الأجيال الصاعدة والوطنية ** حب الأبناء وحب الوطن **
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته اجمعين...
.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
...حب الأبناء وحب الوطن
إن أبناءنا هم نبات أيدينا ، إنهم لا يكتسبون سلوكهم من فراغ ، بل يكتسبونه مما يرونه منا نحن ، من أسلوب تفاعلنا معهم أو مع الآخرين ، وإن كان الواقع في الحقيقة يقول أنهم يكتسبون الآن كثيراً من مفاهيمهم مما يلقونه في أوساط كثيرة بعضها خارج المنزل بالمدرسة والشارع .... لكن قبل البلوغ إنهم أبناؤنا ونبتة أيدينا فلنعرف إذن كيف نربي هذه النبتة؟! وكيف نسقيها بماء الحب والمودة ؟ وكيف نحيطها بسياج من التربية والقيم والمبادئ ؟! ... ونقول أحِبوهم قبل أن تُرَبوهم.. يظن الكثير من الآباء والأمهات أن الأطفال في السنوات الست الأولى - أي قبل التحاقهم بالمدارس - ليس لهم أي مطالب أو احتياجات سوى الطعام والشراب والنوم واللعب فقط لينموا جسديًا، ويتصورون خطأً أن بتلبية هذه الاحتياجات الأساسية الضرورية لهم قد قاموا بدورهم تجاههم على أكمل وجه، غير مكترثين بأهمية الغذاء العاطفي المتمثل في الحب والحنان والعطف وتوفير الأمان والراحة لينموا نفسيًا وتتشكل شخصياتهم وتُبنى على أسس سوية وتتفتح وتنمو قدراتهم العقلية ويشعروا بالراحة والاستقرار والهدوء النفسي.. فلا خلاف على أن كل أم وكل أب يحبون أطفالهم حبًا فطريًا ، ويعني توفيرهم احتياجات أطفالهم الأساسية حبهم الشديد لهم، وحرصهم كل الحرص على سلامتهم وصحتهم الجسدية، أما الحب الذي لا يظهره الكثير من الأمهات والآباء ويجهلون وسائل إيصاله لأطفالهم هو الحب المعنوي الذي يؤدي حرمانهم منه إلى شعورهم بالقلق وعدم الأمان والإصابة باضطرابات نفسية كثيرة لها بالغ الأثر على شخصيتهم وحالتهم النفسية، كما يعطيهم إيحاءً بأن أمهاتهم وآباءهم لا يحبونهم وبالتالي تتولد لديهم مبكرا الرغبة في البحث خارج البيت عن الحب الذي يفتقدونه في كنف أُسَرِهم.. الطفل وهو ينمو لا يفهم سوى السلوك الظاهري لوالديه، أما ما بداخلهما فلا يفهمه ولا يستطيع استنباطه من خلال تصرفاتهما تجاهه.. ولذلك من المهم والضروري جدا ترجمة هذه المشاعر الخفية وإخراجها في صور مختلفة ووسائل متعددة ليصبح الحب مباشرا يسهل على الطفل استيعابه والاستمتاع به..
تجدر الإشارة إلى أن أحدًا من البشر لا يمكن أن يتأثر بشخص آخر أو يتقبل منه حرفًا واحدًا، ولا يغير ويعدل سلوكه من أجله إلا إذا شعر نحوه بالحب والحنان والأمان.. فإذا أراد الوالدان أن ينجحا في تربية طفلهما وتنشئته تنشئة سليمة حتى يصبح في المستقبل شخصًا سويًّا خلوقا مستقرا نفسيا وناجح اجتماعيا وفعالا ومؤثرا إيجابًا في مجتمعه، ينبغي عليهما أن يجيدا توصيل الحب لطفلهما بشتى الطرق ومنها: أولًا: التقبيل والضم واللمسات الدافئة، لما لها من دور كبير في إشعار الطفل بالحب والحنان والأمان فإذا أردت أن تحدث طفلك فاجلس إلى جواره وضع يدك على كتفه وتحدث إليه بصوت حنون لأنك إذا جلست بعيدًا عنه وحدثته سيرتفع صوتك وربما ينفره ذلك منك ويضايقه ويجعل بينكما فجوة تقلل من التفاهم والتلاقي والانسجام . ثانيًا: الإكثار من الكلام الطيب الرقيق مثل: أنا أحبك، أنت ابني حبيبي، أنت هدية من الله لي، وما إلى ذلك من الكلام الطيب الذي يستوعبه الطفل ويشعره بذاته وبقيمته في الحياة، مع البعد التام عن الكلام والألفاظ التي تحمل في طياتها سخرية واستهزاءً حتى لا يصير الطفل معقدًا انطوائيا عدوانيًا مضطربا نفسيا لا يثق بنفسه وبمن حوله، ولديه شعور دائم بالدونية والنقص. ثالثًا: انظر إلى طفلك بحب، وابتسم عند الحديث معه،، وخصص له وقتًا كل يوم لتلاعبه وتدخل على قلبه السرور ليأنس بك ويشعر بالدفء والأمان في البيت. رابعًا: احرص على تناول الطعام مع طفلك وضع بلطف وحنان لقمة في فمه لأن ذلك سيسعده كثيرا، واحرص أيضًا بعد عودتك من العمل ليلا على الدخول على طفلك وهو نائم لتطمئن عليه وتغطيه إذا تعرى، مع تقبيله قبلة حانية رقيقة لما في ذلك من أثر إيجابي عظيم على حالته النفسية خاصة إذا ما كان بين النوم واليقظة.
