أعياد مصؤية منسية
كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة "عيد الفطر المبارك" وعيد الفطر هو من الأعياد الحقيقية التى حقق فيها المسلمون والعرب نصراً حقيقياً وليس نصراً "أونطة" ذلك أن مصر تحتفل مصر سنوياً بأكثر من ثلاثين عيداً.. كلهم أعياد "أونطة" إلا قليلاً.. وبعض هذه الأعياد لا يعلم الشعب المصرى سببها أما البعض الآخر فقد مضى سببه منذ زمن بعيد ..وخذ عندك مثلاً "عيد العمال" وهو فى أول مايو من كل عام ولا نعلم سبب الاحتفال بالعمال فى ظل المتغيرات السياسية الجديدة فحكومات مصر قد ذبحت العمال وحقوق العمال منذ زمن بعيد وليس من الغريب أن تلاحظ أن العمال يكونون أشد الناس حزناً وغيظاً فى هذا اليوم وإذا ما حضر العمال الغلابة مع كبار المسئولين تلك الاحتفالات الوهمية نظروا إليهم ولسان حالهم يقول على رأى الست دى أمى "يقتلوا القتيل .. ويمشوا فى جنازته" ومع ذلك تصر الحكومة على الاحتفال بعيد العمال احتفالات "كده وكده" .أما "عيد الوحدة" فهو فى فبراير.. ولأن شهر فبراير هو أصغر الشهور عدداً فإن الوحدة أيضاً بين "مصر وسوريا" لم تستمر إلا أياماً معدودات .. ثم أصبحت من الذكريات ولم تمر سنوات إلا وأصبحت الدول العربية مش "طايقة بعضها" وفضيحتهم كما يقول أولاد بلدنا أصبحت "بجلاجل".أما "عيد الثورة" فهو فى 23 يولية.. ولعل هذا الجيل لا يعرف من رجال الثورة إلا عم "عبد الواحد" "الباشجانينى" فى فيلم رد قلبى وأنه كان للثورة الفضل الكبير فى زواج "على يا ويكا" بابنة الباشا "إنجى" وذلك رغم أنف البرنس "علاء".. وإذا ما حاول الواحد منا أن يشرح لأولاده أن الثورة قد قامت من أجل حياه ديمقراطية سليمة والقضاء على الفساد...و.... وقبل أن نكمل بقية الشعارات الستة التى كنا نحفظها جبراً فى المدرسة ينصرف الأبناء وهم يبتسمون ابتسامة ساخرة.. لها معنى لا أحب أن أذكره فى هذا المقال .أما "عيد الفلاح" فهو أظرف الأعياد فلم يعد الفلاح موجوداً ولم تعد تهتم به وسائل الاعلام حتى أغنية "محمد عبد الوهاب" "محلاها عيشة الفلاح" لم يعد لها محل من الأعراب.. فالفلاح الآن يموت بالفشل الكلوى وتليف الكبد ويشرب ماء الصنبور الغنى بالميكروبات السامة من أول "السالمونيلا" وإنتهاءً بالطحالب ، كما أن الفلاح قد غير مهنته من الفلاحة إلى سائق "توك... توك" .وفى قائمة الأعياد تجد عيداً فى ركن القائمة يجلس خجلاً اسمه "عيد النصر" وتاريخه فى 23 ديسمبر.. ولا يعرف أحد من المصريين لماذا سمى هذا العيد بعيد النصر ذلك أن الحكومات المتعاقبة كانت تطلق اسم "النصر" على كل شئ حتى ونحن فى عز الهزيمة فى عام 1967 أنشأنا "مدينة نصر" و"سيارات نصر" و"مدرسة النصر"... وبالمرة اخترعنا عيداً أسميناه....... "عيد النصر" .أما عيد "وفاء النيل.. فإنى أعتقد أن النيل نفسه غير موافق على هذا العيد.. وكل ما يتمناه أن تطلع الحكومة من نافوخه فقد تكاتفت الحكومات واتفقت على تشويه جمال النيل... وتسميم مياه النيل.. وتدمير مجرى النيل.. وذلك منذ عوامه الباشا فى عام 1950 وحتى مخلفات وسموم المصانع المملوكة لأصحاب النفوذ فى عام 2000 ومضى زمن كان يغنى فيه "عبد الحليم لجمال النيل "يا تبر سايل بين شطين يا حلو يا اسمر".ومن عجائب الدنيا السبع أننا فى مصر نحتفل بعيد اسمه "عيد القمح" مع اننا نستورد القمح يوماً بيوم وأصبحنا مثل شحاتين السيدة نطوف على الموالد من أجل الخبز والفول النابت.. وزرعنا "الكانتلوب" بدلاً من القمح فيا حبذا لو احتفلنا بعيد "الكانتلوب" .أما "عيد المعلم" و"عيد العلم" وكل ما له صلة بالعلوم من قريب أو بعيد فقد مضى عهده وانتهى زمنه.. ولم يعد لنا حاجة بالاحتفال بالعلم أو التعليم.. وانتهت مجانية التعليم وأصبح العلم سلعة يشتريها من يدفع.. ولا يهم أن ينشأ المعلم "شبوكشى" كلية خاصة لأولاد الذوات يدخلها التلميذ دون حاجة إلى مجموع ويخرج منها مثل أجدع دكتور وقد أطلق عليها المعلم "شبوكشى" على حد قوله "كلية التب الاكسرا" وباعت الدولة الجامعات كما باعت كل أملاك الشعب لمن يدفع أكثر.. وتخرج من كليات التربية معلمون لا يعرفون كيف يرفعون الفاعل ولا كيف ينصبون المفعول.. وعرفنا الأمية الجامعية.. وانتشر الجهل فى المدارس وبين الخريجين والمدرسين والمذيعين.. والموظفين وبهذه المناسبة فيروى أنه قد سأل مفتش مادة التاريخ تلاميذ الفصل عمن قتل نابليون.. فلما لم يجب التلاميذ عليه.. همس مدرس الفصل فى أُذن المفتش قائلاً :"هل سيادتك متأكد إن قاتل نابليون تلميذ فى الفصل ده" ...............وعجبى!!