"أؤدي الفرائض منذ سنة وسأحج العام القادم وأرجوكم نادوني يوسف" ل الشروق
مدرب شباب قسنطينة الفرنسي فرانسوا براتشي
"قدمت لبولمدايس ماء زمزم ليسجل وعلاقتي بالإسلام بدأت بعد نهائي الكأس عام 2006"
قبل انطلاق الحصة التدريبية لنهار الأحد، الخاصة بنادي شباب قسنطينة، كانت لنا وقفة مع المدرب الفرنسي فرانسوا براتشي، الذي أصرّ على أن ينادى باسمه الجديد "يوسف" وليس فرانسوا. وقال بأنه سعيد بالاسم الذي اقترحته عليه زوجته العاصمية، التي عقد قرانه عليها منذ سنة، لسببين هو كون الاسم إسلامي لنبي قرأ عن صبره وإرادته في القرآن الكريم، ولأنه يذكره بوالده المتوفى منذ سنوات جوزيف.
يوسف براتشي، أكد للشروق اليومي بأنه يحس بأنه إنسان آخر، فهو يؤدي الصلواتالخمس وطبعا صلاة الجمعة بانتظام منذ سنة، وصار أشبه بالإمام الذي يقود ناديه، حيثيطلب من لاعبيه بأن يطبقوا الإسلام الحقيقي الذي يطلب من الأفراد بأن يعملوا ولايغشوا، وأن تكون أخلاقهم سوّية، ويرى بأن القرآن هو الحياة الحقيقية، لمن يطبقه.
وتحدث يوسف عن زيارة والدة زوجته وشقيقها إلى البقاع المقدسة في الأيام الماضية،عندما قدموا له بعض الهدايا ومنها ماء زمزم الذي شعر بالراحة وهو يتناوله، كما ارتدىالكوفية الجميلة التي ذكرته بالشعب الفلسطيني، وصار هدفه القريب هو أداء فريضةالحج في الموسم القادم، براتشي أعطى جرعة من ماء زمزم لقلب هجوم نادي شبابقسنطينة، حتى يعود إلى التهديف، وردّ عليه حمزة بولمدايس بالقول بأن ماء زمزم كانسيقيه من الإصابة التي حرمته هذا العام من اللعب كثيرا.
أما عن حكايته مع الإسلام، فيختصرها براتشي للشروق اليومي: "كانت أول زيارة لي إلىالجزائر عندما كنت مهاجما في نادي بوردو في فيفري عام 1982، حيث لعبنا مباراة وديةضد الخضر الذين كانوا يحضرون لمونديال إسبانيا بماجر وجداوي وبلومي، وفزنا بهدفينمقابل واحد، وكان ينشط في بوردو نور الدين قريشي الذي لعب شوطا مع نادينا، وآخر معالخضر، ثم عدت عام 2003 ولكن كمدرب لنادي شباب قسنطينة، لتجمعني قصة حبحقيقية مع الجزائر، البلد القارة الذي أراه قادرا على أن يكون من أوائل المعمورة في كلشيء، خلال قيادتي لمولودية العاصمة في نهائي كأس 2006 أمام اتحاد العاصمة، كانضغط اللقاء رهيبا، وكنت أريد أن استنجد بشيء ما لأحسّ بالطمأنينة، وبعد نهاية المقابلةبتتويجنا بالكأس، اشتريت بمحض إرادتي مصحف القرآن الكريم المترجم إلى الفرنسية،فتزلزل كياني، وبقيت أقرأ وأتدبر فوجدت نفسي بسهولة، في مدينة الأغواط التي عملتفيها، كلما اتجه الجميع لصلاة الجمعة وبقيت بمفردي، أحسّ بأنهم على حق وأنا علىباطل، وبعد زواجي من امرأة محجبة توطدت علاقتي بخالقي، وتأكدت بأن علاج كلالمشاكل المعنوية والاجتماعية، تكمن في تطبيق القرآن الكريم، لن أتوقف عند هذا الحدفقد قرّرت تعلم اللغة العربية، وأفهمها الآن بسهولة وسأنطقها أيضا قريبا والأهم منذلك سأقرأ بها القرآن باللغة العربية".
براتشي البالغ من العمر 64 سنة الذي لعب لبوردو ومارسيليا ودرّب الرباط والإفريقيوباستيا واستدعي لمونديال 1978 ختم كلامه للشروق اليومي بالقول: "لقد أعطتنيالجزائر الكثير وعرّفتني بالإسلام وأريد أن أردّ لها خيرها".