فضاءات الدشمية

الدشمية

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
مصطفى ذراع البيض
مسجــل منــــذ: 2012-11-29
مجموع النقط: 153.04
إعلانات


ميزة شهر رمضان وفضائل الصيام وفوائده وآدابه/الشيخ الفاضل محمد علي فركوس -حفظه الله-

الكلمة الشهرية رقم: ??

ميزة شهر رمضان
وفضائل الصيام وفوائده وآدابه

الحمدُ لله ذي المَنِّ والتوفيقِ والإنعام، شَرَعَ لعِبادِه شَهْرَ رمضان للصيام والقيام، مرَّةً واحدةً كُلَّ عام، وجَعَلَهُ أحَدَ أركانِ الإسلام ومَبانيهِ العِظام، ومُطهِّرًا للنفوس مِن الذنوب والآثام، والصلاةُ والسلامُ على مَنِ اختارَهُ اللهُ لبيانِ الأحكام، واصطفاهُ لتبليغِ شَرْعِه للأنام؛ فكان خَيْرَ مَنْ قام وصَام، وَوَفَّى واستقام، وعلى آله الأصفياء وصحابتِه الكِرام، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ على الدوام، أمَّا بعد:

فلقد فَرَضَ اللهُ تعالى الصيامَ على جميعِ الأُمَمِ وإِنْ اختلفَتْ بينهم كيفيتُه ووقتُه، قال تعالى: ?يَ??أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَي?كُمُ ?لصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَب?لِكُم? لَعَلَّكُم? تَتَّقُونَ ?? [البقرة]، وفي السَّنَةِ الثانية مِن الهجرة أَوْجَبَ اللهُ تعالى صيامَ رمضان وجوبًا آكدًا على المسلم البالغ، فإِنْ كان صحيحًا مُقيمًا وَجَبَ عليه أداءً، وإِنْ كان مريضًا وَجَبَ عليه قضاءً، وكذا الحائض والنُّفَساء، وإِنْ كان صحيحًا مُسافرًا، خُيِّرَ بين الأداءِ والقضاء، وقَدْ أَمَرَ تعالى المُكلَّفَ أَنْ يصوم الشهرَ كُلَّه مِنْ أوَّلِهِ إلى مُنْتهاهُ، وحدَّد له بدايتَه بحدٍّ ظاهرٍ لا يخفى عن أحَدٍ، وهو رؤيةُ الهلال أو إكمالُ عِدَّةِ شعبانَ ثلاثين يومًا؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»(?)، كما حدَّد له بدايةَ الصومِ بحدودٍ واضحةٍ جَليَّةٍ، فجَعَلَ سبحانه بدايةَ الصومِ بطلوع الفجر الثاني، وحدَّد نهايتَه بغروب الشمس في قوله تعالى: ?وَكُلُواْ وَ?ش?رَبُواْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ?ل?خَي?طُ ?ل?أَب?يَضُ مِنَ ?ل?خَي?طِ ?ل?أَس?وَدِ مِنَ ?ل?فَج?رِ? ثُمَّ أَتِمُّواْ ?لصِّيَامَ إِلَى ?لَّي?لِ? [البقرة: ???]، وبهذه الكيفيةِ والتوقيتِ تَقرَّرَ وجوبُه حتميًّا في قوله تعالى: ?فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ?لشَّه?رَ فَل?يَصُم?هُ? [البقرة: ???]، وصارَ صومُه ركنًا مِن أركانِ الإسلام، فمَنْ جَحَدَ فرضيته وأَنْكَرَ وجوبَه فهو مُرْتَدٌّ عن دِينِ الإسلام، يُسْتتابُ فإِنْ تابَ وإلَّا قُتِلَ كُفْرًا، ومَن أَقَرَّ بوجوبه، وتَعَمَّدَ إفطارَه مِنْ غيرِ عُذْرٍ فقَدِ ارتكب ذَنْبًا عظيمًا وإثمًا مُبينًا يَسْتَحِقُّ التعزيرَ والردع.

هذا، وشهرُ رمضان مَيَّزَهُ اللهُ تعالى بميزاتٍ كثيرةٍ مِنْ بَيْنِ الشهور، واختصَّ صيامَه عن الطاعات بفضائلَ مُتعدِّدةٍ، وفوائدَ نافعةٍ، وآدابٍ عزيزةٍ.

ميزة شهر رمضان

ومِنْ ميزةِ هذا الشهرِ العظيمِ ما يلي:

• صوم رمضان: هو الركن الرابع مِنْ أركانِ الإسلام ومَبانيهِ العِظام؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ»(?)، وهو معلومٌ مِن الدِّينِ بالضرورة وإجماعِ المسلمين على أنَّه فرضٌ مِنْ فروضِ الله تعالى.

• إيجابُ صيامِه على هذه الأُمَّةِ وجوبًا عينيًّا؛ لقوله تعالى: ?فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ?لشَّه?رَ فَل?يَصُم?هُ? [البقرة: ???].

• وإنزال القرآنِ فيه لإخراجِ الناس مِن الظلمات إلى النور، وهدايتِهم إلى سبيل الحقِّ وطريقِ الرشاد، وإبعادِهم عن سُبُلِ الغَيِّ والضلال، وتبصيرِهم بأمور دِينِهم ودُنْياهُمْ، بما يَكْفُلُ لهم السعادةَ والفلاحَ في العاجلةِ والآخرة، قال تعالى: ?شَه?رُ رَمَضَانَ ?لَّذِي? أُنزِلَ فِيهِ ?ل?قُر?ءَانُ هُد?ى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَ?ت? مِّنَ ?ل?هُدَى? وَ?ل?فُر?قَانِ? [البقرة: ???].

