الأسرة..والطفل ..والطفولة..*** أبنائنا أكبادنا ***
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته الى يوم الدين .
..السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
الأسرة ..والطفل ..والطفولة.
الأسرة هي اللبنة الأولى ونقطة الانطلاق، والانتماء إليها انتماء مشروع ، بل يحرم تجاهله، والأسرة هي الوعاء الاجتماعي الأول الذي يتلقى الطفل من خلاله معارفه، ويتعامل الصغير مع أفرادها ويشعر بالانتماء إليهم، وتعدُّ الأسرةُ أول جماعة في حياة الطفل، ويسعى من خلالها إلى إشباع رغباته وتحقيق مصالحه عبر التفاعل مع أعضائها، لذا أراد الله أن تقوم الأسرة على دعائمَ سليمة، وأسس قويمة تؤهلها كحاضنٍ للطفل، ومصنعٍ للرجال، فلابد من تعزيز النشأة السوية المشبعة بالقيم وروح الدين. يقول تعالى:" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ? إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"(الروم:21). فقوام الأسرة المودة والرحمة، وهي السكن، وفي هذا الجو المفعم بالود تتمُّ تربية الأبناء، وتُغرس نبتة الانتماء وحب الوطن، فالولاء للأسرة ومحبتها والانتماء إليها أمر مطلوب شرعاً، وحرصت عليه كلُّ الأديان، بل ما يتميز به الإسلام محافظته على الأسرة وصيانته لها، والتأكيد على الروابط الأسرية في وقت ضمر فيه هذا الجانب في أخلاقيات كثير من الأمم، وإذا كان الترابط الأسري يقوي المجتمع، فكذلك الترابط الوطني من شأنه أنه يقوي الأمة الإسلامية، فهذا انتماءٌ داخل انتماءٍ أوسع، وحبٌّ داخل حبٍّ أكبر. *****
...الأطفال هم سر الحياة ....الطفل يحتاج إلى الحميمية بينه وبين فرد آخر أو أكثر، وكل أسرة وُجدت بين الناس فهي محاولة تستهدف تحقيق هذين الغرضين (الحضانة والحب). وإذا فقد الإنسان هذا الشعور الحميم بينه وبين أسرته أو ذويه فهذا يعني أنه يعاني نقصاً اجتماعياً، ويظهر هذا جلياً في أخلاقه الإنسانية والوطنية، ومن ثم في معظم انتماءاته، وهذا الشعور بالنقص يؤثر في غريزته وعقله وطبيعة تفكيره، لأنها ببساطة هي مسألة الحياة ذاتها. الأسرة أول المؤسسات الاجتماعية التي تحتضن الطفل منذ اللحظات الأولى لخروجه إلى الحياة وخلال كافة مراحله العمرية التالية. ومرحلة الطفولة تُعَدُّ من أهم المراحل وأخصبها وأكثرها تأثيرًا في حياة الفرد المستقبلية! إذ يتوقف عليها تحديد المعالم الرئيسية لشخصيته من خلال ما يكتسبه من خبرات وقيم واتجاهات. فالأسرة تتعدد وظائفها الأساسية مثل: الوظيفة النفسية كالحبِّ والشعور والانتماء، والوظيفة الاقتصادية كالمأكل والمشرب والملبس، ثم تأتي وظيفة التطبيع الاجتماعي. إلا أن وظيفة الأسرة التربوية، وخاصة فيما يتعلق بعمليات التطبيع الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية والخلقية، ومنح الشعور بالحب والانتماء لا تزال هي الوظيفة الأساسية التي لا يمكن لأي مؤسسة أخرى القيام بها، خاصة بالنسبة للسنوات الأولى في عمر الطفولة، والتي لا تتجاوز فيها دنيا الطفل حدود أسرته، "ومن أهم عمليات التطبيع الاجتماعي والتي تقوم بها الأسرة تأصيل الانتماء، والتي تعني أن الفرد من طفولته المبكرة يحيا في ظلِّ مجموعة من القيم والأفكار والمبادئ التي تترسَّب في وجدانه، حتى تتحول لديه إلى وجودٍ غير محسوس، ومن خلال ذلك يصبح الفرد منتميًا إلى المكان، وإلى الأسرة، وإلى الجماعة، وإلى المجتمع والوطن".
