سبت النابور

عزوف الشباب بالنابور عن العمل السياسي والانخراط فيههو تشجيعه في حد ذاته للفساد والاستبداد وهيمنة فئة قليلة على المشهد النابوري وسيطرتها على مراكز القرار. وإخلائه هذه الساحة وتركها للغير ليصول ويجول فيها دون حسيب ورقيب هو بمثابة الهزيمة والضعف والاستسلام للأمر الواقع .

إلى وقت قريب يعتبر العمل السياسي بالنسبة إلي غير مرغوب الانضمام إليه وحتى الخوض في مكوناته وكنت من أشد الذين يكرهونه وأعتبره مضيعة للوقت ومرتعا للفساد بشتى أنواعه .

وبمجرد أن سنحت إلي الفرصة للتفكير جيدا والوقوف مع الذات مع مراجعة مجموعة من الأفكار ، تأكد لدي وترسخ في دهني أن لا إصلاح ولا تغيير لمجريات مجموعة من الممارسات السياسية السلبية في ما يتعلق بتدبير وتسير الشأن العام المحلي بدون الانضمام إلى هذا الحقل والانخراط في صفوفه وأحد مكوناته.

نعم ، كلامي هذا لن يروق بعض إخواننا النابوريين لما لديهم من نظرة للوضع الذي تعيشه المنطقة إضافة إلى ذلك مرجعيات وايديلوجية البعض منهم والتي ترفض أصلا مبدأ الدولة وما يحوم حولها أو لموقفه في السياسة العامة التي تنهجها الدولة في حقهم وفي حق منطقتهم ، أنا احترم تماما هذه القناعة الشخصية لهم ، ولكن وفي نفس الوقت أحيطهم علما أن لا سبيل للتغيير والإصلاح الذي ينشدونه بدون الانخراط في هذا المجال .

أما أن يتشبت البعض بفكره دون مراجعة ووقوف مع الذات فهذا ليس بالمنطق ، أو أن نبتعد عن هذا الحقل بذريعة أو بأخرى ، أو أن يعتقد البعض أن هذه المناداة ما هي إلا مؤامرة للجدب أو تخدير العقول بغرض القضاء على الايديولجية الشخصية. فهذا من المغالطة الكبيرة.

وأنا ومن صميم محبتي لشباب النابور ، فإنني ادعوه إلى الانخراط في هذا الميدان لما للدور المهم الذي سيلعبه في شتى مجالاته مستقبلا وأنا متيقن مائة بالمائة أن الكلمة ستكون له في الأخير أبى من أبى وشاء من شاء .

محمد جكوم لنابور 24