• ومنها: أنَّه تُفتَّحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ لكثرةِ الأعمال الصالحةِ المشروعةِ فيه المُوجِبةِ لدخول الجَنَّة، وأنَّه تُغْلَقُ فيه أبوابُ النارِ لقِلَّةِ المَعاصي والذنوب المُوجِبةِ لدخول النار.

• وأنَّه فيه تُغَلُّ وتُوثَقُ الشياطينُ؛ فتعجزُ عن إغواءِ الطائعين، وصَرْفِهِم عن العمل الصالح، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»(?).

• ومنها: أنَّ لله تعالى في شهر رمضان عُتَقَاءَ مِن النار؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ للهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ»(?).

• ومنها: أنَّ المغفرة تحصل بصيامِ رمضان بالإيمان الصادق بهذه الفريضة، واحتسابِ الأجر عليها عند الله تعالى؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(?).

• ومنها: أنَّه تُسَنُّ فيه صلاةُ التراويح، اقتداءً بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم الذي رَغَّبَ في القيام بقوله: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(?).

• ومنها: أنَّ فيه ليلةً هي خيرٌ مِنْ ألف شهرٍ، وقيامها مُوجِبٌ للغفران؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ»(?)، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(?).

• ومنها: أَنَّ صيام رمضان إلى رمضان تكفيرٌ لصغائرِ الذنوب والسَّيِّئات وكبائرها(?)؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»(??).

وفضلًا عن ذلك، فإنَّ مِنْ أَبْرَزِ الأحداثِ النافعة الأخرى الحاصلةِ في رمضان: غزوةَ «بدرٍ الكبرى» التي فرَّق اللهُ فيها بين الحقِّ والباطل؛ فانتصر فيها الإسلامُ وأهلُه، وانهزم الشركُ وأهلُه، وكان هذا في السَّنَةِ الثانيةِ للهجرة، كما حَصَلَ فيه فتحُ مكَّة، ودَخَلَ الناسُ في دِينِ الله أفواجًا، وقُضِيَ على الشرك والوثنية بفضلِ الله تعالى؛ فصارَتْ مكَّةُ دارَ الإسلام، بعد أَنْ كانَتْ مَعْقِلَ الشركِ والمشركين، وكان ذلك في السَّنَةِ الثامنةِ للهجرة، كما انتصر المسلمون في رمضان مِنْ سنة (????)، في معركةِ «حِطِّين»، واندحر الصليبيون فيها(??)، واستعاد المسلمون بيتَ المقدس، وانتصروا ـ أيضًا ـ على جيوش التَّتَارِ في «عين جالوت»، حيث دارَتْ وقائعُ هذه المعركةِ الحاسمة في شهر رمضان في سنة (????)(??).

هذا مُجْمَلُ ميزةِ شهرِ رمضان، وفضائلِه العديدة، وبركاتِه الكثيرة، والحمدُ لله ربِّ العالَمِين.

فضائل الصيام

أمَّا فضائلُ الصيامِ فمُتعدِّدةٌ منها:

• تُضاعَفُ فيه الحسناتُ مُضاعَفةً لا تَنْحصِرُ بعددٍ، بينما الأعمالُ الأخرى تُضاعَفُ الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سبعمائة ضِعفٍ؛ لِمَا رواهُ الشيخان مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»(??))؛ فيَتَجلَّى مِنْ هذا الحديثِ أنَّ الله اختصَّ الصِّيامَ لنَفْسِه عن بقيَّةِ الأعمال، وخصَّهُ بمُضاعَفةِ الحسنات ـ كما تَقدَّمَ ـ وأنَّ الإخلاص في الصيامِ أَعْمَقُ فيه مِنْ غيره مِن الأعمال؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَرَكَ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي»(??))، كما أنَّ الله سبحانه وتعالى يَتَوَلَّى جزاءَ الصائم الذي يحصل له الفرحُ في الدنيا والآخرة، وهو فرحٌ محمودٌ؛ لوقوعه على طاعةِ الله تعالى، كما أشارَتْ إليه الآيةُ: ?قُل? بِفَض?لِ ?للَّهِ وَبِرَح?مَتِهِ? فَبِذَ?لِكَ فَل?يَف?رَحُواْ? [يونس: ??]، كما يُسْتفادُ منه أنَّ ما يَنْشَأُ عن طاعةِ الله مِنْ آثارٍ فهي محبوبةٌ عند الله تعالى على نحوِ ما يحصل للصائم مِنْ تَغيُّرِ رائحةِ فَمِهِ بسبب الصيام.

• ومِنْ فضائل الصيام: أنَّه يَشْفَعُ للعبد يوم القيامة، ويَسْتُرُهُ مِن الآثام والشهوات الضارَّة، ويَقيهِ مِنَ النار؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ القُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ»، قَالَ: «فَيُشَفَّعَانِ»(??)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ»(??).

• ومِنْ فضائله: أنَّ دُعاءَ الصائمِ مُسْتجابٌ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «...وَإِنَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً»(??)، وقد جاء في أثناءِ ذِكْرِ آيات الصيام ترغيبُ الصائم بكثرة الدعاء في قوله تعالى: ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ? أُجِيبُ دَع?وَةَ ?لدَّاعِ إِذَا دَعَانِ? [البقرة: ???].

• ومِنْ فضائل الصيام: أنَّه مُوجِبٌ لإبعادِ النار عن الصائم يوم القيامة؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»(??).

• كما أنَّ مِنْ فضائله: اختصاصَ الصائمين ببابٍ مِنْ أبواب الجنَّةِ يدخلون منه دون غيرهم؛ إكرامًا لهم وجزاءً على صيامهم؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ، لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»(??)، وفي ذِكْرِ بعضِ هذه الخصائصِ والفضائلِ ما يُؤْذِنُ على الكُلِّ.

