الشيخ المناضل منور شتيوي الحديد 1875- 1926
الشيخ المناضل منور شتيوي الحديد في سطور
* ولد عام 1875م في مضارب عشائر الحديد و توفي عام 1926م، تم دفنة في مقبرة الحديد الاولى في رأس العين، وفي عام 1960م تم نقل جثمانه الطاهر إلى مقبرة الحديد في قرية القويسمة من اجل بناء بلدية عمّان، كان رحمة الله فارسا كريما شجاعا, يقضي بين الناس بالحق وكان مواظباً على الصلاة، لا يحب النميمة والوقيعة بين الناس، حتى انه في يوم من الأيام اتاه بعض الرجال يذكرون عنده شخصا بسوء.. فما كان منه ان اخرجهم من تحت رواق بيت الشعر.
* تصدى منور بن حديد للحملة الوهابية وشارك ببسالة في مقاومة الحملتين الاولى والثانية، وخاصة معركة "رجم الخمان" والتي تعتبر المعركة الفاصلة لتضع حدا لتلك الاعتداءات حيث شارك بها جميع بدو البلقاء "السبع قبايل" بالاضافة الى عشيرة الفايز من بني صخر، وسقط فيها العديد من الشهداء دفاعا عن الوطن، نذكر منهم على سبيل المثال الشهيد بشير الحويان والشهيد سليمان العيسى القطارنة وغيرهما.
* من طلائع شيوخ العشائر الاردنية الذين استقبلوا الأمير عبدالله في معان (1920)م.
* شارك في أحداث سحاب عام 1921م عندما قام الجنرال البريطاني برونتون بضربها بالطيران لتكون أول مدينة أردنية يستخدم ضدها الطيران وقد ذكرة الشاعر مفلح عبدالجواد في قصيدتة:
منور لفانا فوق شقرا عندلِ ذيب .. ولد ذيب واساس ذيابا
كن ذعذع الحردى وجانا ينتخي .. هجم علمترليوز ما يهابا
* منور الحديد القائد العام لعملية (النخوة الأردنية) قائد قوات (البلقاء) ومقاتلي شرق الأردن المؤلفة من ألف مجاهد في معارك حوران.
* مقال الاستاذ محمود سعيد عبيدات يلخص فيه مسيرة الشيخ منور الحديد النضالية:
"مشاهير في التاريخ الاردني" في العدد رقم (930) تاريخ 17 آب 2002 جريدة شيحان، بعنوان " الشيخ المناضل منور الحديد".
ولد الشيخ منور الحديد في مضارب عشائر الحديد عام (1875)م، وينسب وعائلته الى قبيلة "بلى" من قضاعه، هاجر جدهم من الحجاز الى الشام، وفي عهد الشيخ (فياد بن رسلان) هاجرت العائلة الى الأردن واستقرت في البلقاء عام (1684)م ويعد الشيخ (فياد بن رسلان) مؤسس عائلتي الحديد والحنيطي في الاردن. وتؤكد وثائق النسب العربية ان ابناء واحفاد الشيخ فياد شكلوا عائلات مستقلة وحملت اسماء جديدة ولكنها حافظت باعتزاز على الجذور النسبية وعلى لحمة القرابة ووحدة الدم.
ولعل العلاقات العشائرية التحالفية كانت بين العدوان والحديد في عز مجدها وذلك خلال القرنين الثامن والتاسع عشر.
برز منور الحديد كشخصية وطنية عندما اتخذ الاتراك جملة تدابير شديدة ضد اهالي مدينة السلط وقراها سنة (1918)م فقام بتأمين الحماية للعائلات التي تضررت جراء الهدم العشوائي لمنازلهم بالمدافع الثقيلة. وساهم في تسليح الشباب المتطوع للقتال في صفوف القوات الشعبية الرديفة للجيش النظامي الشمالي، وكان من بين الزعامات الوطنية التي رحبن بالقوات البريطانية عند دخول مدينة السلط (وزعمت انها جاءت لتحرير البلدة من ظلم الجيش التركي الذي احرق الاخضر واليابس وقطع الاشجار واستولى على المؤن ومهيشة الاهلين) ووصف الأديب الراحل (حسني فريز) ما حدث في مدينة السلط في مقالة له نشرتها جريدة الدستور الأردنية بتاريخ 1987/8/29م بقولة " خرج العثمانيون من السلط ودخل الجيش وهجم الناس على عنابر الجيش العثماني.. نهب الناس كل ما فيها من الحطب والحبوب, كان النهب فرصة وفرحة لكثير لكثير من الجياع ونحن منهم وقد تنفس الناس الصعداء بخروج العثمانيين.. وعلى كل حال فان احتلال الانكليز لم يدم طويلا إلا اياما وانسحبوا وهربوا من حيث جاءوا. وكان بعض السلطية قد هاجموا الجند العثماني حين خرجوا من السلط. ولعل الانكليز رأوا ما فعلة الناس بالعثمانيين فزعموا انهم لغموا البلدة مخافة ان يحل بهم ما حل بالاخرين, ولكن كانت الكذبة كافية ليرحل السلطية الى القدس وليعيشوا لاجئين.. دخل الجند العثماني ومعهم الجند الالماني والمرتزقة وهؤلاء المرتزقة هم الذين نهبوا بيوت السلطية المهاجرين.
