معركة واد لوذح بالمسيلة شاهدة على عظمة الثورة
بدأت معركة واد لوذح بتاريخ 21 نوفمبر 1956، تحت قيادة البطلين مخلوف بن قسيم والتومي عاشور، حسب شهادة أحمد زرواق العدوي الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بولاية المسيلة.
وأضاف في هذا الإطار، أنّ مجاهدي جيش التحرير الوطني كانوا موزّعين على كتيبتين مزوّدتين بأسلحة من نوع سباعي وخماسي وقارة وأنواع بسيطة، بينما كان تعداد الجيش الاستعماري كبيرا جدا ومدجّجا بأحدث الأسلحة الفتاكة الثقيلة منها والخفيفة، ومدعوما بسرب من الطائرات إلى جانب عدد من الدبابات ومدفعية الميدان. علما أنّ تضاريس المنطقة الوعرة كانت طيلة الثورة التحريرية ملجأ آمنا لأفراد جيش التحرير.
وأوضح الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بالمسيلة أنّ المعركة اندلعت في الصباح الباكر مع بزوغ الشمس، إثر اكتشاف العدو لموقع جيش التحرير المتمركز بالجبل، حيث أخذت الطائرات تقنبل المكان ثم فسحت المجال لتدخل أفراد المشاة، مضيفا بأنّه لأول مرة يتم إشراك طائرات ناقلة لجنود الاستعمار في مثل هذه المعارك، وتواصلت المعركة في عملية كرّ وفرّ مع وصول إمدادات عسكرية من مختلف الولايات منها برج بوعريريج، المسيلة، بوسعادة وبن سرور.
وقال أيضا أنّ المعركة استمرت إلى ساعة متأخرة من الليل وكانت محتدمة، حيث أسفرت عن استشهاد 21 مجاهدا منهم خلفة أحمد، لمونس العيد، شبيكة بوعلاقة، مشيرا إلى أنّ الجيش الفرنسي اعتقد أنّه اعتقل قائد المعركة بن التومي عاشور بعدما أسر شخصا آخر يحمل نفس اللقب، أمّا خسائر العدو الاستعماري فكانت فادحة في الأرواح بين قتيل وجريح، بينما تمكّن أبطال جيش التحرير الوطني من إلحاق العطب بالعديد من الآليات العسكرية الفرنسية.