محاكمة
أبناء جماعة أورتزاغ يكتبون
محاكمة
بقلم: الأستاذ عبد الله العزوزي
×××××
عزيزي الدستور،
أتقدم إليك بمقالي الإفتتاحي هذا باعتبارك المرجع الأسمى لنا جميعا كمغاربة، وباعتبارنا قد أجمعنا على مبايعتك يوم 10 من سنة 2011، وقد تفرسنا في جبينك الخير الكثير و الأمل الكبير، وقد اعتبرناك أول خطوة لمجتمعنا على درب النهضة و التقدم، وبوصلتنا التي ستأخذنا في اتجاه نادي البلدان الصاعدة، و ضربة أخيرة ،و قاضية، على الفساد و نهب المال العام و إجهاض حلم الكرامة و تعطيل عجلة التنمية و الإستخفاف بالمسؤولية و الإكتفاء بتحملها من أجل "البرستيج" و الإغتناء الغير الشرعي،و نسج أخطوبوطات انتخابوية ترفع من حضوض الفوز، و من ثم البقاء على خط اتماس مع المال العام و الإمتيازات الغير المشروعة.
لقد وجدت في بندك المتعلق "بربط المسؤولية بالمحاسبة" بلسما لكل الجروح التي أثخنت جسد هذا الوطن و التي سببت له عاهات و أمراض مزمنة، لا أقلها فقر الدم و الإعاقة و التخبط و الفوضى و الهجرة و التهجير و المزيد من التبعية الإقتصادية و ارتفاع حجم المديونية، مما أدى إلى اتساع المسافة التي تفصل بيننا وبين أمم نفوقها بمواردنا الطبيعية و ثرواتنا المعدنية. بشكل يومي حتى أوشكت أن تصل إلى مسافة قرن.
عزيزي الدستور،
هاهي المجالس البلدية تستعد إلى تغيير جلدها إسوة بالأفاعي التي تعرف لماذا و كيف و متي تغير جلدها، فتنسل براقة و ملساء و كأنها ولدت من جديد. هاهي تخاطب المحطات الإنتخابية بقولها " إن عدت، عدنا"،و تستعد لتوظيف حنكتها في وأد التنمية من أجل العودة التدبير من النافذة الخلفية للجماعة بعدما غادرتها في آخر يوم من ولايتها و في رصيدها ميزانيات بمئات الملايين و فاتورات تحتاج إلى عملية شفط الذهون، لكن لم يجد من يفعل لها ذلك...
عزيزي الدستور،
هل يمكن أن ينصرف ممثلو الساكنة من مهامهم الإنتدابية بعد مضي ست سنوات على تحملهم المسؤولية في الذود عن مصالح الدواوير و الأحياء، و التي أصبحت شبه ميتة تحت وطأة الإقصاء و التهميش، دون محاسبة؟ ماحصيلة ستة أعوام من الدورات العادية و الإستثنائية و إعادة برمجة الفائض؟ أين ذهبت ملايين الدراهم التي وفرتها مختلف الصنادق الذاتية و التضامنية و المخصصة لإعادة الهيكلة أو التأهيل؟
عزيزي الدستور،
لا أحسب أنه ليست لك عيونا ترى بها ما يدور حولك من خروقات و الغبار المنبعث من الأزقة و الطرقات، أو أنفا حساسا تستنشق به الروائح الكريهة للفساد و الأزبال ، فماذا عساني أفعل هل تحتاج مساعدتي أم أحتاج مساعدتك. أنا لا أدري، و لك واسع النظر في مرافعتي.
دمت عاليا ووطنيا ، و طاب مقامك فوق رؤوسنا و رفوف محاكمنا.
توقيع : خليهن ولد بلادي،الملقب بالمكتوي (بنار الفساد)