كان السلطيون كبش الفداء وضحية الاحتلال المتبادل بين الاتراك والانكليز وامام هذة الاحداث المأساوية تبرز حكمة الرجال وقدرتهم على تحمل المسؤولية بشجاعة وكان منور الحديد عند مستوى هذة المسؤولية وبجدارة الشيوخ الاوفياء للوطن والامة وقد تمكن من تخفيف المتاعب على العائلات السلطية خلال الكر والفر ما بين الاتراك تارة والانكليز تارة اخرى.
ويشهد له بذلك سعيد المفتي وسعيد الصليبي . وقد قال الصليبي عضو المؤتمر السوري للملك فيصل في دمشق 6 / 3 / 1920 م " لولا حماية ورعاية الله لفقدت السلط والبلقاء بعامة عشرات الشهداء وفي مقدمتهم الرجل الصالح منور الحديد الذي كان لا ينام الليل من اجل تأمين الحماية والرعاية للعائلات البلقاوية.
وقال السيد سعيد المفتي للشريف علي الحارثي عند زيارته للسلط وعمان قبل قدوم الأمير عبدالله من معان (1920)م " لقد تعرضنا للموت او للنفي عشرات المرات وكان منور الحديد اكثرنا نشاطا لدفع الخطر عن الناس " ومن خلال ذلك نفهم ان الحديد قام بالاعمال التالية:
- رعاية اسر الشهداء الذين ضحوا بارواحهم وهم: احمد الكايد، مصلح الربيع، ويوسف التعامرة. وهولاء الشهداء اعدموا شنقا بتهمة الاتصال مع الامير فيصل.
- رعاية اسر الشخصيات الوطنية التي اعتقلت في معسكرات الجيش الرابع التركي في عمان والتي نفيت الى بلاد القوقاز والى مدينة حماة نذكر منهم: صلاح خليفة, مطلق المفلح, خليفة عبدالهادي, يعقوب سكر، صالح البخيت واخوانة الثلاثة الاصغر سنا، وقد نجا باعجوبة الزعيم الوطني سعيد خير الذي قاد الحملة التحريضية ضد الجيش التركي الرابع في عمان والسلط-
- تحمل الزعماء والوجهاء " سعيد خير ، مثقال الفايز، منور الحديد، سعيد المفتي، سعيد الصليبي، عبدالفتاح الرشدان، عبدالمجيد مهيار – مسؤولية نقل النساء والاطفال الى اماكن امنة خلال القصف التركي لمدينة السلط.
- الاتصال المباشر مع قادة الجيش الرابع التركي وذلك من اجل منع الجند التركي من قطع الاشجار المثمرة ولمنع مصادرة المحصول الزراعي ومصادرة المؤن من المخازن التجارية وبيوت الاهالي.
انتهت الحرب العالمية الاولى وانتصرت الثورة العربية الكبرى وتحررت بلاد الشام والعراق والحجاز ودخل الامير فيصل دمشق وشكل حكومة عربية وطنية واشرف على بناء المؤسسات الحكومية في العاصمة وفي المناطق الثلاث " سورية –لبنان –الاردن " وظل منور الحديد والعشرات من ابناء الاردن في "الظل" لم يبحث عن منصب ولا طالب برتبة او لقب لم يمنن ولم يمد يده بل خسر كل ما يملك واكتفى بانه الجندي المعروف احيانا والجندي المجهول في احايين كثيرة كسب حب الناس وتقديرهم واحترامهم وظل الرقم الصعب في معادلة الاختيارات!!
