الوجيه العمّاني والقاضي العشائري الشيخ شاهر صايل الحديد 1877- 1947
موجز عن الوجيه العمّاني والقاضي العشائري الشيخ شاهر صايل الحديد
* ولد عام 1877 في قرية القويسمة وتوفي في شهر 11 عام 1947 وقد كان الملك المؤسس الأميرعبدالله الأول في مقدمة مشيعيه، وقد امر بدفنه في المقابر الملكية، كان رحمة الله فارسا كريما متواضعا حريصا على اهلة وربعة حيث كان يتفقد الجميع اينما حلّ وارتحل، كان متعلقا بالبادية التي نشأ وترعر فيها وكان يكرة المدينة وصخبها.
* أحد رجالات الحركة الوطنية الأردنية، عضو في المؤتمر الوطني الاردني الاول الذي عقد عام 1928 وهي اول تجربة نضالية اردنية.. وقد تم في هذا المؤتمر وضع القانون الاساسي (الدستور) واقامة انتخابات لأول مجلس تشريعي في عهد الأمير المؤسس عبدالله الاول.
* شارك في صد غزو الخوين الأول والثاني, وشارك في الدفاع عن أهل سحاب عام 1921 وقد ذكره الشاعر مفلح عبدالجواد في قصيدته:
يا خلفة الرسلان جانا ينتخي ... شاهر كسبع طالع من غابا
اللي رحل منكم قلوله ينزل ... *** ابو الدوله عبو الي جابا
* يعتبر الشيخ شاهر الحديد قاضي القلطة لعشائر البلقاء (عمّان) ومن ابرز شيوخ الاردن.
يذكر أ.د محمد أبوحسان في كتابة تراث البدو القضائي: نظريا وعمليا/ .- ط2 , ص 113.. ان من أشهر قضايا القلطة عند عشائر البلقاوية والقاعدة المشهورة (الضيف سالم ومسلوم منه).
سرقة الضيف: حوالي سنة 1940 حلّ شخص سعودي اسمه مسند بن عثمان ضيفا على فريق من عشائر البلقاوية تسكن بيوت الشعر قرب عمان, وكان الضيف يحمل بندقية ومسدسا وفي صباح اليوم التالي فقد الضيف البندقية والمسدس وحصل خلاف بينه وبين المعزب (المضيف) وعرضت هذه القضية على القاضي الشيخ شاهر بن حديد باعتباره قاضي قلطة لعشائر البلقاوية, وبعد ان استمع إلى كل ما تعلق بهذة القضية اصدر قراره المشهور بأن واجب الضيف أن يراعي حرمة عادة الضيافة وأن لا يؤذي المضيف ولا يسرقه كما ان واجب المعزب (المضيف) ان يتمسك بتقاليد احترام الضيف وأن لا يؤذيه أو يسرقه والا كان مسؤولا عن ذلك وقد نشأ عن هذا القرار القاعدة المشهورة (الضيف سالم ومسلوم منه) وقد فرض على فريق البلقاوية, باعتبارهم مسؤولين بالتكافل والتضامن عن سلامة الضيف وسلامة أمواله, دفع مبلغ 40 دينارا" إلى الضيف السعودي باعتبارها ثمنا للبندقية والمسدس على أن يكون الحق لهؤلاء البلقاوية بالتحري عن السارق ومقاضاته لأن الضيف ليس باستطاعته ذلك. ويلاحظ ان القاضي ابن حديد اعتبر المسؤولية جماعية إذ كان على كل فرد من أفراد ذلك الفريق من البلقاوية أن يسهر على سلامة الضيف وسلامة أمواله, ولهذا يقول البدو (سلامة الضيف من حظ المعزّب).
* نخوة الشيخ شاهر الحديد
الشاعر شحاده البصال من عشيرة الزففا وسكان خربة السوق وقد كان مسجونا في الضفة الغربية في سجن (عتليت), وقد ارسل هذه القصيدة للشيخ شاهر بن حديد بواسطة شخص من اقاربه اسمه سليمان الذي زاره في السجن فارسل معه هذه القصيدة, ولما وصلت الى شاهر بن حديد , ذهب الى الامير عبدالله بن الحسين (الملك المؤسس) رحمهم الله, وتوسط الملك عبدالله لدى المندوب السامي البريطاني في عمان وبعد ثلاثة ايام من تاريخ وصول القصيدة كان شحاده بين اهله واقاربة حيث اخرجة شاهر من السجن.
