فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء الجمعيات والعمل الجمعوي

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3374.36
إعلانات


صحرائنا الجزائرية ..والشباب ..

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته أجمعين..

.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

أيها الشباب عليكم بالعمل في الصحراء

** نعم لإنسان كائن حي يسعى دائماً إلى تحقيق ذاته ومراده في حياته، وإن مصيره وأفعاله محصورة داخل إطار الدين، وهو من المفترض أن يعيش من خلال ما يفرضه عليه دينه وضميره وعمله الإنساني الذي يرضى به الله ورسوله من خلال مشواره الحياتي الدنيوي.

**لقد كان سيدنا محمدرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بادروا بالأعمال الصالحة ، ويقول : اغتنم خمساً قبل خمس ، ويقول : استعن بالله ولا تعجز.... وكان يكره أن يرى الرجل بلا عمل ، وإذا اشتكى إليه الرجل القوي قلة المال ، قال له : اذهب فاحتطب، وكان يشجع عبد الله بن عمر ويقول : نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل. ، بل كان يشجع الأعمال الصغيرة ويثيب عليها ، حتى تلك التي زهد فيها الناس اليوم ويرونها عملاً قليلاً ، كتنظيف المسجد مثلاً ، فحينما ماتت تلك المرأة التي كانت تقم المسجد وتطيبه بالبخور سأل عنها فأخبر بموتها وغضب لما لم يخبر فذهب وصلى عليها بعد أن دفنت. بمعنى ان العمل واجب لكل مسلم ومسلمة العمل الصالح بالطبع الذي يدخل في مصلحة المجتمع والافراد والوطن .. لكن.. لا أدري متى سيدرك القائمون على الأمر أن من أبناء الشعب أقول نسبة من أبنائه وصل إلى نقطة الفقر والانكسار، . فمنهم من لا يكاد يجد لقمة العيش، والآخر إن وجد لقمة العيش، فلا يستطيع أن يتزوج أو أن يكون أسرة. وفي المقابل فإن عدد المطاعم الفاخرة والسيارات الفارهة والفلل والشقق والقصور الباهظة الأثمان في تزايد مستمر. مع كل إشراقة صباح، هناك أشخاص معدودين تتزايد ثروتهم الكبيرة، بينما هناك الملايين لا يزيدون إلا فقرا. كم أتألم عندما أرى إعلانا ضخما في الشارع على وجبة لفردين بنفس القيمة التي تعيش عليها ملايين الأسر الفقيرة لمدة أسبوع كامل. من الواضح أن ثمن الوجبة رخيص وجاذب لقطاع من الشعب، لكي يكون التركيز عليه واضحاً بهذه الصورة في الإعلان، بينما هناك الملايين الذين يعيشون على نفس قيمة هذه الوجبة لمدة أسبوع كامل. هل هذه الإيجابية أم عكسها؟ ** الإيجابية تعني أن يكون المسلم فيضاً من العطاء قوياً في البناء ، ثابتاً حين تدلهم الخطوب ، لا ييأس حين يقنط الناس ، ولا يتراخى عن العمل حين يفتر العاملون ، يصنع من الشمعة نوراً ، ومن الحزن سروراً ، متفائل في حياته ، شاكر في نعمائه ، صابر في ضرائه ، قانع بعطاء ربه له ، مؤمن بأن لهذا الكون إلهاً قدر مقاديره قبل أن يخلق السماوات والأرض // إن تذكر المسلم بأنه مطالب بالعمل والحركة يدفعه إلى الإيجابية ، مهما كانت أحواله من القوة والضعف أو الغنى والفقر. : استعن بالله ولا تعجز...


