تعرف الرجال بالحق والاحترام ولا يُعرف الحق بالرجال
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته أجمعين..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
.الاحترام هو أحد القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان، ويعبر عنه تجاه كل شيء حوله أو يتعامل معه بكل تقدير وعناية والتزام.والمحن والشدائد والمواقف تفرز الرجال ومعادنهم ومبادئهم وكل من تساقط على الطريق وتجاوز الحق تجاوزه التاريخ فيعرف الرجال بالحق ولا يُعرف الحق بالرجال. يقول أحد العلماء رحمه الله :"إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة".
** الحق هو الصحيح الثابت الذي لا يسع عاقل إنكاره بل يلزمه إثباته والاعتراف به، ومن صفاته أنه واضح لمن أراد أن يسلكه. أمَّا الباطل فهو ما لا ثبات له ، وما لا يستحق البقاء بل يستوجب الترك والقلع والإزالة. وأتباعه من أسافل الناس وأراذلهم وسَقَطهم، يُعْرَفُون بتكبرهم عن الحق، وجهلهم بالحقائق، بل إِنْ شئت فقل سُلِبُوا نعمة العقل، فالجهل لهم إماما،ومن لم يحترم نفسه لا يحترمه الغير .
*** نعم لابد للإنسان ان يحترم نفسه ويحب الخير للجميع ...نعم الإحتــرام ثم الإحتــرام ..اذا سقط الإحترام ليس هناك داعى لاى علاقة ان تتم فلا حب بلا إحترام . ولا صداقة بلا إحترام ، ولا حتى قرابة بلا إحترام ، وهناك أشخاص حتى عندما يكون مزاجهم سىء يحادثونك بأدب هؤلاء فقط من يستحقون الإحترام ! أن احترام الإنسان لذاته ركيزة أساسية لتوازنه النفسى الذى من خلاله يستطيع أن يتعامل مع الآخرين وبالتأكيد من يفقد هذه الركيزة حتماً سيفقد احترام الآخرين وسيشعر بالدونية لا محالة فالإحترام هو فن ومهارة قابلة للتطوير والتحديث . فالصوت الهادىء أقوى من الصراخ .. والأدب يهزم الوقاحة والتواضع يحطم الغرور .. والإحترام يسبق الحب والصدق يسحق الكذب .. والتوبة تحرق الشيطان . الحياة المليئة بالأخطاء أكثر نفعاً وجدارة بالإحترام من حياة فارغة من أى عمل . والعقل الواعى هو القادر على إحترام الفكرة حتى ولو لم يؤمن بها . إحترام الآخرين وإحترام مشاعرهم .. إحترام لذاتك .. والمجتمعات لا ترقى ولا تسمو ولا تتقدم إن لم يزرع فى أبنائها كل معانى النيل والأصالة والإحترام . وقيمة الإحترام هو قيمة عالمية نادت بها جميع شعوب الأرض والديانات والحضارات . كما أن فرد فى المجتمع الحق بأن يحترمه الآخرون ويتعاملوا معه بإحترام فى جميع المجالات . فالإحترام يعنى إحترام ومراعاة الإختلاف بين الناس من حيث : اللون ، الجنس ، الدين ، الثقافة ، الرأى وحتى الإعاقات الجسدية . إن الإحترام ، شأنه شأن اللاعنف ، هو فى المقام الأول موقف سلبى عبارة عن الامتناع عن النيل من كرامة الآخرين . احترام الإنسان الآخر هو الامتناع أولا عن العنف حقه . ليس ما يؤسس لحياة الناس المشتركة ، بل العدل ، أى مجرد إحترام حقوق كل فرد . فالإحترام ، بطبيعته نفسها ، يتطلب وجود مسافة ما . إن أول حقوق الإنسان الذى لا يسقط بالتقادم هو الحق فى الإحترام ، فإنسانية الإنسان – كل إنسان وجميع البشر – جدير بالإحترام . ينتج عن ذلك ان أول واجبات الإنسان هو إحترام إنسانية الإنسان الآخر . هنا يكون الإحترام من حق كل إنسان بصفته كائناً إنسانياً . غير أن هناك أشخاصاً نشعر نحوهم بإحترام خاص ونكن لهم ( كثيراً من الإحترام ، لا بصفتهم بشراً فحسب ، بل لمزاياهم الإنسانية الخاصة أيضاً . هنا لا يعود الإحترام واجباً ، بل شعور أساسه التعاطف والتقدير . الإحترام لا يدل على الحب إنما يدل على حسن التربية فإحترم الناس حتى لو لم تكن تحبهم .والله أعلم...
اللَّهُمَ حَبَّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ
مقتبس من سورة الحجرات، الآية: 7. ..
أمـــين يارب العالمين.