فوائد الصيام

أمَّا فوائدُ الصومِ فعظيمةُ الآثارِ في تطهيرِ النفوس، وتهذيبِ الأخلاق، وتصحيحِ الأبدان، فمنها:

• أنه يُعوِّدُ النفسَ على الصبر والتحمُّلِ على تَرْكِ مألوفِه، ومُفارَقةِ شهواته عن طواعيةٍ واختيارٍ، بحيث يَكْبَحُ جِمَاحَ شَهْوَتِهِ، وَيَغْلِبُ نَفْسَه الأمَّارَةَ بالسُّوء؛ فيَحْبِسُها عن الشهوات لتَسْعَدَ لطَلَبِ ما فيه غايةُ سعادتها وقَبولِ ما تَزْكُو به ممَّا فيه حياتُها الأبدية؛ فيُضيِّقُ مَجاريَ الشيطانِ بتضييقِ مَجاري الطعام والشراب، ويُذكِّرُ نَفْسَه بما عليه أحوالُ الجائعين مِن المساكين؛ فيتركُ المحبوباتِ مِنَ المُفَطِّرات لِمَحَبَّةِ ربِّ العالَمِين، وهذا السِّرُّ بَيْنَ العبد ومعبودِه هو حقيقةُ الصيام ومقصودُه.

• ومنها: أنَّه يُرقِّقُ القلبَ ويُليِّنُه لذِكْرِ الله فيُسهِّلُ له طريقَ الطاعات.

• ومِنْ فوائد الصيام: أنَّه مُوجِبٌ لتَقْوَى الله في القلوب، وإضعافِ الجوارح عن الشهوات، قال تعالى: ?لَعَلَّكُم? تَتَّقُونَ ?? [البقرة]، في مَعْرِضِ إيجابِ الصيام؛ لأنَّه سببٌ للتَّقوى لتضييقِ مَجاري الشهوات وإماتتها؛ إذ كُلَّما قَلَّ الأكلُ ضَعُفَتِ الشهوةُ، وكُلَّما ضَعُفَتِ الشهوة قَلَّتِ المَعاصي.

ومِنْ فوائده الطبِّيَّة: صحَّةُ البدن؛ لأنَّه يَحْمِي مِنِ اختلاط الأطعمة المسبِّبةِ للأمراض ويحفظ ـ بإذن الله ـ الأعضاءَ الظاهرة والباطنةَ كما قرَّرهُ الأطبَّاءُ.

آداب الصيام

للصيام آدابٌ ينبغي التحلِّي بها ليحصلَ التوافقُ مع أوامر الشَّرْعِ، ويُرتَّبَ عليه مقصودُه منه، تهذيبًا للنَّفس وتزكيتها، فيجتهدُ الصائمُ في أدائها كاملةً، والمُحافَظةِ عليها تامَّةً؛ إذ كمال صيامه موقوفٌ عليها، وسعادتُه منوطةٌ بها، فمِنْ هذه الآدابِ الشرعية التي يُراعيها في صيامه:

أوَّلًا: استقبالُ شهرِ رمضانَ بالفرح والغِبْطةِ والسرور؛ لأنَّه مِنْ فضلِ الله ورحمته على الناس بالإسلام، قال تعالى: ?قُل? بِفَض?لِ ?للَّهِ وَبِرَح?مَتِهِ? فَبِذَ?لِكَ فَل?يَف?رَحُواْ هُوَ خَي?ر? مِّمَّا يَج?مَعُونَ ?? [يونس]، ويحمد اللهَ على بلوغه، ويَسْألُ اللهَ تعالى إعانَتَه على صيامه، وتقديمِ الأعمالِ الصالحة فيه، كما يُسْتَحَبُّ له الدعاءُ عند رؤيةِ أيِّ هلالٍ مِنَ السَّنَةِ؛ لحديثِ عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا رأى الهلالَ قال: «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللهُ»(??)، على أَنْ لا يَسْتقبِلَ الهلالَ عند الدعاء، ولا يَرْفَعَ رأسَه إليه، ولا يَنْتصِبَ له، وإنَّما يَسْتقبِلُ بالدعاء القِبْلةَ.

ثانيًا: ومِنَ الآداب المُهِمَّةِ أَنْ لا يصوم قبل ثبوتِ بدايةِ الشهر على أنَّه مِنْ رمضان، ولا يصومَ بعد نهايته على أنَّه منه؛ فالواجبُ أَنْ يصومه في وقته المحدَّدِ شرعًا؛ فلا يَتقدَّمُ عليه ولا يَتأخَّرُ عنه؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ»(??)، وفي قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا»(??)).

ثالثًا: المُداوَمةُ على السَّحور لبركته، واستحبابُ تأخيره؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَسَحَّرُوا؛ فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»(??)، وقد وَرَدَ في فضلِه وبركتِه ـ أيضًا ـ قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «البَرَكَةُ فِي ثَلَاثَةٍ: فِي الجَمَاعَةِ وَالثَّرِيدِ وَالسَّحُورِ»(??)، وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينَ»(??)، وقد جَعَلَهُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عبادةً يتميَّزُ بها أهلُ الإسلام عن أهل الكتاب، فقال: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»(??). والأفضلُ أَنْ يَتسحَّرَ الصائمُ بالتَّمْر؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «نِعْمَ سَحُورُ المُؤْمِنِ التَّمْرُ»(??)، فإِنْ لم يَتَيَسَّرْ له التمرُ تَحَقَّقَ سحورُه ولو بِجرْعَةٍ مِنْ ماءٍ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ»(??).