** إن الناس بمختلف أشكالها وألوانها وأطيافها، ليست نسخة واحدة، وإن إختلافهم هو قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق عباده في الأرض الذي خلقنا بدقة. فهل يرضى الناس بما قسمه الله لهم؟ ولكن ليعلم الناس أن الأرض ممتلئة بالخير، وعلينا جميعاً بذل الجهد والعطاء، ما دام أعطانا الله القوة التي نستخدمها في موضع التجربة التي وضعنا الله فيها. لكي نثبت لله وأنفسنا إننا على قدر تحمل أعباء الحياة اليومية. تتعجب كثيراً وتذهل عندما تجلس مع هؤلاء الفقراء والمساكين والغلابةمن الشباب، الذين يملكون عقول الأغنياء. وتسأل نفسك إن هؤلاء الفقراء هل هم أحق بإحراز المال، ولكنها حكمة وإرادة الله في الأرض. منذ عقود وسنين الجمر أي اثناء الاستدمار الفرنسي يعاني الفقراء الكثير، وأتت عليهم سنين عجاف، ولم ترفع من مستوى معيشتهم، وتراهم يسكنون العشوائيات والشوارع والطرقات والأسطح. دون اهتمام فعّال بهم ولهم وعليهم. فأصبحت تنتشر الفوضى والسرقة واستخدامهم في أعمال التخريب دون وعي هنا وهناك. وقد يسبب الفقر لأصحابه خروج عن سجاياهم، مما قد يجعلهم ينفصلون عن المجتمع، ويعيشون حياتهم في أعوجاج ويثير الاضطراب في سلوكهم المجتمعي. وهذا كله يحدث نتيجة عدم قيام المؤسسات بدورها في حماية هؤلاء الفقراء من أفعالهم وأقوالهم. لا يوجد اهتمام بهم ولا توعيتهم التوعية الصحيحة. فأصبحت هناك هموماً جاثمة تقع على عاتق المجتمع كله، وقد يسأل الكثير منهم كيف سوف يكون مستقبلنا ومستقبل الاسر؟، نقول عليهم بالدستور الذي منحهم ويمنحهم الكثير، والذي أتى ليشبع جوعتهم ويلبي رغباتهم. ليس فقط دستور بلدنا، الذي سوف يقف بجانبهم، ولكن على الحكومة الحالية والقادمة، أن تهتم بهؤلاء الفقراء، فهناك الكثير من الحلول كي تقضي على هذا الفقر. هناك من الصحراء ما يسع للسكن والزراعة، ماذا لو اهتمت الحكومة بذلك؟ فصحراء الجزائر لا حدود ولا حصر لها، لماذا لم نستخدم هذه الصحراء لصالح الفقراء والمساكين والغلابة من الشباب ؟ منذ آلاف السنين والصحراء جرداء دون زراعة؟ لماذا نحن حائرون واقفون صامتون أمام هذه النعمة الكبيرة التي منحنا الله أياها. فإن الصحراء قد تحل مشاكل كثيرة وتقضي على الفقر في الجزائر، بل الأكثر من ذلك الزحام الذي تتكدس به المدن، ما المانع أن نُملك هؤلاء الفقراء هذه الصحراء الخالية من شجرة وزرعة وكل ما يلزم للبشر والحيوان. قد حان وآن الأوان أن تحل مشكلة هؤلاء الفقراء، ووجب علينا جميعاً الوقوف بجانبهم. ويا للعجب لو تنازل وأعطى الغني الفقير ما يعيش به قوت يومه، ما فضل عن حاجته من الطعام وما شكا واحد سقماً ولا ألماً. وأرى ما أرى في حياتي، وليتني لم أرى وأسمع هؤلاء الأقوياء الأغنياء من أمتنا (مع كامل الإحترام لهم)، الذين ينامون في مضجعهم، ولم يسمعوا أنين الفقراء والمساكين من الشباب والغلابة، وهم يرعدوا برداً وقراً، وليتني أتصور أن الإنسان هو إنسان مادام أراه عطوفاً ومحسناً، فالإنسان يحسن إلى الجار الفقير ليتخذ إحسانه إليه سبيلاً إلى الإحسان إلى نفسه وغيره. وكثيراً من الخطأ أن تفكر وتحسب في نفسك أن المال هو ما لديك من أموال في شكل ذهب وفضة وأملاك، لا.. إن مالك هو ما أكرمك به الله لنفسك وغيرك من الفقراء والمساكين والغلابةمن العائلات المعوزة، لكي تعطف وتحسن عليهم وترسم البسمة على وجوههم وتزيل عنهم الأحزان وتفرح معهم ويفرحوا معك، من هنا فإن الله قد أكرمك وأنعم عليك بالكثير.. الكثير. وأعلم أيها الغني ويا أيها الحاكم أن الأمان والعافية تجعلك تنهض بفكرك ومالك في هدوء واستقامة، لكي تنعم وتنم على الفقير المحتاج وتحسن له وعليه. وتجعلك تغير مجرى الحياة إلى الأفضل، فنحن جميعاً نعيش في وطن واحد، وعائلة واحدة نبني وطن واحد تحف جوانبه بالحب والعطف والأمن والأمان والعطاء المستمر. فها قد حان وآن الأوان أن يعيش المحرومين والفقير بيننا، ورحم الله عمر بن عبدالعزيز (رضي الله عنه) الذي لم يكن هناك فقيراً واحداً في عهده...

.اللهم استر أمتنا العربية والإسلامية وبلدنا الجزائر من كل الشرور.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة