمية مختلف أنواع الرياضات، ورفض دائما الانتماء إلى أي حزب سياسي إيمانا منه، بأن غالبيتها تنسى نفسها بمجرد أن تدخل الخدمة، فتتيه الغاية النبيلة مع أول المشوار، ومن العجائب أن الرجل الذي بلغ فكره ومقدرته على التعاطي مع كتاب الله كل بلاد العالم الإسلامي وحتى الغربي، وصار ضيفا مرحبا به في كل الدول، غير معني لحد الآن بتظاهرة عاصمة الثقافة العربية بالرغم من أنه يقطن في مدينة قسنطينة وبالرغم من ان القرآن الكريم هو المصدر الأول والوسيلة الأولى وربما الوحيدة التي جمعت العرب وخلّدت لغتهم وستخلّدها إلى يوم الدين، ويأبى الدكتور محمد بوركاب في آخر حواره مع الشرق اليومي، سوى أن يحيّي مبادرة تكريمه التي فاجأته، وكان صراحة من أول لقاء معه قد حاول تنبيهنا إلى وجود رجالات آخرين يستحقون التكريم، ورآى نفسه يؤدي رسالة لا تختلف عما يقوم به بقية الجزائريين، وعاد ليقول بأن ما وصل إليه إنما تحقق بأخذه من أستاذين كبيرين، أولهما قرأ من ينابيعه وهو الشيخ عبد الحميد بن باديس، والثاني سنحت له الفرصة ليجلس في حلقاته وهو الشيخ سحنون.
الطاهر بن خولة: لم أعرف أن في بلادنا أفضل معلم للقرآن في العالم
قال الشيخ الطاهر بن خولة إمام "مسجد التقوى" بالبليدة، أنه فوجئ لما رأى الإعلان في جريدة "الشروق اليومي" والكلام العجيب عن تكريم أفضل معلم قرآن في العالم، وتساءل بن خولة: كيف يكون في الجزائر أفضل معلم للقرآن في العالم ولا نسمع به؟،
أكد أنه بعد أن سمع عن هذه المبادرة التكريمية من "الشروق"، أصر على الحضور شخصيا ليتعرف على هذا الرجل، ولكي يتعلم منه ويتنوّر بعلمه، فقد هاله وراقه أن يعرف أن بلاده تملك أفضل معلم للقرآن في العالم، ولم يفوّت بن خولة الفرصة ليشكر "الشروق" على هذه المبادرة الكريمة، خاصة وأن الدعوة كانت عامة، ما مكنه من الحضور للتعرف عن قرب بالدكتور محمد بوركاب.
السعيد شنين: بوركاب مصدر فخر للجزائر والجزائريين
قال الشيخ السعيد شنين، وهو إمام متقاعد، أن الدكتور محمد بوركاب يعتبر من عائلته، وأنه يشهد له بالعلم الذي لم يكتف بطلبه في الجزائر، بل سافر إلى الشام حتى ينهل من هذه المشكاة العظيمة.
ووصف شنين الشيخ بوركاب بالشخصية المحترمة والمتفقه بعلوم الدين، وامتدح تاريخه العلمي الكبير، مؤكدا أن بوركاب تخرج على يديه الكثير من الإطارات في جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، وأنه يمثل مصدر فخر للجزائر والجزائريين.
نبيل مدوران: بوركاب قدوة لجميع طلابه
وصف نبيل مدوران، وهو طالب في كلية أصول الفقه بجامعة الأمير عبد القادر، الدكتور محمد بوركاب، بالأستاذ والمعلم والمربي، معتبرا إياه القدوة الحسنة الذي تعلم منه القراءة وأصول الفقه في جامعة الأمير.
تكلم مدوران عن محمد بوركاب الإنسان والمعلم، معتبرا إياه شخصية فاضلة وآية في الأخلاق والتواضع، وشكر باسم جميع طلاب الشيخ بوركاب مبادرة "الشروق" الطيبة، وقال إن"مجمع الشروق" مشكور على هذا الجهد والالتفاتة الطيبة في تكريم القرآن وأهله.