ويبدأ وقتُ السَّحورِ قُبَيْلَ الفجر، وينتهي بتَبيُّنِ الخيط الأبيض مِن الخيطِ الأسود مِن الفجر، وإذا سَمِعَ النداءَ والإناءُ على يده، أو كان يأكل؛ فَلَهُ أَنْ يَقْضِيَ حاجتَه منهما، ويَسْتكمِلَ شرابَه وطعامَه؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»(??)؛ ففي هذه الرُّخصةِ الواردةِ في الحديثِ إبطالٌ لبدعةِ الإمساكِ قبل الفجر بنحوِ عَشْرِ دقائقَ أو ربعِ ساعةٍ. وإلزامُ التعبُّدِ بتوقيتِ الإمساكيةِ الموضوعةِ بدَعْوَى خشيةِ أَنْ يُدْرِكَ الناسَ أذانُ الفجرِ وهُمْ على سحورهم لا أصلَ له في أحكام الشريعة وآدابِها.

هذا، ويُسْتَحَبُّ تأخيرُ السحور؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ نُعَجِّلَ إِفْطَارَنَا، وَنُؤَخِّرَ سَحُورَنَا، وَنَضَعَ أَيْمَانَنَا عَلَى شَمَائِلِنَا فِي الصَّلَاةِ»(??).

وكان بين فراغه صلَّى الله عليه وسلَّم مِنَ السحور ودخوله في الصلاة قَدْرُ خمسين آيةً مُتوسِّطةً(??)؛ فقَدْ روى أَنَسٌ عن زيد بنِ ثابتٍ رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ»، قُلْتُ: «كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ(??)) وَالسَّحُورِ؟» قَالَ: «قَدْر خَمْسِينَ آيَةً»(??).

وكان دَأْبُ الصحابةِ رضي الله عنهم تأخيرَ السحور؛ فعن عمرِو بنِ ميمون الأوديِّ قال: «كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم أَسْرَعَ النَّاسِ إِفْطَارًا وَأَبْطَأَهُمْ سَحُورًا»(??).

رابعًا: المُحافَظةُ على تعجيلِ الفِطْرِ لإدامةِ الناسِ على الخير؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»(??)، وقولِه عليه الصلاةُ والسلام: «لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ»(??)، وقولِه صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يَزَالُ الدِّينُ ظَاهِرًا مَا عَجَّلَ النَّاسُ الفِطْرَ؛ لأَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى يُؤَخِّرُونَ»(??)، وقد بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم معنى هذا التعجيلِ في قوله: «إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ـ من جهة الشرق ـ وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا، وَغَرَبَتِ الشَّمْسُ؛ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»(??).

• آداب الفطر:

هذا، وتَقْتَرِنُ بالفِطْرِ جملةٌ مِنَ الآداب الشرعية، يُسْتَحَبُّ للصائم الالتزامُ بها، اقتداءً بالنبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهي:

? ـ تقديم الفطر على الصلاة؛ لقولِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَطُّ صَلَّى صَلَاةَ المَغْرِبِ حَتَّى يُفْطِرَ وَلَوْ عَلَى شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ»(??).

? ـ فِطْرُه على رُطَباتٍ، فإِنْ لم يجد فعلى تمراتٍ، فإِنْ لم يجد فعلى الماء؛ لحديثِ أنس بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٍ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ»(??).

? ـ دعاءُ الصائم عند الفطر بما ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه كان يقول ـ عند فِطْرِه ـ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ»(??).

خامسًا: ومِنْ آداب الصيام ـ أيضًا ـ: استحبابُ المُحافَظةِ على السِّواك مُطلقًا، سواءٌ كان المُكلَّف صائمًا أو مُفْطِرًا، أو استعمله رطبًا أو يابسًا، أو كان في أوَّلِ النهار أو في آخِرِه؛ للحضِّ عليه عند كُلِّ صلاةٍ، وعند كُلِّ وضوءٍ، في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ»(??)، وفي روايةٍ: «عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ»(??). ولم يخصَّ الصائمَ مِنْ غيرِه، قال ابنُ عمر رضي الله عنهما: «يَسْتَاكُ أَوَّلَ النَّهَارِ وَآخِرَهُ»(??).

وَضِمْنَ هذا الحكمِ يقول ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ: «...وأمَّا السِّوَاكُ فجائزٌ بلا نِزاعٍ، لكِنِ اختلفوا في كراهيته بعد الزوال على قولين مشهورَيْن، هُمَا روايتان عن أحمد، ولم يَقُمْ على كراهيته دليلٌ شرعيٌّ يصلح أَنْ يَخُصَّ عمومات نصوصِ السواك»(??).

سادسًا: الاجتهاد في فعلِ الخيرات وتكثيفِ العبادات؛ فقَدْ كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في شهر رمضان يُكْثِرُ مِنْ أنواع العبادات، وأفعالِ الخير، وأَضْرُبِ البرِّ والإحسان؛ ففي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْه السَّلَامَ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْه السَّلَامَ كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ»(??).

وكان صلَّى الله عليه وسلَّم يُكْثِرُ مِنْ قراءة القرآن فيه، ويُطيلُ قيامَ رمضان أَكْثَرَ مِمَّا يُطيلُه في غيره، ويجودُ بالصدقات والعطايا وسائرِ أنواعِ الإحسان، ويجتهدُ في العشر الأواخر ـ اعتكافًا وقيامًا وقراءةً وذِكْرًا ـ ما لا يجتهدُ في غيره؛ ففي الحديث: «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ»(??).

ومِنَ العباداتِ التي نَدَبَ إليها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم العمرةُ في رمضان؛ فَلَهَا ثوابٌ عظيمٌ يُساوي ثوابَ حَجَّةٍ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم لعائشة رضي الله عنها: «فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي؛ فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً»(??)، ويُضاعَفُ أجرُ الصلاةِ في مَسْجِدَيْ مَكَّةَ والمدينةِ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ»(??)، فضلًا عن تكفيرِ الذنوب والسيِّئات بتَعاقُبِ العمرات على ما ثَبَتَ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قوله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا»(??).

