الحقيقة والخيال
كانت ليلتي قمراء..وأنا جالس أترقب النجوم..في محاولة يائسة مني للجمع بينها لتعطي كلمة تفيد...حاولت ذلك كثيراً ولكن دون جدوي...جلت ببصري هنا وهناك..أترقب واعتبر...والقمر يرسل بأشعتة الفضية ..في دعوة منه للتمسك بالأمل..وظل الحال هكذا...طويلا.ً..تركت لنفسي العنان لتسبح في هذا الكون وفي الذي أبدع صنعة..في كينونته ومكوناتة..وسرة وأغواره..أعود من كل رحلة بكلمة واحدة...وهي" تبارك الخلاق العظيم"..ظللت هكذا حتى غالبني النوم..وقبل انصرافي من موضعي..إذا بنيزك يتساقط من السماء مرسلاً شعاعاًً قويا..كصرخة الموت قتلا فينا نحن بنو البشر...أذهلني الموقف الذي جعلني ارقب هذه الحالة من حالات الموت المفاجئ...فوقفت أمامها شارد الذهن قائلاًً هذه سنة الله في خلقة...فالكل الي زوال وتبقي السيرة العطرة أو المشينة لصاحب الحالة..إنها مسالة محسوبة وأيام معدودة.. نحياها بلغط شديد بين الحقيقة والخيال وجمال الواقع والأوهام... لأننا دائما نغالط أنفسنا ونقلب الحقائق في محاولة منا للتمسك بآخر أمل لنا في الحياة التي أرهقتنا من الجري خلفها وبها وأتعبتنا في البحث عنها وعن مكان لنا بين البشر وتحت شمس النهار المحرقة ونحن جاهلين أن جهنم اكثر حراً... فهل ارتحنا وهل أخذنا منها ما نحتاجة..أروت ظمأ النفس التي لا ترتع... والبطن التي لا تشبع...والإجابة تحتاج الي مجلدات يصب كل منا فيها فلسفتة الخاصة عنها..ولكن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان مهما اختلفت الوانهم وألسنتهم وعقائدهم ..وهي..." أننا لا محالة هالكون"..الأمل هو وحدة الذي يجعلنا نبني ونشيد نجري ونهرول نذاكر ونجني الثمار..فيظل الإنسان منا معلق بالأمل الذي قد يتحقق فيصبح واقعاً ملموسا شاهدا للعيان.... والذي قد يبرق ويختفي فجأة في ليله شتاء ممطرة فيظن الإنسان منا انه نور الأمن والأمان ولكن؟؟ ماذا يجد ...."من رأي السراب إلا عدما"...تراني كنت حالما وأنا في يقظتي أحاول أن أجد لنفسي مرسي. أم إن الخروج بعيدا عن الواقع يعد هروبا منه..الشيئ الذي أراه دائما ماثلا أمامي أن الإنسان منا مهما رسم لنفسه من آمال وطموحات ..يريد تحقيقها..إلا أن الواقع يحجم كل هذا أو يحققه...ولما لا وقد يأتي الموت فجأة فيبدد تلك القصور التي حلقنا بها بعيدا عنه .فلا تفقدوا الأمل..ولكن بحكمة ..فحقق الآمال الصغيرة وصولا إلى الآمال الكبيرة..فربما يلهيك تحقيق أمل صغير عن الوصول الي قمة آمالك وأحلامك التي عشت من اجل تحقيقها.