ياسين بوركاب: العائلة تفخر بانتمائه إليها
"الشيخ محمد إنسان متواضع وطموح"، هكذا وصف ياسين بوركاب وهو ابن عم الدكتور محمد بوركاب، وأضاف أن الشيخ بوركاب لطالما نذر نفسه خادما لكتاب الله، والعائلة تفخر بانتمائه إليها وبتاريخه العلمي المشرف، وتكريمه من قبل"الشروق" يعد شرفا للأمة الإسلامية وللعالم العربي بشكل عام وللشعب الجزائري وولاية البويرة مسقط رأسه بصفة خاصة، مؤكدا أن الدكتور بوركاب إنسان محب لأهله وعائلته ولا يقصّر مع أي فرد من أفراد العائلة، فهو يتمثل بأخلاق القرآن العظيمة.
عمار رقابة:بوركاب ممثل للشيخ الكردي في الجزائر
قال عمار رقابة، وهو أحد تلاميذ الدكتور، أنه كان طالبا في الشام، وأن أكثر تلامذة الشيخ أبو الحسن الكردي كانوا يقولون إنه لا يوجد ممثل للشيخ الكردي في الجزائر سوى الشيخ بوركاب، وقد أوصاه الشيخ مصطفى البغا أكثر من مرة بأن يتواصل مع الشيخ محمد بوركاب، كما أن الشيخ البوطي رحمه الله كان في أكثر من مكان ينزل فيه إلا ويذكر فيه الشيخ محمد بوركاب بكل حب، وأن علماء الشام يتحدثون دائما عن عالم الجزائر محمد بوركاب الذي تمكن من أن يصل إلى مصافهم، بل وكانوا لا يتقدمون ولا يتكلمون في حضرته وهو تلميذهم.
الحاج مدني بن عبد الرحمن: بوركاب حامل للواء العلماء
بوركاب من أهل الله وأهل العلم، هكذا وصف الحاج مدني بن عبد الرحمن الدكتور محمد بوركاب باعتباره صديقا له، ودعا أن يمتع الشيخ بوركاب بالصحة والقوة التي تمكنه من مواصلة الرسالة الإلهية القرآنية التي اختاره الله لها، لكي يكون ضمن الوفد الحامل للواء العلماء مثل الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه، داعيا الله أن يكتبه في زمرة الشهداء والصديقين وممن تشملهم الشفاعة وأن يبقى في خدمة كتاب الله.
محمد الطيب بن موهوب: بجاية استفادت من هذا الرجل
تحدث المشرف على جمعية "إحياء زاوية سيدي التواتي" ببجاية، عن تطوع الشيخ محمد بوركاب كل صيف ليعطي دورات في أحكام التجويد في الجمعية، مؤكدا أن الشيخ معروفٌ لديهم في المنطقة بالتواضع والبساطة وحسن المعاملة، وأن من لا يعرفه لا يمكن أن يصدّق أن عالماً بهذه المكانة بمثل هذا التواضع وحسن الخلق، فهو قدوة ومثال للمعلم، وأن منطقة بجاية استفادت من هذا الرجل واستفادت الجمعية بشكل خاص منه، معبرا عن عظيم امتنانه لما يقدمه في خدمة طلبة العلم.
الدكتور عبد المجيد بيرم: محمد بوركاب إنسانٌ عصامي
قال الدكتور عبد المجيد بيرم أن تكريم محمد بوركاب التفاتة طيبة من "مجمع الشروق"، وهو في الحقيقة تكريم للقرآن وأهله، ودعوة للثوابت لأن القرأن من ثوابت الشعب الجزائري المسلم، والدكتور محمد بوركاب صاحب مدرسة خرجت الكثير من الحافظين والحافظات وهذا يعد انجازا وإضافة نوعية للمجتمع الجزائري، وإذا ارتوت الجزائر بالحافظين والحافظات فهو مؤشر على الانطلاقة الصحيحة والنهوض الذي يعيد لنا ذاتيتنا، وهو زميل في التحصيل العلمي، كما أنه إنسان عصامي، فبعدما أنهى دراسته في جامعة الأمير عبد القادر غادر للشام ليكمل دراسته وتفرغ لحفظ القرآن عن كبار مشايخ الإقراء، وهو أمر ليس باستطاعة أي كان القيام به إلا الأشخاص من أمثال محمد بوركاب.