يقول شحادة في قصيدتة وهي بعنوان (تلفي على شيخ مشاريق عمّان) والقصيدة منقولة عن ديوان شعر عشائر البلقاء لـ عبدالله سالم الشاهين وهي من رواية احمد الطلافيح "ابوسعود" صفحة 317 و 535 طبعة الاداب والعلوم _دمشق 2006
يا راكبا اللي عدها ريم غزلان .. حره وصافي شدادها معجاني
انسف عليها شدادها صنعة اخوان .. الخرج من فوق الميارك لياني
فوقها غلام نشمي بصبيان .. لا زوّعت يجداه بالخيزراني
فوقها دليل الركايب سليمان .. حر كبيدي بالخبر ما يواني
تمد من عتليت والضو ما بان .. تقل طير مسهي للطماني
من مرج ابن عامر ويمين بيسان .. وكثه من غور النعيم سيسباني
واسند بها المعراض لطف علان .. تلفي بك الحيان قبل الوذاني
تلفي على شيخ مشاريق عمان .. ابن حديد ياذرا كل عاني
اليا جيته تلقى بربعة الشق ديوان .. يقول حي الطارش الي لفاني
له منسف يشبع منه كل جيعان .. اربع خدم جروه جر السواني
وجهه بشوش وللمسايير بستان .. ولا هو عبوس من الملا مشعراني
وشفته بعيني يوم غزوات الاخوين .. الكذب ما يعرف يصوغه لساني
فوق القحوم معتلي تقل شيهان .. بمركوبته روحن شد العناني
يوم دغر بالقوم ذيب عثى بظان .. جاب البيارق والقلايع ثماني
شاهر يا مشكاي والقلب غثيان .. الله لا يبارك باللي بلاني
هما بقلبي كبرتلي حسبان .. يثقل ظهور مدبرات السواني
ما انام الليل وابات سهران .. وبقعه تصفقني على اربع اركاني
تراني بحبس ومن وراء الباب سجّان .. ولا اشوف انا من طيرنا مودماني
انخاك ياريف الضعفان ويتمان .. يا راعي الحردا نصيتك بشاني
يا منجد المظلوم يا نمر يا حصان .. يا حامي الزينات يوم الطعاني
مالي غرض ارجاه من فلان وفلان .. غير انت شيّال الحمول المثاني
واللي قنص بالحر كاسب وربحان .. طير الرحيبه إن هدّ صيده ظماني
ابو نهار حماتنا من قبل وذلان .. وسياجنا من موزمات الزماني
سلم عليه وقبله بين الاعيان .. افزع لنل يا شيخ ذقنا الهواني
يا راعي الحردى سلايل كحيلا .. يا مرهف الحدين سيفا يماني
نذرا علي ان شفت جاوا وخمان .. لذبح لوجه الله حيلا سماني
واغز من بين الفريجين نيشان .. وافرح من عقب الشقا والحزاني
واختم كلامي بالنبي ولد عدنان .. محمد المختار جانا بياني
* كان المرحوم محمد حمد الحنيطي يخدم في الجيش العربي بالقدس حين وصلته الأخبار عن نزاع عشائري, فنظم قصيد وارسلها الى الشيخ شاهر بن حديد, وقد كان عنوان القصيدة (راعي الحردى):
البارحه بالقلب هجسا وهوجاس .. ومشاكلا ما بين هاته وخله
يا راكب اللي ناحفه لون الاقواس .. راكبها ما يمرح اللي كله
اليا احتمى كنه على الوكر جرناس .. ولا الزويرق والعواصف تشله
عليه قرما ما دخل جفنه نعاس ... اليا مشى بالليل دربه يدله
راكبها خذلي سلامي بقرطاس .. حروفها مسطرات لون الاهله
ما بين كانونين وبروق وغطاس .. وحرصك ذلولك يالحبيب تشله
تجي لبيتا نازل بارض الاطعاس .. بن حديد يا ذرا كــل عاني
يا شيخ ياللي للمناعير جلاس .. ياللي ما عمرك جيت درب المذله
ابو نهار وسيرته ترفع الراس .. وعدوكم دايم بقهر ومذله
يا راعي الحردا وكاسبا كل نوماس .. اللي تجاهل فعلهم ما يدله
بيت الصخا والجود مع قوة الباس .. هرجها صحيح ولا نذكر فيه زله
شاهر مداهيك الفخر زاكي الساس .. شيخا وكل المشايخ تجله
صافي شبيه الماس ما طبخه نحاس .. من صغر سنه للمعادين غله
علما لفانا حط بالقلب وسواس .. قضيت وقتي ساهر الليل كله
الشايب اللي فاعلا فعل الانجاس .. يوم المعزّب لاذ يم المحله
اكوه على بطنه كيا ابمحماس .. ولن انثنى اكوه على خلفه بخله
لو الهني منهو على الخيل جلاس .. هاك النهار ولا عسيرا على الله
احطبية من فوق طوعات الافراس .. ولن ساعف الله كود جمعه نفله
بموزرا يضرب على القلب والراس .. وعبيدهم ما يدرك المنع لله
* في بدايات تأسيس الإمارة الأردنية لم يكن في العاصمة عمّان سوى المستشفى الحكومي الصغير، وكانت رغبة الأمير المؤسس عبدالله الاول بن الحسين في بناء مستشفى كبير بالتعاون مع جمعية خيرية إيطالية، فأشارة الشيخ شاهر بن حديد على سمو الامير بأن يعطيهم ارضه على سفح جبل المصدار لبناء المستشفى.
* تم بناء مسجد في منطقة الجويدة بأسم الشيخ شاهر الحديد وكذالك شارع في منطقة القويسمة – جبل الحديد.
د. بدر يحيى الحديد