سابعًا: اجتنابُ كُلِّ ما لا يُحقِّقُ الغايةَ مِنَ الصيام، وذلك بأَنْ يَحْترِزَ الصائمُ عن كُلِّ ما نَهَى الشرعُ عنه مِنْ سَيِّئِ الأقوال، وقبيحِ الأفعال المحرَّمةِ والمكروهة، في كُلِّ الأوقات، وبالأَخَصِّ في شهر رمضان التي يَعْظُمُ قُبْحُهَا في حقِّ الصائم؛ لذلك وَجَبَ عليه أَنْ يَكُفَّ لسانَه عمَّا لا خيرَ فيه مِنَ الكلام: كالكذب، والغِيبةِ، والنميمة، والشَّتْمِ، والخصام، وتضييعِ وقته بإنشاد الأشعار، وروايةِ الأسمار، والمُضْحِكاتِ، والمدحِ والذمِّ بغير حقٍّ، كما يجب عليه أَنْ يَكُفَّ سَمْعَه عن الإصغاء إليها، والاستماعِ إلى كُلِّ قبيحٍ ومذمومٍ شرعًا، ويعملَ جاهدًا على كَفِّ نَفْسِه وبدنه عن سائِرِ الشهوات والمحرَّمات: كغضِّ البصر ومَنْعِه مِنَ الاتِّساع في النَّظر، وإرسالِه إلى كُلِّ ما يُذَمُّ ويُكْرَهُ، وتجنيبِ بقيَّةِ جوارحه مِنَ الوقوع في الآثام؛ فلا يَمُدُّ يدَه إلى باطلٍ، ولا يمشي برجله إلى باطلٍ، ولا يأكل إلَّا الطيِّباتِ مِنْ غير إسرافٍ ولا استكثارٍ؛ ليصرفَ نَفْسَه عن الهوى، ويُقوِّيَها على التحفُّظِ مِنَ الشيطان وأعوانه، ومع ذلك كُلِّه يَبْقَى قلبُه ـ بعد الإفطار وفي آخِرِ كُلِّ عبادةٍ ـ دائرًا بين الرجاء في قَبولِ صيامِه ليكون مِنَ المقرَّبين، وبين الخوف مِنْ ردِّه عليه فيكون مِنَ المَمْقُوتِينَ.

هذا، وقد جاءَتْ في هذه المَعاني نصوصٌ شرعيةٌ تُرَهِّبُ الصائمَ مِنْ آفات اللسان والجوارح منها: قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»(??).

وليس المقصودُ مِنْ شرعيةِ الصوم نَفْسَ الجوع والعطش، بل ما يَتْبَعُه مِنْ كسرِ الشهوات وتطويعِ النفس الأمَّارةِ للنَّفس المُطْمَئِنَّة؛ لذلك قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ»(??).

فالصائمُ حقيقةً هو مَنْ صام بَطْنُه عن الطعام، وجوارحُه عن الآثام، ولسانُه مِنَ الفُحْشِ ورَدِيءِ الكلام، وسمعُه عن الهذيانِ، وفَرْجُه عن الرَّفَثِ، وبصرُه عن النَّظَرِ إلى الحرام؛ فإِنْ تَكَلَّمَ لَمْ يَنْطِقْ بما يَجْرَحُ صومَه، وإِنْ فَعَلَ لم يفعل ما يُفْسِدُ صومَه؛ فيخرجُ كلامُه نافعًا وعملُه صالحًا. قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «قَالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ»(??)، وفي حديثٍ آخَرَ مرفوعًا: «لَا تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا فَاجْلِسْ»(??).

هذا، وقد لا يحصل الصائمُ على ثوابِ صومه مع تَحَمُّلِه التعبَ بالجوع والعطش؛ إذا لم يُؤَدِّ صومَه على الوجه المطلوب بترك المنهيَّات؛ إذ ثوابُ الصومِ ينقص بالمَعاصي، ولا يَبْطُلُ إلَّا بمُفْسِداته، وفي الأحاديثِ المتقدِّمةِ ترغيبُ الصائم في العفو عن زلَّات المُخْطِئين، والإعراضِ عن إساءةِ المُسيئين.

ثامنًا: إعدادُ الإفطارِ للصائمين، الْتماسًا للأجر والثواب المُماثِلِ لأجورهم، وقد صحَّ في فضلِ ذلك قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصْ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا»(??).

تاسعًا: المُحافَظةُ على صلاة القيام وأداؤُها مع الجماعة؛ فينبغي الحرصُ عليها وعدَمُ التخلُّفِ عنها أو تركِها؛ لأنَّه يفوته خيرٌ كثيرٌ، وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُرغِّبُ أصحابَه في قيامِ رمضان مِنْ غيرِ أَنْ يأمرهم بعزيمةٍ، ويقولُ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(??).

وخاصَّةً وأنَّ في العَشْرِ الأواخر مِنَ الشهرِ ليلةً هي خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ، جَعَلَ اللهُ فيها الثوابَ العظيمَ لمن قامَها وغفرانَ ما تَقدَّمَ مِنَ المَعاصي والذنوب، قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(??). وقد جاء في فضلِ قيامِ رمضان جماعةً قولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»(??)، لذلك يحرصُ الصائمُ على المُحافَظةِ عليه في الجماعةِ لئلَّا يَحْرِمَ نَفْسَهُ مِنْ هذا الخيرِ العظيم، والأجرِ العميم.