/
نعم أكرر الأطفال هم سر الحياة ... يعتبر الأطفال طلائع أى أمة وصناع مجدها وهم الركيزة التى يتكى عليها المجتمع فى سبيل نهضته وتطوره . ما أجمل الطفولة تجد فى ابتسامتهم البراءة وفى تعاملاتهم البساطة .. لا يحقدون ولا يحسدون ولا يكذبون وإن أصابهم مكروه لا يتذمرون . فالطفل هو رجل الغد ورمز المستقبل لذلك فهو فى حوجة الى الكثير من الاهتمام . لذا فحقوق الطفل من أوائل الاشياء التى ينبغى ان يتبادر على افكار المشرعيين والمدافعين عن حقوق الإنسان ، من أجل تمكين الاطفال من أن ينعموا بطفولة سعيدة... الأطفال هم سر الحياة ورمز الأمل .. الأطفال معلمون صغار .. بهم نعيش وعليهم ننمو ونتكامل ...نعم الطفل هو ذخيرة الأمة ..الطفل ليس أمانة عند أسرته أو عائلته أو مجتمعه فحسب وإنما هو ذخيرة الأمة وعدتها ولبناتها،..... بل بعض تخصصات العلوم التطبيقية والتجريبية ، كى تبحث فى مراحل الطفولة من جوانبها كافة ، فلا عجب إن وجدنا الهندسة فى مجال صناعة لعب الأطفال والطب فى مجال صحة الأطفال والزراعة فى مجال غذاء الأطفال ، والاقتصاد فى مجال اقتصاديات الأطفال . ولا ننسى أن الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة يحتاج إلى من يحكى له حكاية مسلية ، ولكن إذا دب النعاس فى جفونه ، على إيقاع نبرات حكايات أمنا أو أبينا ، وهما – تحكيان لنا حكاية مخيفة فإنه ينام وهو يحمل فى طياته الخوف ، فبعضهم يلتف حول الأجداد ليتحفوا بحكاياتهم المشوقه ، وربما تراجعت هذه العادات مع ظهور المربيات الأجنبيات فى بيوتنا ، وتغلغل التلفاز والحاسب الآلى فى حياة أطفالنا ، ومع ذلك لا تزال الحكايات للأطفال تحظى بمكانة مميزة فى المجتمعات الريفية والأحياء الشعبية فى المدن ويمكننا أن ننوع مصادر حكايات أطفالنا . ويعد اللعب أحد أهم أسس النمو العقلى والجسمى والنفسى لدى الطفل ، إلى درجة أن بعض المتخصصين فى دراسة سلوك الأطفال قالوا : ( إن الطفل الذى لا يلعب فاقد للحيوية ). وتهدف الألعاب إلى تنمية قدرات الطفل ، ويتم تعرفه إلى عالمه وإثبات ذاته ، وتكوين بعض العلاقات الإجتماعية . ويساعد اللعب على الحد من مشاعر الغضب والغيرة والعدوان ، ويخلص كثيراً من الأطفال من الخوف والخجل والقلق وسوء التربية ، ويمكن من إشباع حاجة الطفل إلى المرح والسرور والرشاقة . وينمى القدرة على التخيل ويقلل من السآمة والضجر والملل . ويعمل اللعب على تقوية الإرادة ونمو الأخلاق وإنشاء علاقات سليمة وصداقات بريئة مع الآخرين . واللعب يفسح المجال أمام الطفل كى يتعلم مهارات جديدة ، وباللعب تتسع العلاقات الودية بين الأطفال مع بعضهم ، وباللعب تظهر القدرات الإبداعية وتتطور المهارات ، وهو من أهم عوامل نمو الطفل ، .. أن من الأهداف الرئيسية لأدب الطفل واتجاهاته : تدعيم البناء الروحى والمادى المتوازن فى شخصية الطفل ، وتلقين الطفل القيم والسلوكيات والآداب العامة ، ورعاية الطفل الموهوب وتحفيزه وتشجيعه ، والحفاظ على اللغة العربية على ألسنة الناشئة ، وتشجيع الطفل على حرية التعبير وأساليب التفكير . كما أننى أؤكد أن الطفل رعاية وتربية وتعليماً واهتماماً بكل شؤونه ، اتجاه واضح وهدف بارز من أهداف شريعتنا . ...اللهم احفظ أبناء وبنات المسلمين من العفن والدجل...وأحفظ ياالله كل أبناء وبنات المسلمين من كل الشرور ومن شياطين الانس والجان ..إنك ياالله على كل شئء قدير.