الدكتور عبد الناصر قارة: بوركاب مثالٌ للجد والاجتهاد
عرفتُ الدكتور محمد بوركاب في بلاد الشام وكان زميلا في الدراسة، وقد كان مثالا للجد والاجتهاد، فكان حريصا على ألا يضيع وقته إلا في طلب العلم، كما كان حريصا على جمع القرآن والتفكر في القراءات، لذلك أنا أعتبره ممن وضعوا أهدافا في حياتهم وسطروا طريقا لهم في الدنيا وقد وفقه الله تعالى لتحقيق هذه الأهداف ومن بينها حفظ القرآن وجمع القراءات، وهو حتى لما كان في التحصيل كان همه خدمة أبناء وطنه والحمد لله عاد لوطنه ونفع الله به أبناء بلده في الجامعة وفي المساجد وفي دور حفظ القرأن الكريم، وما نعلم عنه إلا علو الأخلاق فهو رجل فاضل، وأنا اعتبره من الذين أفنوا شبابهم في خدمة هذا الدين، فلعله يكون من الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه.
الدكتور عبد الرزاق ?سوم: محمد بوركاب وسام تُعلقه الجزائر
الأستاذ محمد بوركاب نعمة من نعم الله العظيمة على أمتنا وشعبنا الجزائري المسلم، فهو وسام تعلقه الجزائر على جبينها، وليس كباقي التيجان والأوسمة، فإذا كان المعتاد أن نسمع بوسام الجمال ووسام اللعب، فإن الوسام الذي نلتقي بصاحبه اليوم هو الوسام الذي وهبه الله إياه وهو وسام القرآن، وهو المتخصص في تحفيظ القرآن وتجويده وبثه بين الناس على اختلاف الفئات العمرية، وقد عشت شخصيا هذه التجربة منذ أيام في احتفال "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، وذلك عند تخريج دفعة الحفظة لمدرسة بن باديس، وهالني العدد والنوع من الحفظة من الجنسين وهم في اعتزاز بحفظ القرآن لهم.
أبو عبد الملك بدر بلعباس: علماء الشام لقبّوه بالمتقن
اعتبر أبو عبد الملك بدر بلعباس، أستاذ التعليم القرآني في جامعة القراءات العشر، الدكتور بوركاب أحد أساتذته الذين أخذ منهم العلم وقرأ التجويد منه، وأنه كإنسان يتميز بالخلق والإتقان واللطف بالطلبة وحسن توجيههم، وقال بلعباس إنه كان من بين أول الطلبة الذين قرؤوا على يدي الدكتور بوركاب، وأنه من بين الثلاثة الأوائل الذين تخرجوا على يديه، وقد كان يأخذهم إلى شيخه أبو الحسن الكردي، ويرى بلعباس أن منح الهيئة العالمية لتحفيظ القرأن لقب معلم قرأن في العالم للدكتور محمد بوركاب دليل على أنه يستحق هذه المكانة بجدارة، نظرا لما يقدمه من جهة، ونظرا للمشايخ الذين تتلمذ على أيديهم مثل شيخ قراء الشام الشيخ أبو الحسن الكردي والشيخ بكري طرابيشي الذي سمعته بأذني يلقبه بالمتقن، وكذلك كانت له الفرصة ليكون من القلائل الذين استطاعوا القراءة للشيخ محمد طه سكر.
على ذراع: لا يوجد أفضل عمل من نشر القرآن
أكد الأستاذ على ذراع المستشار الإعلامي للشروق على أن مؤسسة الشروق سائرة في درب تكريم العلماء، خاصة الذين خدموا القرآن واللغة العربية، وقال "أنه بدون هؤلاء العلماء الأجلاء ستفقد الجزائر هويتها وسنصبح بدون هوية، وهو الأمر الذي يريد أن يصل إليه أعداء الوطن".