الخاتمة

هذا، وختامًا فعلى المسلمِ الاهتمامُ بدينه، والعنايةُ بما يُصحِّحُه على الوجهِ المشروع لتَتَرتَّبَ فوائدُه عليه، لا سيَّما أركان الإسلام ومَبانيه العِظام، ومنها: عبادة صومِ رمضان التي تَتكرَّرُ في حياةِ المسلم مرَّةً واحدةً كُلَّ عامٍ؛ فعلى المسلمِ الذي وفَّقَهُ اللهُ لصيامِ شهرِ رمضان، وقيامِ لَيَالِيهِ على وجهِ الإخلاص والمُتابَعةِ أَنْ يختمه بكثرةِ الاستغفار والانكسار بين يَدَيِ اللهِ تعالى، والاستغفارُ ختامُ كُلِّ الأعمال والعبادات؛ فلا يَغْتَرَّ المؤمنُ بنَفْسِه ويُعْجَبْ بعمله ويُزكِّه، بل الواجبُ أَنْ يعترف بقِلَّةِ عمله في حقِّ الله تعالى وتقصيرِه فيه، ودورانِه بين القَبولِ والرَّدِّ؛ فلذلك كان السلفُ يجتهدون في إتمامِ العمل وإكماله وإتقانه، ثمَّ يَهْتمُّون بعد ذلك بقَبولِه ويخافون مِنْ ردِّه، وهؤلاء وَصَفَهم اللهُ تعالى بأنهم: ?يُؤ?تُونَ مَا? ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُم? وَجِلَةٌ? [المؤمنون: ??]، أي: خائفةٌ لا يَأْمَنُونَ مَكْرَ الله؛ فكانوا ـ مع الخوف مِنْ عدَمِ القَبولِ ـ يُكْثِرُون مِنَ الاستغفارِ والتوبةِ مع اهتمامهم بقَبولِ العملِ أَشَدَّ اهتمامًا منهم بالعمل؛ لأنَّ القَبولَ عنوانُ التقوى، قال تعالى: ?إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ?للَّهُ مِنَ ?ل?مُتَّقِينَ ?? [المائدة].

وإذا كان المُنافِقُ يَفْرَحُ بفراقِ شهرِ رمضان ليَنْطَلِقَ إلى الشهوات والمَعاصي التي كان محبوسًا عنها طيلةَ الشهر؛ فإنَّ المؤمن إنَّما يفرح بانتهاءِ الشهرِ بعد إتمامِ العمل وإكمالِه رجاءَ تحقيقِ أجوره وفضائلِه، ويَسْتتبِعُه بالاستغفار والتكبير والعبادة. وقد أَمَرَ اللهُ عزَّ وجلَّ بالاستغفار الذي هو شعارُ الأنبياءِ عليهم السلام مقرونًا بالتوحيد، والعبدُ بحاجةٍ إليهما ليكون عَمَلُه على التوحيد قائمًا، ويُصْلِحَ بالاستغفارِ تزكيةَ عملِه وإعجابَه به وما يَعْترِيهِ مِنْ نقصٍ أو خللٍ أو خطإٍ، وفي هذا السياقِ مِنِ اقترانِ الأمرِ بالتوحيد والاستغفار يقول اللهُ عزَّ وجلَّ: ?فَ?ع?لَم? أَنَّهُ? لَا? إِلَ?هَ إِلَّا ?للَّهُ وَ?س?تَغ?فِر? لِذَن?بِكَ وَلِل?مُؤ?مِنِينَ وَ?ل?مُؤ?مِنَ?تِ? وَ?للَّهُ يَع?لَمُ مُتَقَلَّبَكُم? وَمَث?وَى?كُم? ?? [محمَّد]، وقال في شأن يونس عليه السلام: ?فَنَادَى? فِي ?لظُّلُمَ?تِ أَن لَّا? إِلَ?هَ إِلَّا? أَنتَ سُب?حَ?نَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ?لظَّ?لِمِينَ ?? [الأنبياء].

نسألُ اللهَ تعالى أَنْ يرزقَنا خيراتِ هذا الشهرِ وبركاته، ويَرْزقَنا مِنْ فضائلِه وأجورِه، ولا يَحْرِمَنا مِنَ العملِ الصالحِ فيه وفي غيرِه، كما نَسْألُهُ سبحانه التوفيقَ والسداد، والقَبولَ والعفوَ عن التقصير.

والحمدُ لله ربِّ العالَمِين، وصَلَّى اللهُ على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ?? رجب ?????
الموافق ?: ?? أوت ????م

(?) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) بابُ قولِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِذَا رَأَيْتُمُ الهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا»، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما.

(?) أخرجه البخاريُّ في «الإيمان» (?/ ?) باب: دعاؤُكم إيمانُكم، ومسلمٌ في «الإيمان» (?/ ??) رقم: (??)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما، وقد وَقَعَ في «صحيح البخاريِّ» تقديمُ الحجِّ على الصوم، وعليه بَنَى البخاريُّ ترتيبَه، لكِنْ وَقَعَ في «مسلمٍ» مِنْ روايةِ سعد بنِ عُبَيْدةَ عن ابنِ عمر بتقديمِ الصومِ على الحجِّ، قال: فقال رجلٌ: «والحجُّ وصيامُ رمضان»، فقال ابنُ عمر: «لا، صيامُ رمضانَ والحجُّ، هكذا سمعتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم». [«فتح الباري» لابن حجر (?/ ??)].

(?) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) باب: هل يُقالُ: رمضان أو شهرُ رمضان، ومَنْ رأى كُلَّه واسعًا، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(?) أخرجه ابنُ ماجه في «الصيام» (????) بابُ ما جاء في فضلِ شهر رمضان، مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما، وأحمد في «مسنده» (?/ ???)، مِنْ حديث أبي أُمامة الباهليِّ رضي الله عنه. والحديثُ حسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع » (????).

