فضاءات شنهور

شنهور

فضاء التربية والتعليم

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


الخبر والإنشاء


الخبر: هو ما يحتمل الصدق والكذب، نحو: محمد جالس، فإن كان هذا الكلام مطابقاً للواقع، بأن كان محمد جالساً، كان الكلام صدقاً، وإن لم يكن مطابقاً للواقع، بأن لم يكن محمد جالساً، كان كذباً.

إنْ كانَ المخاطَبُ خاليَ الذِّهْنِ من الحكْمِ أُلْقِيَ إليه الخبَرُ مُجرَّدًا عن التأكيدِ، نحوُ: (أخوكَ قادمٌ). وإنَ كانَ متردِّدًا فيه، طالبًا لمعرفتِه، حَسُنَ توكيدُه، نحوُ: (إنَّ أخاكَ قادمٌ). وإنْ كانَ منكِرًا وَجَبَ توكيدُه بمؤكِّدٍ أوْ مؤكِّدَيْنِ أوْ أكثرَ، حسَبَ درجةِ الإنكارِ، نحوُ: (إنَّ أخاكَ قادمٌ)، أوْ (إنَّهُ لَقادِمٌ)، أوْ (واللَّهِ إنَّهُ لَقادِمٌ).
فالخبَرُ بالنِّسبةِ لِخُلوِّه من التوكيدِ واشتمالِه عليهِ ثلاثةُ أضْرُبٍ كما رأيتَ. ويُسَمَّى الضَّرْبُ الأوَّلُ ابتدائيًّا، والثاني طَلَبيًّا، والثالثُ إِنْكاريًّا.


الإنشاء : هو ما لا يحتمل الصدق ولا الكذب

( الأمر - النهي - التمني - الاستفهام - النداء )


الأمر: هو طلب حصول الفعل من المخاطب على سبيل الاستعلاء، وهو إمّا:
1 - بفعل الأمر نحو: { أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ }(الاسراء: من الآية78).
2 - أو بالمضارع المجزوم بلام الأمر نحو: { وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ}(البقرة: من الآية282)), ومثله الجملة نحو: (يعيد الصلاة).
3 - أو باسم فعل الامر نحو: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ } (المائدة: من الآية105).
4 - أو بالمصدر النائب عن فعل الأمر: نحو: (ذهاباً الى بيت الله).


قدْ تَخْرُجُ صِيَغُ الأمرِ عنْ معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ، وقرائنِ الأحوالِ:
كالدعاءِ، نحوُ: {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ}.
والالتماسِ، كقولِكَ لِمَنْ يُساويكَ: (أَعْطِنِي الْكِتَابَ).
والتمنِّي، نحوُ:
أَلاَ أيُّها الليلُ الطويلُ ألا انْجَلِي = بصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثَلِ
والتهديدِ، نحوَ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}.
والتعجيزِ، نحوُ:
يا لَبَكْرٍ أَنْشِروا لي كُلَيْبًا = يا لَبَكْرٍ أينَ أينَ الفِرارُ؟
والتسويةِ، نحوَ: {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا}.

دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين



النهي: هو طلب المتكلم من المخاطب الكف عن الفعل، على سبيل الاستعلاء.
وهو إما :
1 ـ بصيغة المضارع المدخول عليها ال (لا )، كقوله تعالى: { وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ } (البقرة: من الآية188).
2 ـ أو بالجملة الدالة على ذلك، كقولك: (حرام أن تفعل كذا).


قدْ تَخْرُجُ صيغاتُ النهي عنْ معناها الأصْلِيِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من الْمَقامِ والسياقِ:
1- كالدعاءِ، نحوُ: {لاَ تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}.
2- والالتماسِ، كقولِك لِمَنْ يُساويكَ: (لا تَبْرَحْ منْ مكانِكَ حتَّى أَرْجِعَ إليكَ).
3- والتمنِّي، نحوُ: (لا تَطْلُعْ) في قولِه:
يا ليلُ طُلْ، يا نومُ زُلْ = يا صُبحُ قِفْ، لا تَطْلُعِ
4- والتهديدِ، كقولِكَ لخادِمِكَ: (لا تُطِعْ أَمْرِي).

دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين


التمَنِّي: هوَ طَلَبُ شيءٍ محبوبٍ، لا يُرْجَى حصولُه لكونِه مُستحيلًا أوْ بعيدَ الوقوعِ، كقولِه:
أَلاَ ليتَ الشبابَ يَعودُ يومًا = فأُخْبِرُه بما فَعَلَ الْمَشيبُ
وقولِ الْمُعسِرِ: (ليتَ لي أَلْفَ دينارٍ).
وإذا كان الأمْرُ متوَقَّعَ الحصولِ فإنَّ تَرُقُّبَه يُسَمَّى تَرَجِّيًا، ويُعبَّرُ عنه بـ (عسى) أو(لعلَّ)، نحوُ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.

للتَّمَنِّي أربَعُ أدواتٍ: واحدةٌ أصليَّةٌ، وهيَ (ليتَ)، وثلاثةٌ غيرُ أصليَّةٍ، وهي: (هل)، نحوُ: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}.
و (لو)، نحوُ: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، و(لعلَّ)، نحوُ قولِه:
أَسِرْبَ الْقَطَا هلْ منْ يُعِيرُ جَناحَهُ = لَعَلِّي إلى مَنْ قدْ هَوَيْتُ أَطِيرُ
ولاستعمالِ هذه الأدواتِ في التَّمنِّي يُنْصَبُ المضارعُ الواقعُ في جوابِها.

دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين

للتمنّي أدوات أخرى تستعمل فيه مجازاً، مثل:
(هل): قال تعالى: { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} (الأعراف:53).
و (لو): قال تعالى: { فلو أن لنا كرَّةً فنكون من المؤمنين} (الشعراء:102).
و (لعلّ) كقول الشاعر:
أسرب القطا هل من يعير جناحه لعلّـــي إلى من قد هويت أطير
وقد ينعكس فيؤتى بـ (ليت) مكان (لعل)، قال تعالى: {يا ليتني اتّخذتُ مع الرسول سبيلاً}(الفرقان :27) للتندّم، وقال الشاعر:
فيا ليت ما بيني وبين أحبّتـــي من البعد ما بيني وبين المصائب
التمني: هو طلب المحبوب الذي لا يرجى حصوله، لاستحالته عقلاً أو شرعاً أو عادة، كقولك: (ليت الشباب لنا يعود) و (ليت السواك كان واجباً) وقوله تعالى: {يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون} (القصص:79).
والفرق بين التمنّي والترجّي ـ كما ذكروا ـ: أن التمنّي يأتي فيما لا يرجى حصوله، ممكناً كان أم ممتنعاً، والترجّي فيما يرجى حصوله.
ويستعمل للترجّي ـ غالباً ـ (عسى) و(لعلّ) قال الله تعالى: {فعسى الله أن يأتي بالفتح} (المائدة:52), وقال سبحانه: { لعلّ الله يُحدث بعد ذلك أمراً} (الطلاق: 1).



الاستفهام : وهو طلب الفهم، فيما يكون المستفهم عنه مجهول لدى المتكلّم، وقد يكون لغير ذلك كما سيأتي، ويقع الاستفهام بهذه الأدوات:
1 ـ الهمزة كقوله تعالى: { أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ } (مريم: من الآية46).
2 ـ هل، كقوله تعالى: { فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (المائدة: من الآية91).
3 ـ ما، كقوله تعالى: { أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (النمل: من الآية84).
4 ـ من، كقوله تعالى: { مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا} (الانبياء: من الآية59).
5 ـ أيّان، كقوله تعالى: {يَسْأَلونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} (الذريات:12) .
6 ـ أين، كقوله تعالى: { أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ} (الأنعام: من الآية22).
7 ـ كيف، كقوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ} (البقرة: من الآية28).
8 ـ أنّى، كقوله تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} (البقرة: من الآية259).
9 ـ كم، كقوله تعالى: {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} (المؤمنون:112).
10 ـ أيّ، كقوله تعالى: {أيّ الفريقين خير مقاماً} (مريم:73).