واعتبر ذراع تقديم علماء الأمة إلى الواجهة الإعلامية حتى يكونوا قدوة تنير درب الشباب في الجزائر وهو أقل ما يمكن تقديمه لمثل هؤلاء العلماء الذين ضحوا بالنفس والنفيس -حسبه- من اجل أن تحافظ الجزائر على أصالتها. وذكر ممثل الشروق على أن الدكتور محمد بوركاب قدم للجزائر وللأمة الإسلامية الكثير، وقال "لقد انتقل من مدينة إلى أخرى من اجل نشر القرآن، من خلال فتحه لعدة مدارس ساهمت في تخرج عشرات الشباب الحافظين لكتاب الله". واعتبر المستشار الإعلامي تكريم بوركاب هو تكريم للرسالة المباركة التي قدمها للجزائر.
الدكتورعبد الكريم ?ابة: بوركاب خدم القرآن بصدق
أشاد الدكتور عبد الكريم ?ابة بخصال العالم محمد بوركاب وقال "أن الله أكرمه بحفظ كتابه، فكان نعم التكريم له، حيث أرجع فضل الله عليه من خلال تحفيظ الآلاف كتاب الله وتخصيص حياته كلها للقر"ن الكريم".
وأضاف أن بوركاب منذ أن كان في الشام وهو يخصص عناية خاصة للطلاب الذين كانوا يدرسون هناك وقال "كان مثل الأب والأخ والصديق والمعلم الذي لا يتوانى في توجيهنا وإرشادنا إلى أسهل الطرق وأيسرها لتعليم القرآن الذي كان بالنسبة له الشغل الشاغل".
وذكر المتحدث أن الدكتور بوركاب لم يكن يتطلع إلى ثناء الناس أو رضاهم فكان همه رضا الله وإعلاء مكانة القرآن بين الناس، مضيفا أن مدرسته في قسنطينة لتعليم القرآن نموذج ناجح وجب تعميمه في جميع ربوع الوطن.
الدكتور احمد بن فضالة مدير معهد تعليم القرآن ببجاية
الشيخ علمنا الأخلاق قبل أن يعلمنا القرآن
قال الدكتور احمد وأحد تلامذة الشيخ "أن الدكتور كان يعلمهم الأخلاق ويربيهم على التواضع وحسن السلوك"، وأضاف "أن الشيخ كان نعم القدوة لنا، فكان همنا رضاه والتعلم منه ومجالسته اكبر قدر ممكن"، وقال "أن الله أكرمني بالجلوس بين يديه في بجاية، حيث كان معلمنا هناك، وهناك مازال الناس يذكرونه بكل خير لما خلف من تركة طيبة". واعتبر المتحدث مشاركته هذا التكريم بمثابة العمل الرائع وهو أقل ما يمكن آن نقدمه للدكتور.
بدر بالعباس أحد تلامذة الدكتور: بفضل الشيخ أصبحنا دكاترة
وصف بدر بالعباس جامع القراءات عن الشيخ الدكتور بوركاب بالأب وقال أن "الشيخ له ميزة خاصة تميزه عن غيره من العلماء وسر يجعل كل من يلتقي معه يحبه ويحب البقاء بجانبه ودراسة وتعلم القرآن عنده".
وأضاف المتحدث انه كان من أوائل الطلاب الذين درسوا عند الشيخ، حيث كان الكثير منهم لا يملك مستوى البكالوريا، لكن الشيخ شجعنا وأصر على أن نواصل الدراسة، حتى تحصل الكثير منا على تلك الشهادة، بالإضافة إلى تعليمنا وتحفيظنا للقرآن، فكانت النتيجة أن الكثير منهم اليوم، أصبحوا من كبار العلماء في الجزائر، وحتى في بعض البلدان العربية.
الدكتور صلاح الدين بودان: خالي لم يدخر جهدا في تعليمنا وإرشادنا
قال، صلاح الدين، ابن أخت الشيخ، "أن الدكتور كان نعم الأب والخال الذي يحرص على تربيتنا وإرشادنا، من خلال تعليمنا وتحفيظنا القرآن وتعاليمه السمحاء". وأضاف بودان أن الله وحده يستطيع أن يجازيه وقال "أننا مهما فعلنا ومهما قدمنا له لن نوافيه حقه"، واعتبره كبير العائلة الذي لا يمكن أن نتجاوزه وان نفعل أي شيء دون الرجوع إليه.
