تأخر مشروع ربط دواوير جماعة الوردزاغ بالماء الصالح للشرب سبب في حصد المزيد من أرواح الطفولة بالجماعة
بقلم الأستاذ : عبد الله العزوزي
×××××
ـ في محيط مركز الوردزاغ، وغير بعيد عن حوض سد الوحدة، توفي غرقا يوم أمس الإثنين 25 ماي 2015، طفل في الحادية عشر من عمره، كان قيد حياته يتابع دراسته بالمستوى الخامس ابتدائي، بمدرسة بني هلال.
الطفل الذي كان يقطن مع عائلته القروية بدوار عين محمد المتواجد على قمة ألف الطفل أن يفتح عينيه فيها كل صباح على سقايات ميتة، لا روح فيها ولا ماء ،كلفها القائمون على مشروع ربط دواوير جماعة الوردزاغ بالماء الصالح للشرب بتسويق الوهم و تمديد عمر صبر الساكنة،و يغلقهما ليلا على أضواء عاصمة الإقليم التي كانت تنام على قمة مماثلة من الجهة الشمالية الغربة للدوار،و قد أحاطت نفسها بشبكة من قنوات ماء القرب.
الطفل، في ظل موت المشروع و إخلاف الوعد، كان ملزما لكي يذهب في رحلة جلب الماء من بئر مجاورة للدوار، إلا أن الطفل رحل شهيدا، بعدما لم يقو على رفع حمولة الدلو، فوقع في قعر الجب (البئر) . لقد اختار له القدر " جنات تجري من تحتها الأنهار"، و أبعده عن حياة بدوار تقدم نموذجا للعيش الشقي و الجهنمي للأطفال، حياة كلها شح و جفاف و غبار و قوارض و زواحف سامة.
في بورما يهجر الأطفال تحت دافع الكره العقدي و العنصرية العرقية، و في سوريا يشكل الأطفال العشب الذي تتصارع فوقه الثيران، ولم تخلو حربا من فاتورة باهضة دفها الأطفال أنفسهم، لأنهم الأكثر ضعفا و هشاشة أمام قسوة المحيط، أما في مغربنا الحبيب ، مغرب الإستثناءات و العجائب ، فمشاريع الكبار و خططهم التنفيذية و تجرؤهم على الله و على العباد هو من يحصد أرواح الأطفال، و يحرمهم من الحب، و يلقي بهم في الجب.
ليس غرق هذا الطفل هو الأول بإقليم تاونات –ذي أغنى فرشة مائية بشمال المغرب—و لن يكون هو الأخير، لأن الموت في هذه الربوع من المملكة يتربص بالناس و الطفولة بكل الطرق و الزوايا، التي يسقيها الكبار بتقاعسهم و جشعهم و هروبهم للمدن بعد تعصير "شهد الأصوات الإنتخابية، الجماعية و البرلمانية" وتخزينها في قنينات تقطر عسلا بداية كل شهر . الموت هنا كالألغام، على الطرق وفي الأسواق ... و على حافات الأبار.
يذكر أن مشروع ربط دواوير الجماعة بالماء الصالح للشرب، هو مشروع سيادي دشنه صاحب الجلالة أثناء زيارته التاريخية لإقليم تاونات في نونبر من سنة 2010، و رغم ذلك لا زالت جماعة الوردزاغ جماعة العطش و شح المياه بامتياز. فأين الخلل إذن؟ و هل نحن فعلا في مدن يرسم خرائطها دستور 2011؟ فمتى يمكن أن تتفضل عمالة الإقليم برفع تقرير لجلالة الملك بخصوص مشروع دشنه جلالته لرعاياه الأوفياء،المرابطين بالأرياف و القابضين على جمر الهوية و الأصالة المغربية، ولم يظهر له أثر في حياتهم بعد؟
الثلاثاء 07 شعبان 1436 == 26 ماي 2015
منقول عن الجريدة الإلكترومنية تاونات نيوز