قدْ تَخْرُجُ ألفاظُ الاستفهامِ عنْ معناها الأصليِّ لمعانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ:
1- كالتسويةِ، نحوُ: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ}.
2- والنفيِ، نحوُ: {هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ}.
3- والإنكارِ، نحوُ: {أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ}، {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}.
4- والأمْرِ، نحوُ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}، ونحوُ: {أَأَسْلَمْتُمْ}، بمعنى: انتَهُوا، وأَسْلِمُوا.
5- والنهيِ، نحوُ: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ}.
6- والتشويقِ، نحوُ: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
7- والتعظيمِ، نحوُ: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.
8- والتحقيرِ، نحوُ: (أَهَذَا الذي مَدَحْتَهُ كثيرًا).

دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين

النداء : وهو طلب توجّه المخاطب الى المتكلّم بحرف يفيد معنى: (أنادي).
وحروف النداء:
1 ـ الهمزة: قال الشاعر: (أسكّان نعمان الاراك تيقّنوا...).
2 ـ يا: قال تعالى: { ياأيّها النبي اتّق الله...}(الأحزاب:1).
3 ـ أيّ: قال الشاعر: (أيها السائل عنهم وعني...).
4 ـ أ: كقوله: (أسيد القوم أنّي لست متّكلاً...).
5 ـ أي: كقوله: (أي ربّ قوّ المسلمين فإنهم...).
6 ـ أيا: كقوله: (أيا من لست أنساه...).
7 ـ هيا: كقوله: (... ويقول من فرح: هيا ربّا).
8 ـ وا: كقوله: (فوا عجباً كم يدّعي الفضلَ ناقص...).



قدْ يُنَزَّلُ البعيدُ مَنْزِلةَ القريبِ فَيُنَادى بالهمزةِ و(أيْ)، إشارةً إلى أنَّهُ لِشِدَّةِ استحضارِه في ذِهْنِ المتكلِّمِ صارَ كالحاضِرِ معهُ، كقولِ الشاعرِ:
أسُكَّانَ نَعْمانَ الْأَرَاكِ تَيَقَّنُوا = بأنَّكم في رَبْعِ قَلْبيَ سُكَّانُ
وقدْ يُنَزَّلُ القريبُ مَنزلةَ البعيد،ِ فيُنادى بأحَدِ الحروفِ الموضوعةِ له، إشارةً إلى أنَّ المنادَى عظيمُ الشأنِ، رفيعُ المرْتَبَةِ، حتَّى كأنَّ بُعْدَ درجتِه في العِظَمِ عنْ درجةِ المتكلِّمِ بُعْدٌ في المسافةِ، كقولِك: (أيا مولايَ)، وأنت معَهُ.
أوْ إشارةً إلى انحطاطِ درجتِه، كقولِك: (أيا هذا)، لِمَنْ هوَ معكَ.
أوْ إشارةً إلى أنَّ السامعَ غافلٌ لنحْوِ نوْمٍ أوْ ذهولٍ، كأنَّهُ غيرُ حاضرٍ في المجلِسِ، كقولِكَ للساهِي: (أيا فلانُ).
دروس البلاغة لحفني ناصف و آخرين


يوضع الإنشاء موضع الخبر لأغراض - منها :
1 ـ إظهار العناية بالشيء والإهتمام به، كقوله تعالى: { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (لأعراف: من الآية29) والأصل: وإقامة وجوهكم.. لكنه لعظيم خطر الصلاة اُوتي في صورة الانشاء.
2 ـ التأدب بالنسبة إلى عظيم لئلا يساويه غيره في سوق الكلام، كقوله تعالى: { قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} (هود: من الآية54) لم يقل: وأشهدكم.. لئلا يتشابه الاستشهادان.


يوضع الخبر موضع الإنشاء لأغراض - منها :
1 ـ التفاؤل، كقوله: (عافاك ربّك من بليتّك التي...) وكقوله: (وفّقك الله) و(أصلحك الله).
2 ـ الاحتراز عن إتيان الشيء بصورة الأمر، تأدباً ونحوه، كقوله: (ينظر سيّدي إلى مقالي..).
3 ـ التنبيه على سهولة الأمر لتوفّر شروطه، كقوله: (تأخذون بنواصي القوم وتنزلونهم من صياصيهم...).
4 ـ المبالغة في الطلب تأكيداً، كقوله: (لا تضربون وجوه الناس بالعمد..) لم يقل: (لا تضربوا) مبالغة في النهي حتّى كأنّهم امتثلوا النهي فأخبر عن امتثالهم.
5 ـ إظهار الرغبة في الشيء، كقوله: (شفّعني الله محمداً وآله).


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة