المجاهد البطل ضابط جيش التحرير الحاج عبدالجبار بن المداني
نبــــــذة مـــــن حيــــــاة الفقيــــــــد
ولد عام1930بواد الشعير في عائلة متوسطة أبوه المداني بن احمد بن المداني وأمه مرزاقة بنت الزبير بن عطية نشأ وترعرع مع إخوته في بيئة محافظة نقية تمتهن الفلاحة تلقى أول دروسه في الكتاب وحفظ جزء من القرآن الكريم وتحمل المسؤولية يافعا إذ كان يرعى الأغنام ويقوم بأعمال الفلاحة ولم يتجاوز عمره 10سنوات أثناء اندلاع الثورة التحرير سبقه أخوه بلقاسم بن المداني إلى الجهاد والعمل مع الحركة الوطنية حيث بدأ يخطط ويجمع الأموال مع رفاقه لتفجير الثورة وما لبث إن التحق بصفوف جيش التحرير سنة 1955بالولاية السادسة المنطقة الثالثة قسمة 54 تقلد عدة مسؤوليات أثناء الثورة منها –مساعد- حتى ترقى إلى رتبة ضابط جيش التحرير – ملازم أول –كان يشتهر بعبقرية فائقة في تنظيم المعارك والتخطيط لها كما اتسم بشجاعة فائقة قلما نجدها . شارك وقاد معارك ضارية ضد العدو الفرنسي الغاشم الذي كان يعرفه جيدا فرصد للقبض عليه حيا آو ميتا مكافآت سخية . وحكم عليه بالإعدام مرات عديدة دون القبض عليه ومن أهم المعارك التي خاضها معركة النسنيسة الشهيرة ومعركة اللبة ومعركة قرون الكبش وصبع اليامون والميمونة ومحارقة والزرقة و9معارك في بوكحيل وحده ومن اشهر المعارك التي قادها معركة الكرمة بجبل بوكحيل يومي 17و18سبتمبر1961 بالاشراف المباشر للقائد محمد شعباني والتي دامت 48 ساعة كاملة استعمل فيها العدو كل انواع الاسلحة الفتاكة من دبابات وطائرات وقوات محمولة جوا(مظليين) واستقدمت قوات الدعم من بوسعادة و بسكرة والجلفة و المسيلة و كانت خسائر العدو فادحة جدا. واستشهد في المعركة 10 رفاق والحديث عن المعارك والبطولات يطول والمجلدات لا تكفي لكتابة تاريخ وبطولات المجاهد البطل وقبيل الاستقلال ابان اعلان الحكومة المؤقتة وعلى جبل الزعفرانية شمال واد الشعير كان اخوة السلاح يجلسون حول المذياع يستمعون لاخبار المفاوضات مع الاستعمار الفرنسي وخطر على بال سي عبد الجبار ان يسال الرفاق عن امنيات كل منهم بعد الاستقلال الذي اصبح حقيقة بعد ان كان حلما فكان جواب احدهم ان يصبح (شامبيطا) حارس بلدي وكان احلامهم متشابهة لانهم كانو يحبون الوطن بكل بساطة. اما سي عبد الجبار فتمنى ان يكون اول من يدخل بوسعادة وينزل العلم الفرنسي ويرفع العلم الجزائري من على دائرة بوسعادة _(سوبريفيكتير)_ ولقد تحقق حلمه وكان له ماتمنى حيث كانت كتيبته هي أول من دخل بوسعادة في جويلية1962 وكان له شرف رفع علم الجزائر وانزال علم العدو المستعمر .
بقي يعمل لخدمة الوطن العزيز طيلة حياته حيث تقلد عدة مناصب عسكرية وبعد الاستقلال كمسؤول في حزب جبهة التحرير الوطني ومسؤول قسمة المجاهدين ببوسعادة وعين الملح وبن سرور وغيرها وكان مدافعا عن المجاهدين و أبناء الشهداء في جميع المحافل لا يخشى فيهم لومة لائم و كان عضوا في المنظمة الوطنية للمجاهدين ممثلا لولاية المسيلة.
وقد سجلت له عدة حصص ولقاءات صحفية مكتوبة وتلفزيونية هي محفوظة للاجيال بالمؤسسات الصحفية والمتحف الوطني للمجاهد وغيره.
وفي عام 1986 تقاعد وبقي يعمل مع حزب جبهة التحرير ومنظمة المجاهدين الى اخر عمره .
وفي يوم 15فيفري2002 اصيب بجلطة دماغية اقعدته 7سنوات كان فيها صابرا محتسبا مثل سنوات الجهاد السبع المباركة ووافته المنية في مارس الشهداء يوم 04 مارس 2009 على الساعة التاسعة مساءا ووري جسده التراب بمقبرة الدشرة القبلية ببوسعادة .
تغمد الله روحه بالرحمة والمغفرة
والمجد والخلود لشهدائنا الابرار
صورة للضابط سي عبدالجبار بن المداني
[img]