كان الشيخ منور – مثل غيرة من زعماء الحركة الوطنية الاردنية – يراقب الاحداث ومجرياتها على الساحة العربية وبخاصة المناطق الثلاث التي شكلت المملكة العربية "سورية –الاردن- لبنان" وعلى الساحة الدولية حيث يناضل الامير فيصل من اجل اعلان الاستقلال وابعاد فكرة الوصاية عن البلاد الشامية واسقاط الحل الاستعماري الذي اقترحة "جان سموئل" رئيس وزراء جنوب افريقيا الذي اقترح فكرة الانتداب واعتبر اقتراحة الحل الوسط بين الضم الاستعماري وحق تقرير المصير فتداعت الحركة الوطنية في الاردن لدعم مواقف الامير فيصل في مؤتمر السلام. وبعث البرقيات الاحتجاجية على النظام البريطاني – الفرنسي الذي ينص على تقسيم البلاد كغنائم حرب بين الدولتين المتامرتين وتزعم المجاهد سعيد خير حركة البلقاء الاحتجاجية وعقد في السلط اكبر واوسع المؤتمرات الشعبية شاركت فيه جميع العشائر الفلاحية والبدوية في منطقة البلقاء واصدر المؤتمرون بيانا تاريخيا ثوريا يقع في ثلاثة صفحات.
وقع علية بالنيابة عن ممثلي البلقاء من الحضر واهل البادية الشيوخ والوجهاء: مثقال الفايز – سعيد خير – منور الحديد – صالح الفايز – سالم ابوالغنم – مشهور الفايز – عواد السطام – نمر الحمود – كريم النهار – صايل الشهوان – سالم السلمان – سعيد الصليبي – سعيد ابوجابر – محمد توفيق ابوالسمن – سعود العلي – سليم الفالح – جدعان الشامي – غدير بن سرور – احمد العبدالله – علاء الدين سليمان – عبدالله الخطيب – عليان السالم الحياري – فارع العلي – سعدو الكردي – عبدالقادر محمد – محمد الطاهر الجقة – اديب الكايد – محمد الاسعد – محمد فواز النابلسي – ابراهيم مسعود – حاجي محمد – فخري ايوب – محمد علي الفلاح – عيسى المرجي – عبدالله اسماعيل – فلاح عبدالرحيم – سليم خير – محمد عبدالوالي – حميد عيسى المرجي.
(ويتحدث الأستاذ زياد أبو غنيمة في سياق جهودهم لتوحيد الجهود الشعبية العربية لمواجهة المؤامرات الإنجليز والفرنسيين لتقسيم بلاد الشام وسلخ فلسطين عنها لإعطائها لليهود لإقامة وطن قومي لهم عليها تنفيذا لوعد بلفور المشؤوم يذكر كتاب ( الأردنيون والقضايا القومية والوطنية ) لمؤلفه الدكتور محمد عبد القادرخريسات أن عدد من رجالات الحركة الوطنية العربية المقيمين في دمشق وجهوا الدعوة الى العديد من زعماء العشائر الأردنية التي كانت على خلاف مع بعضها لعقد لقاء تصالحي في النادي العربي في دمشق في أواخر شهر تشرين الثاني من عام 1919 وقد سارع شيوخ عشائر الصخور وبني حسن والعديد من وجوه واعيان عشائر البلقاء والصخور وبني حسن والمحارمة والغنيمات(أبو الغنم) وعباد والعتوم وعشائر السلط والشراكسة الى تلبية الدعوة.
ولم يلبث اللقاء أن تحول حفل لصلح عشائري الى مؤتمر سياسي أصدر المشاركون فيه بيانا سياسيا تضمن إحتجاج اهالي البلقاء ورفضهم للمؤامرة التي تمت بين وزير خارجية بريطانيا لويد جورج ووزير خارجية فرنسا كليمنصو لتجزئة البلاد العربية وتقسيمها والتنكر لحقها بالإستقلال والوحدة كما طالبوا في البيان برفض الهجرة الصهيونية الى فلسطين التي تسهلها لهم الحومة البريطانية ومما جاء في البيان كما اوردته صحيفة العاصمة الدمشقية في عددها الصادر في 4/12/1919م اذا لم يعدل ( الإنجليز والفرنسيين ) عن هذا الاتفاق الجائر وإذا لم تنل بلادنا العربية استقلالها التام بحدودها الطبيعية فإننا نعلن أننا سنكون مختلفين مع الإنجليز والفرنسيين بعد ان كنا مؤتلفين معهم في الحرب ضد الأتراك وسنصون هذا الإستقلال ونحميه بأموالنا واولادنا ودمائنا لو فنينا عن أخرنا.
وعلى هذا أقسمنا الأيمان المغلظة.
