سامحيني أمي سامحيني يا أمي...
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين ..
.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ..
قال الشاعر العربي احمد شوقى ( أنما الامم الاخلاق مابقيت ... فأن همُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا )
**الأم .. كوكب مضىء بذاته .. ويسمو فى صورته وسماته .. نخلة عذبة .. وشجرة طيبة . الأم .. نعم الجليس .. وخير الأنيس . حبى الشديد لأمــى ، جعلنى استطيع أن اجعل فى قلبى نموذجاً يرمز الى الوفاء : ( رحمها الله وأدخلها فسيح جناته ) .. إن الإنسان أى إنسان هو بعض من تكوين أمه منها تكون لا فى الجسد والمادة وحدها بل وفى العاطفة أيضا وإذا كان الإنسان إجتماعيا بفطرته .. ومدنيا بطبيعنه فإن أول إنتماء ينتمى إليه المولود هو الإنتماء إلى أمه فهى المرجع بالنسبة إليه والمأوى لجسده وروحه قبل أن تقوم بينه وبين الآخرين أية علاقة وأية روابط للإنتماء .. فإذا ما تقدم على درب حياته وجد أمه راعية فى الأسرة .
** أن الامم تحيا بالاخلاق وتنهض بالاخلاق ويبقى ذكرها بما فيها من اخلاق , فهل نحن أمه ستبقى الى يوم الساعه بما نملكه من اخلاق . لن اظلم هذه الامة واقول ان ليس بها اخلاق ولكنى سأقول انه حدث تدهور كبير فى الاونه الاخيرة فى نسبه الاخلاق والعقوق لدى الاشخاص , فما معنى ان اجد فى البلدان العربية والإسلامية من يعق والديه ومنهم من يقتلهما.....وبما ان اليوم عيد عالمي للمرأة لابد ان نتكلم عن الأم ومن خلالها كل بنات حواء.. ..ولكن نجد من يتعدى كل الحدود على الوالدين...
قرأت في إحدى الصحف في الأيام القليلة الماضية "شاب عاق يهشم رأس والدته بقطعة حديد فماتت على الفور"
لا حول ولا قوة الاّبالله العلي العظيم...
...ياالله سامحيني ياأمي سامحيني
أمي ما وفيتك برا عذرا أماه .. لقد أحسست بألم شديد، وإحساس قاس عندما قرأت هذا الخبر: "شاب عاق يهشم رأس والدته بقطعة حديد". وللأسف الشديد أصبح هذا الخبر يتكرر كثيرا فى إعلامنا، وهذا يمثل أقصى درجات الجحود والعقوف التى تصل إلى القتل. لقد صفعت سياط هذا الخبر نياط قلبى، وذكرتنى بأمى رحمها الله التى ماتت يوم يوم الخميس 07 ماي 1998م **عاشوراء ** أي سنةواحدة بعد حجها ورجوعها من الأرض المقدسة رحمها الله*. نكأت الحادثة جرحا ً قديما ً ظننته اندمل، فقد ذكرتنى بالرحمة التى فقدتها بموت أمى، والطمأنينة التى ضاعت بوفاتها. أمى كم مرت على أيام وليال تمنيت لو كانت بجانبى، كم تعرضت لمواقف كنت فى أشد الحاجة لحضنها الدافئ، لألقى بهمومى وآلامى بين ضلوعها. أيفعل عاقل فى أمه هذا؟ كيف لإنسان بل لكائن أن يرفع صوته فوق صوت أمه، بل من يتجاسر ليحدق النظر فى وجه أمه، من يطاوعه قلبه ليقطب جبينه فى وجه أمه؟. كيف ينهى الله عن مجرد (أف)، ونجد من يسب والديه، بل ومن يضرب أمه وأباه. فهل وصلت القسوة إلى حد القتل؟، أى قلب هذا هل من حجر أم من حديد؟، هل هو من جنس الناس؟، هل هو من الكائنات الحية؟، هل يعرف قيمة النعمة التى قتلها بيده؟. الأم باب الرحمة.. كم تعبت لنرتاح، كم سهرت لننام، وكم جاعت لنطعم، كم ظمئت لنروى، كم ضحت بعمرها وصحتها ليعيش الواحد فينا هانئا ًسعيدا ً مطمئناً؟. أتذكر أمى يوم ماتت وكان يوما ربيعيا، ما توقفت السماء عن الهطل مساءا، وكأن السماء اختزنت دموعها لتذرفها يوم فراق أمى للحياة. كم عانت أمى من المرض ومن آلام ،وكنت أحس كأن الجبال كلها فوق رأسي ولا يغمض لي جفن، . كانت رحمها الله وكأن الطيبة قد جمعت فى قلبها هينة لينة سليمة القلب.. صابرة على مرضها وآلامها وراضية سعيدة بقضاء الله . أقدم أمى نموذجا ً لزوجاتنا وأخواتنا اللائى توفر لهن كل شىء من زينة الحياة الدنيا، ومع ذلك انتشر الطلاق والشقاق وأصبحت المحاكم فى حرج شديد من كثرة القضايا الزوجية، وخاصة بين شباب المتزوجين.
كانت أمى تدير البيت بلا مقومات حقيقية وخاصة أثناء ثورة التحرير الجزائرية الكبرى ثورة أول نوفمبر 1954، أمى كانت لا تأكل الاّ ونحن معها في البيت. أمثل هذه تشتم أو تضرب، فضلاً عن أن تقتل؟ يا من لا تعرف قيمة أمك والوالدين إحذر الله في نفسك ... فبر الوالدين مستمر مع النفس لا يتوقف إلا بتوقف الحياة، بل يظل حبل البر ممدودا من الأبناء تجاه الآباء حتى بعد الموت، الحديث عن الأم حديثا ذو شجون لا يمل القلب منه أبدا، فاللهم ارحم أمهاتنا وآباءنا وارزقنا برهم أحياءا وأمواتا يارب العالمين.