التقارب المصري الجزائري يفجر أزمة بين الرباط والقاهرة
بعد أن حمل تقرير القناتين العموميتين المغربيتين الأولى والثانية بين طياته رسالة مشفرة للمشير عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية ، حيت يصفه بـ «قائد الانقلاب» في مصر، والرئيس الأسبق محمد مرسي بـ «الرئيس المنتخب»، وذلك للمرة الأولى، منذ الإطاحة بهذا الأخير في الثالث من يوليو 2013، إثر احتجاجات مناهضة له، في عملية يعتبرها أنصار مرسي «انقلابا عسكريا».
وعززت القناة الاولى تقريرها بشهادات لمحللين هاجموا السيسي ووصفوا ما حدث في مصر ب«الردة والانقلاب على الشرعية»، كما ذكروا بمجزرة «رابعة»، علما ان الخط الديبلوماسي كان واضحا في موقفه بشان ما حدث في مصر، حيث بادرت الخارجية المغربية الى إصدار بيان ساند السيسي بعد انقلابه على نظام الاخوان، ومباشرة بعد إعلان نتائج الانتخابات التي قادت «قائد الانقلاب» إلى كرسي الرئاسة كان المغرب أول المهنئين للسيسي .
واعتبرت بعض المصادر موقف المغرب هذا تحول جاء بناءا على التقارب المصري الجزائري الأخير، بعد أن تلقت مصر مساعدات جزائرية ، بينما أشارت مصادر اخرى الى أن هذا التحول جاء للرد على هجوم الإعلام المصري الأخير على المغرب.
وفي ذات السياق قال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية المغربية إن تنسيقا مصريا جزائريا لدعم جبهة البوليساريو، التي تنازع المغرب على إقليم الصحراء، وهجوم الإعلام المصري المستمر على الرباط ، سببا تغيير خطاب التلفزيون المغربي الرسمي تجاه القيادة المصرية الحالية. كما نقلت وكالة «الأناضول» عن المسؤول المغربي، بعد أن تحفظ على كشف هويته، أن زيارة وفد مصري ، لم يكشف عن طبيعته ، قبل أيام للعاصمة الجزائرية من أجل حضور مؤتمر دولي داعم لجبهة البوليساريو ، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، أغضب الرباط. وأضاف أن سبب التحول الحاصل في موقف الإعلام العمومي المغربي ، يرجع، أيضا، لهجوم الإعلام المصري المستمر المسيء للرباط، والذي تجاوز الحدود، وهم الشعب المغربي ومسؤوليه ..
ولم يستبعد ذات المصدر أن يجري وزير الخارجية المصري، سامح شكري، زيارة للمغرب قريبا من أجل إيجاد حل لهذا التوتر في العلاقات بين البلدين؛ وهو ما رجحه دبلوماسي مصري بالقاهرة في تصريح سابق لـ «الأناضول » بغرض وأد الأزمة الأخيرة بين البلدين. وأضاف أن وزير الخارجية المصري كلف سفيره بالرباط السيد أحمد إيهاب ، ببدل الجهود والمساعي بالتعاون مع المسئولين المغاربة لوأد الأزمة ، وفي حال لم تتكلل بالنجاح ، فإن الوزير سيزور الرباط للقيام بهذه المهمة.
كما أكد دبلوماسي مغربي رفيع المستوى على أن كل هذه الممارسات الإعلامية المصرية المتراكمة أساءت للرباط، وآن لها أن تنتهي .. ولم يستبعد أن يكون للتقارب المصري الجزائري علاقة بالأزمة الأخيرة، قائلاً: ..هناك خصوم للبلدين يريدون لمصر أن تبقى معزولة، وبالطبع كما تريد الجزائر أن ينعزل المغرب دبلوماسياً .. وتوتر العلاقات المغربية – المصرية قد يريحها حتى وإن لم تسعى إلى ذلك.. وتابع متحفظا: لا أستطيع أن أؤكد أو أنفى إن كان للجزائر دخل في ذلك التوتر (بين القاهرة والرباط)، وهو الأمر الذي سيتضح مع الأيام .. لكننا نعرف في الوقت نفسه أن هناك مساعي جزائرية لإقامة علاقة قوية مع مصر على حساب الرباط ..
ولم يصدر أي تعقيب أو ردود فعل من الجانب المصري ، بعد أن تلقت جميع القنوات والفضائيات المصرية أوامر ، وصفتها ب «العليا» ، بعدم الرد على تقرير القناتين المغربيتين من قريب ولا من بعيد على حد قول مصادر صحفية مصرية . وأضافت المصادر ذاتها، نقلا عن مراسلة رسمية أن العلاقات المغربية المصرية متينة وقوية . وفي الأطار ذاته لاحظ المتتبعون على أن القنوات المصرية أصبحت مؤخرا تمجد في المغرب وتاريخه وثقافته وتعدد أمجاده .. وهذا يعني ما يعنيه .. !
وللإشارة فقد نفى محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة المصري ، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، تصريحات مسئول دبلوماسي مصري بشأن تواصل إخوان مصر مع إخوان المغرب، وأن جماعة “الإخوان المسلمين” هي السبب وراء هجوم المغرب الأخير على النظام في مصر بهدف إفساد العلاقات بين مصر والمغرب، واصفًا بأنه تصريحٌ غير صحيح بالمرة.