وحمل البيان أسماء السادة مع حفض الألقاب (حسب ترتيب ورودها في خبر صحيفة العاصمة الدمشقية):
صالح الفايز، سالم ابو الغنم، مشهور الفايز، مثقال الفايز، عواد السطام، نمر الحمود العربيات
كريم نهار بخيت، سالم السليمان، سعيد الصليبي الفواعير، فلاح الحمد الخريسات، توفيق محمد أبو السمن الحياصات
منور الحديد، سعود العلي، سعيد أبو جابر، سليم الفالح، جدعان مكيد، هيدرس سرور، أحمد العبد الله
علاء الدين صالح، سليمان الحسين، عبد الله الخطيب، عليان السالم الحياري، فارع عياد العلي، سعدو الكردي
أحمد الفرج، عبد القادر محمد عبد الوالي، حمد العيسى، محمد فوز النابلسي، محمد سعيد خير
محمد طاهر الجقة، فلاح عبد الرحيم، سليم خير، أديب الكايد العواملة، محمد بن أسعد
حاجي محمد، فخري أيوب، محمد علي الفلاح، عبد الله اسماعيل، عبد المجيد الوندي)
ونعود الى مقال الاستاذ محمود عبيدات حيث يقول : كان لهؤلاء الزعماء الدور الاكبر في اعداد الجيش الشعبي الذي دعا الى تشكيله اللواء ميرزا وصفي بناء على البرقية التي بعثها الية البطل يوسف العظمة والذي لم يتمكن هذا الجيش من المشاركة في معركة ميسلون حيث انتهت المعركة في وقت كانت قوات البلقاء الشعبية هذة عند مشارف بلدة المزيريب – ويؤرخ الكاتب احمد عطا الله الزعبي في كتابة "صورة مشرفة من نضال حوران" احداث ما بعد ميسلون ودور الشعب الاردني في معاركها ويقول: توقفت النجدة الاردنية حزينة لعدم تمكنها من المشاركة في ميسلون فعاد رجالها الى مضاربهم وقراهم لينتقلوا فيما بعد الى مواقع جديدة تحددها ظروف وطبيعة المواجهة مع الفرنسيين فكانت هذة المرة بالقرب من المشارف الاردنية عندما تجاوب الشعب الاردني مع الرسائل التي وصلتهم من زعماء حوران يطلبون منهم النجدة والمشاركة في محاربة الغزاة – فسافر عدد من اهل البلقاء ترافقهم حملة كبيرة من فرسان العشائر بقيادة الثائر المجاهد "منور الحديد" لا يقل عددهم عن اربعمائة خيال بالاضافة الى عدد من رجال الجيش الفيصلي الذين بقوا يحتفظون باسلحتهم.. وكان الشيخ اسماعيل الحريري شيخ مشايخ حوران قد بعث برسائل الى مشايخ وزعماء الاردن" للمشاركة بشرف القتال ضد الجيوش الفرنسية التي تستعد الان لتدمير حوران انتقاما لمقتل عميلها علاء الدين الدروبي" وكانت معظم الرسائل موجهة الى زعماء البلقاء وهم: منور الحديد – سعيد خير – سلطان العدوان – مثقال الفايز – ميرزا وصفي – سعيد المفتي, ورسالة الى كل من : كليب الشريدة – تركي الكايد العبيدات – وعلي خلقي الشراري.
واكد المؤرخ سليمان الموسى على ما كتبه المؤرخ السوري "احمد الزعبي" بقوله: وتنادى الاردنيون للمساهمة في المعركة فسافر عدد من اهل عمان والبلقاء ومعهم مدفعان بواسطة القطار الذي ما زال يسير بين درعا وعمان، كما سافرت حملة من فرسان العشائر بقيادة منور الحديد لا يقل عدد رجالها عن اربعمائة خيال, وعند "قرية المسمية " اجتمعت النجدات الاردنية القادمة من البلقاء بقيادة منور الحديد والقادمة من الكورة بقيادة عبدالله الكليب الشريدة. " وكان الشريف علي البدوي قد عاد من حيفا الى اربد وعندما بلغته انباء ثورة حوران اسرع الى درعا كي يساهم في المعركة المقبلة وتولى فعلا قيادة المتطوعين الاردنيين. واشتركت قوات منور الحديد وقوات عبدالله الشريدة في المعارك التالية:
- معركة "دير علي" حيث تمكن منور الحديد من الاستيلاء على القطار القادم من دمشق واستولى على الاسلحة والذخائر والمؤن الفرنسية وكبدها اكثر من ثلاثين قتيلا وقد استغرب الجنرال غورو كيف استطاع الثوار ان ينفذوا الهجوم.
- معركة غباغب " شن الثوار الاردن هجوما صاعقا على القوات الفرنسية من محورين : المحور الاول من "تل الصبة" والمحور الثاني من جنوب غباغب.
- معركة "نوى" قال منيب الماضي عن هذة المعركة " استعمل الفرنسيون مدافع لضرب خطوط الوطنيين وقد قام الخيالة الاردنيون بالالتفاف حول خط الفرنسيين وابدوا شجاعة فائقة واستمرت المعركة من الفجر حتى العصر.
تقول الوثيقة رقم ( 146 ) والمحفوظة لدى الاستاذ قاسم مقداد وهي من وثائق الثورة الحورانية " اشترك ثوار الاردن في جميع معارك شهر اب ( 1920 )م من درعا حتى الكورة وعادوا الى الاردن عن طريق طفس-درعا".
* اكراماً له تم بناء مسجد يحمل اسم الشيخ منور الحديد وكذالك شارع في العاصمة عمّان.
- رد على مقال الاستاذ محمود عبيدات في عدد لاحق الاستاذ محمود بدر منور الحديد في مقال نشر يوم السبت الموافق 2002/8/24
سعادة الاستاذ جهاد المومني الاكرم - رئيس تحرير جريدة شيحان الغراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
فتعقيبا على مقال الاستاذ محمود سعيد عبيدات في عموده "مشاهير في التاريخ الأردني" في العدد رقم (930) تاريخ 17 آب 2002 ، من جريدة شيحان والذي جاء بعنوان " الشيخ المناضل منور الحديد ".
ابعث لسعادتكم بهذا الرد املا نشره :
بداية، تحية اجلال وتقدير الى المؤرخ الاستاذ عبيدات للمجهود الطيب الذي بذله في مقالته تلك، حيث استعرض الكاتب ومن خلال حديثه عن الشيخ منور بن حديد حال الأردن ورجاله في بدايات القرن الماضي. ومدى انتمائهم الى تراب وطنهم وانشغالهم بهموم امتهم، ادوه بوعي كبير واخلاص منقطع النظير، واستند الكاتب بذلك الى وثائق ترجع الى تلك الحقبة وكذلك الى مقالات لمؤرخين ثقاة كالاديب الراحل حسني فريز والاستاذ سليمان الموسى وغيرهما.
وهي مهمة جليلة ان تذكّر الابناء والاحفاد بتاريخ اسلاافهم وما بذلوه من تضحيات في سبيل قضايا وطنهم وأمتهم مما يشكل ثقافه وطنية تعبئ النشء على حب الوطن والتضحية من اجله وتزيد من اعتزازهم بتاريخه في فترة نحن احوج ما نكون لهذه الجهود، خاصة والاردن يتعرض الى حملة اعلامية ظالمة تستهدف شموخه وتاريخ نضاله ومدى التصاقه بقضايا امته في زمن "يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب .. ويتكلم فيه الرويبضة..".
حيث تزامنت حياة الشيخ منور الحديد - على قصرها - مع فترة كانت بلاد الشام زاخرة بالاحداث المصيرية التي تحددت على ضوئها الاوضاع السياسية في المنطقة ومصير شعبها ومستقبلهم، وما تعرضوا له من غبن وخديعة من القوى المنتصرة في الحرب العالمية الاولى - كما هو معروف - .
وما التفاف اولئك الرجال حول رايات الثورة العربية الكبرى الا اكبر دليل على طموحهم الى حياة فضلى لامتهم، وسعيهم الى حريتهم ورفعتها ووعيهم للاخطار التي تتعرض لها.
واذا كان اختيار الكاتب للمرحوم الشيخ منور الحديد للحديث عن حياته واستعراض نضاله فهو مثال ينطبق على الكثيرين من اقرانه في تلك الفترة.
ولعل مقالكم هذا يعد وثيقة تاريخية تؤرخ لهذا الشيخ البطل المجاهد منور الحديد..
رحم الله اولئك الرجال الذين لا نزال ننهل من سيرتهم وبطولاتهم وتضحياتهم الكثير الكثير من الصور المشرفة والموافق البطولية عبرة للاجيال بعيدا عن اي مطمع او مكسب شخصي كان في متناولهم اذا شاءوا. ونعتز نحن احفاد الشيخ منور الحديد كذلك بما اشتهر عنه الورع والتقى والامانة والشجاعة والكرم.
هيهي ودنيلي القعود .. شراشب غربان سود
لنه زوع ما يعود ......... يشبه رفيف العقبان
تلفي على اذعار الشيخان .. منور عشيق البنات
منور لركب الشيلوش .... أبومحمد ذيب الهوش
لنه يصله يفك البوش .... يعشي طيور مجويات
د. بدر يحيى الحديد