مصطفى بن عبد الرحمان إمام جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة
مدرسة الشيخ خرجت 25 ألف طالب
قال، مصطفى بن عبد الرحمان "أن الشيخ أسس مدرسة تخرج منها 25 ألف طالب حافظ لكتاب الله بالإضافة إلى 475 أستاذ كلهم تخرجوا على يديه". وأضاف إمام جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة أن الدكتور بوركاب قدوة وأب وجب وضعه في الصفوف الأولى، باعتباره مثالا لرجل القرآن الذي لم يدخر جهدا في تعليم وتحفيظ كتاب الله. وذكر المتحدث أن الشيخ الخطيب يقوم باستشارته قبل تحضير أي خطبة يلقيها على الناس في مسجده.
ونوه بن عبد الرحمان بالعمل الذي يقوم به، وقال "أن عمله خالص لوجه الله"، واعتبر عمله كله في سبيل الأمة، وذكر أن للشيخ مكانة عالية بين العلماء المسلمين، مثلما حدث مع الإمام البوطي رحمه الله الذي قال لنا لما حضر للجزائر أن إقامته تتوقف على وجود الدكتور محمد بوركاب، وهي شهادة نعتز ونفتخر بها، لأنها جاءت من عالم جليل.
جلول حجيمي: الدكتور محمد بوركاب مدرسة متنقلة
أكد جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة على "أن الدكتور محمد بوركاب، رجل صالح، ساهم في إرساء الأخلاق الحسنة بين الناس قبل أن يساهم في تعليم القرآن بين أوساط الشباب، فكانت النتيجة تخرج آلاف الطلبة ينشرون القرآن في كل ربوع الوطن، وهو عمل قلما يستطيع فعله رجل واحد"، وقال أن الجزائر اليوم تفتخر به على ما قدمه لها من خلال مساهمته العظيمة.
الدكتور احمد معيوط: لم نر من الشيخ بوركاب إلا ما يرضي الله
قال احمد معيوط صديق الدكتور "أن الشيخ محمد بوركاب كان مدرسا للقرآن في مدينة تيزي وزو، حيث كان معلما ناجحا صاحب أخلاق رفيعة قلما تجدها في شخص يجمع بين العلم والأخلاق"، وأضاف أن الشيح بوركاب كان هبة من الله على سكان المنطقة فلم يذكر يوما بسوء، وقال "أننا كنا نتعامل معه يوميا ولم يغضبنا، بل كان معلما وأبا ينصحنا وينير دربنا، زيادة على كل هذا كان كريما مع جميع الناس".
أصداء
عرف حفل التكريم حضورا كثيفا من أقارب الشيخ بوركاب، إضافة إلى عدد كبير من طلاب الدكتور بوركاب، بل إن هناك من أتى من قسنطينة خصيصا لحضور التكريم رغم الصيام وارتفاع درجات الحرارة.
قال الدكتور عبد الحليم بلقايد في معرض حديثه عن الدكتور بوركاب، إن البعض سأله عن سر نجاح الشيخ بوركاب فاقترح على سبيل المزاح إجراء عملية استنساخ ليكون في كل جامعة مئة من محمد بوركاب.
حرص الدكتور محمد بوركاب على تعليم القرآن لأسرته، فزوجته تجمع القراءات العشر، وكذلك بناته من حفظة القرآن الكريم.
لم تسعف الدموع العديد من المتكلمين في المنصة، حيث اضطروا لقطع كلماتهم خاصة الدكتور أحمد ملعوط، وهو صديق الدكتور محمد بوركاب الذي غادر المنصة دون أن يلقي أي كلمة، قبل أن يعود لاحقا ويلقي شهادته تحت إصرار مذيع الحفل.
قال الدكتور عبد الناصر قارة، وهو أستاذ بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، إن الدكتور محمد بوركاب من القلائل الذين لديهم السند العالي القراءات في الجزائر، إضافة إلى جمعه للقراءات العشر للقرآن الكريم.
اعتبر الشيخ بدر بلعباس تكريم الشيخ محمد بوركاب من قبل "مجمع الشروق" تمهيدا للحدث المستقبلي، وهو ترشيحه لقيادة مشيخة القراءة في الجزائر.
ناصر/ قدور جربوعة/ مرة.ب ** صورة: يونس أوباعيش
الجمعة 03 جويلية 2015 ميلادي الموافق لـ 16 رمضان 1436 هجري