كما يأتي دور الأبوين كذلك في مـفهـوم معنـى الـوطـــــن والوطنية والإنتماء العربي الإسلامي.... نعم أيها القارئ المحترم / مما لاشك فيه أن للأسرة دور كبير في كيفية تنشأة الأبناء وهذا ينعكس في تعاملهم مع الأخرين أن مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الأبناء حيث يختزل الأبناء كل ما أكتسبوه في طفولتهم من حب وكره وعنف وسيطرة وهذا أيضاً له انعكاساته سواء سلبياً أو إيجابياً أهم ما في النشأة كيفية أستجابة الأبناء ليس بالكلام بل بالتوجيهات الصحيحة وتواجد البيئة الصادقة أن الأطفال يتأثرون بسلوكيات الوالدين والمحيطين داخل الأسرة أن احترام الوالدين لكل منهما الأخر من خلال الأراء ومناقشة الأمور الساخنة يجب أن تكون بعيداً عن الأبناء حتي لا يتأثر الأبناء ويتوالد شعور لديهم بتواجد المسافة أن كلا من الأب والأم دوراً كبير ،أن دور الأم كما تعلمنا أنها صانعة الأجيال بعرز النزعة الدينية بثقافتها وهذا يخلق لديهم روح السماحة وتقبل الأراء وأيضاً غرز نخوة الرجولة من خلال الحكايات التي تسردها إليهم كما كانت تفعل أمهات المؤمنين وايضاً مشاركة الزوج في همومه ومشاكله ومساندته وهذا ينعكس علي الأبناء بإيجاد روح التعاون ودور الأب أيضاً فعال وهو عدم الأنفراد بالقرارات وغرز لدي أبنائه بأن البيت ملك للجميع و ليس للأفراد أو فرد معين ومشاركته بما يخص البيت وتغرز فيهم معني مفهموم أداب الحوار والحرية وأن تحترم أراء الأخرين حتي لو كانوا مخطئين وعدم السخرية والتعالي وكما ذكرنا عدم الأنفراد بالرأى أو فرض الرأى من خلال ( الهيمنة والسيطرة والاقصاء ) وأيضاً للمدرسه دور بالتعاون بينها وبين الأسرة بالمتابعة وروح التعاون من خلال مجلس الأباء لاحترامهم لأساتذتهم واحترامهم لقراراتهم وبالأخص أثناء تحية العلم والسلام الوطني حيث أنه رمز للوطن ( معاني كثيرة) وليس بالمدرسة فقط بل في كل مكان وهذا ينعكس علي سلوكيات الأبناء عندما يصبح منهم الدكتور والضابط والقاضي أشياء مفيدة للوطن وأيضاً عند ممارستهم العمل السياسي بمفهوم ثقافي ومحافظتهم علي مؤسسات الدولة ،أن هيبة الأمة من هيبة الوطن وبالعكس هيبة الوطن من هيبة الأمة وللإعلام دور كبير في إيجاد تصحيح المفاهيم لدي الأمة ليتواجد لكلاً منا الحس الوطني مهما تغيرت الأجواء السياسية . إن الأسرة نموذج للوطن وكل ما ذكر أعلاه ينعكس علي الوطن حتي يتواجد وطن يعيش في وجدان شعبه أما إذا ذهبنا بعيد عن كل هذا يتواجد الأختراق وتكون من نتيجته إنهيار سقف الوطن في كل الميادين ولا يبقي مكاناً نقف فيه ....دون نسيان التأريخ ...الخ.....هذا والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته اجمعين... ودمتم في رعاية الله وحفظه.