(?) أخرجه البخاريُّ في «الإيمان» (?/ ??) باب: صومُ رمضان احتسابًا مِنَ الإيمان، ومسلمٌ في «صلاة المسافرين وقصرِها» (?/ ???) رقم: (???)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(?) أخرجه البخاريُّ في «الإيمان» (?/ ??) باب: تطوُّعُ قيامِ رمضان مِنَ الإيمان، ومسلمٌ في «صلاة المسافرين وقصرِها» (?/ ???) رقم: (???)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(?) أخرجه ابنُ ماجه في «الصيام» (????) بابُ ما جاء في فضل شهرِ رمضان، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه. والحديث حَسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (????).

(?) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) بابُ مَنْ صام رمضان إيمانًا واحتسابًا ونيَّةً، ومسلمٌ في «صلاة المسافرين وقصرِها» (?/ ???) رقم: (???)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(?) انظر ـ على الموقعِ ـ الكلمةَ الشهرية: «أثر عبادة الحجِّ والعمرة في وقاية النفس وتطهيرِها مِنَ الذنوب ـ عمومٌ ومُسْتثنَيَاتٌ»، وما فصَّله شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية ـ رحمه الله ـ في «مجموع الفتاوى» (?/ ??? وما بعدها).

(??) أخرجه مسلمٌ في «الطهارة» (?/ ???) رقم: (???)، وأحمد في «مسنده» (?/ ???، ???، ???)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(??) انظر انهزامَ الفرنج ? «حطِّين» في: «الكامل» لابن الأثير (??/ ???).

(??) انظر وقائِعَ «عين جالوت» في: «البداية والنهاية» لابن كثير (??/ ???).

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) بابُ فضلِ الصوم، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(??) أخرجه أحمد في «المسند» (????).

(??) أخرجه أحمد في «مسنده» (?/ ???)، مِنْ حديثِ عبد الله ابنِ عمرٍو رضي الله عنهما. والحديث صحَّحه أحمد شاكر في تحقيقه ? «مسند أحمد» (??/ ???)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (????).

(??) أخرجه أحمد في «مسنده» (?/ ???)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث حسَّنه الهيثميُّ في «مَجْمَعِ الزوائد» (?/ ???)، والألبانيُّ في «صحيح الجامع» (????).

(??) عزاهُ الهيثميُّ في «مَجْمَعِ الزوائد» (?/ ???) للبزَّار، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الترغيب» (????).

(??) أخرجه البخاريُّ في «الجهاد والسِّيَر» (?/ ??) بابُ فضلِ الصومِ في سبيل الله، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه.

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) بابُ الريَّان للصائمين، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ سهل بنِ سعدٍ رضي الله عنهما.

(??) أخرجه ـ بهذا اللفظ ـ ابنُ حِبَّان (?/ ???)، وهو عند الترمذيِّ في «الدعوات» (????) بابُ ما يقول عند رؤية الهلال، قال الألبانيُّ في «الكَلِم الطيِّب» (??): «صحيحٌ بشواهِدِه».

(??) تَقدَّمَ تخريجه، انظر: (الهامش: ?).

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) باب: هل يُقالُ: رمضان أو شهرُ رمضان ومَنْ رأى كُلَّه واسعًا، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما.

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) بابُ بَرَكةِ السحورِ مِنْ غيرِ إيجابٍ، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه.

(??) أخرجه الطبرانيُّ في «الكبير» (?/ ???)، والبيهقيُّ في «شُعَب الإيمان» (?/ ??)، مِنْ حديثِ سلمان رضي الله عنه. والحديث حسَّنه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (?/ ??).

(??) أخرجه أحمد في «مسنده» (?/ ??)، مِنْ حديثِ أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه، وأخرجه ابنُ حِبَّان (?/ ???)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. والحديث حسَّنه الألبانيُّ بمجموعِ طُرُقِه في «السلسلة الصحيحة» (?/ ???).

(??) أخرجه مسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ عمرو بنِ العاص رضي الله عنهما.

(??) أخرجه أبو داود في «الصيام» (????) بابُ مَنْ سمَّى السَّحورَ: الغَدَاءَ، وابنُ حِبَّان (?/ ???)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (?/ ???).

(??) أخرجه ابنُ حِبَّان (?/ ???)، مِنْ حديثِ عبد الله بنِ عمرٍو رضي الله عنهما. والحديث حَسَّنه الألبانيُّ. انظر: «السلسلة الضعيفة» (?/ ???).

(??) أخرجه أحمد (?/ ???، ???)، وأبو داود في «الصيام» (????) بابٌ في الرجلِ يَسْمَعُ النداءَ والإناءُ على يَدِه، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (?/ ???).

(??) أخرجه ابنُ حِبَّان (?/ ??)، والبيهقيُّ في «السنن الكبرى» (?/ ???)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (????).

(??) ففي روايةٍ للبخاريِّ عن أنس بنِ مالكٍ: «أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وزيدَ ابنَ ثابتٍ تَسَحَّرَا، فلمَّا فَرَغَا مِنْ سحورهما قام نبيُّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى الصلاة فصلَّى». قال قَتادةُ: قلنا لأنسٍ: «كم كان بين فراغهما مِنْ سَحورهما ودخولِهما في الصلاة؟» قال: «قَدْرُ ما يقرأ الرجلُ خمسين آيةً». [«صحيح البخاري» (?/ ???)].

(??) والمرادُ به: أذانُ الإقامة؛ لأنَّ الإقامة يُطْلَقُ عليها أذانٌ، كما في قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلَاةٌ» مُتَّفَقٌ عليه.

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) باب: قدرُ كَمْ بين السَّحور وصلاةِ الفجر؟ ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????).

(??) أخرجه عبدُ الرزَّاق في «المصنَّف» (?/ ???)، والبيهقيُّ في «السنن الكبرى» (?/ ???). وصحَّح الحافظُ إسنادَه في «الفتح» (?/ ???).

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) بابُ تعجيلِ الإفطار، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ سهل بنِ سعدٍ رضي الله عنهما.

(??) أخرجه ابنُ خزيمة (?/ ???)، وابنُ حِبَّان (?/ ???)، مِنْ حديثِ سهل بنِ سعدٍ رضي الله عنهما. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الترغيب» (????).

(??) أخرجه أحمد في «مسنده» (?/ ???)، أبو داود في «الصيام» (????) بابُ ما يُسْتحَبُّ مِنْ تعجيلِ الفطر، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. وحسَّنه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (????).

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) باب: متى يَحِلُّ فِطْرُ الصائم؟ ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ عمر بنِ الخطَّاب رضي الله عنه.

(??) أخرجه ابنُ حِبَّان (?/ ???)، مِنْ حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه، وصحَّحه الألبانيُّ في «الصحيحة» (?/ ???).

(??) أخرجه أحمد في «مسنده» (?/ ???)، وأبو داود في «الصيام» (????) بابُ ما يُفْطَرُ عليه. وحسَّنه الألبانيُّ في «الإرواء» (?/ ??).

(??) أخرجه أبو داود في «الصيام» (????) بابُ القولِ عند الإفطار، والحاكم في «المستدرك» (?/ ???)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. وحسَّنه الدارقطنيُّ وأقرَّهُ الحافظُ في «التلخيص الحبير» (?/ ???)، والألبانيُّ في «الإرواء» (?/ ??).

(??) أخرجه البخاريُّ في «الجمعة» (?/ ???) بابُ السواكِ يومَ الجمعة، ومسلمٌ في «الطهارة» (?/ ???) رقم: (???)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(??) أخرجه البخاريُّ معلَّقًا في «الصيام» (?/ ???) بابُ سواك الرطب واليابس للصائم. وذَكَرَ الحافظُ في «الفتح» (?/ ???): أنَّ النسائيَّ وَصَلَه، وعند ابنِ خزيمة (?/ ??): «مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ». وانظر: «الإرواء» للألباني (?/ ???).

(??) ذَكَرَهُ البخاريُّ معلَّقًا في «الصيام» (?/ ???) بابُ اغتسالِ الصائم، قال الحافظ في «الفتح» (?/ ???): «وَصَلَهُ ابنُ أبي شيبة عنه بمَعْناهُ». وانظر: «مختصر صحيح البخاري» للألباني (???)، رقم: (???).

(??) «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (??/ ???). قال الحافظ في «التلخيص» (?/ ???): «فائدة: روى الطبرانيُّ بإسنادٍ جيِّدٍ عن عبد الرحمن بنِ غَنْمٍ قال: سألتُ مُعاذ بنَ جبلٍ: «أأتَسوَّكُ وأنا صائمٌ؟» قال: «نعم»، قلت: «أيَّ النهارِ؟» قال: «غَدوةً أو عَشيَّةً»، قلت: «إنَّ الناس يكرهونه عشيةً، ويقولون: إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ»»، قال: «سبحان الله! لقد أمرهم بالسِّواك وما كان بالذي يأمرهم أَنْ يُنتِنوا أفواهَهم عمدًا، ما في ذلك مِنَ الخير شيءٌ، بل فيه شرٌّ».

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصيام» (?/ ???) باب: أجودُ ما كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يكون في رمضان، ومسلمٌ في «الفضائل» (?/ ????) رقم: (????)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.

(??) أخرجه البخاريُّ في «صلاة التراويح» (?/ ???) باب العمل في العشر الأواخر مِنْ رمضان، ومسلمٌ في «الاعتكاف» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ عائشة رضي الله عنها.

(??) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «أبواب العمرة» (?/ ???) بابُ عمرةٍ في رمضان، ومسلمٌ في «الحجِّ» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما.

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصلاة» (?/ ???) بابُ فضلِ الصلاة في مسجد مكَّةَ والمدينة، ومسلمٌ في «الحجِّ» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(??) أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» بابُ وجوبِ العمرة وفضلِها (?/ ???)، ومسلمٌ في «الحجِّ» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) بابُ مَنْ لم يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ به في الصوم، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(??) أخرجه أحمد في «مسنده» (?/ ???)، وابنُ ماجه في «الصيام» (????) بابُ ما جاء في الغِيبةِ والرفث للصائم، واللفظُ له، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (????).

(??) أخرجه البخاريُّ في «الصوم» (?/ ???) باب: هل يقول: إنِّي صائمٌ إذا شُتِمَ، ومسلمٌ في «الصيام» (?/ ???) رقم: (????)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(??) أخرجه ابنُ خزيمة في «صحيحه» (?/ ???). وصحَّحه الألبانيُّ في «الإرواء» (?/ ??).

(??) أخرجه أحمد في «مسنده» (?/ ???)، والترمذيُّ في «الصوم» (???) بابُ ما جاء في فضلِ مَنْ فطَّر صائمًا، مِنْ حديثِ زيدِ ابنِ خالدٍ الجُهَنيِّ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (????).

(??) تَقَدَّمَ تخريجه، انظر: (الهامش: ?).

(??) تَقَدَّمَ تخريجه، انظر: (الهامش: ?).

(??) أخرجه أبو داود في «الصلاة» (????) بابٌ في قيام شهر رمضان، مِنْ حديثِ أبي ذرٍّ الغِفاريِّ رضي الله عنه. وصحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (????).

المصدر :http://ferkous.com/home/?q=art-mois-12


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة