فناء النار وخروج من فيها
يوجد في التراث بضع آراء لمفهوم الخلود في النار.
1- كل مَن يدخل النار لن يخرج منها أبداً ويستمر عذابه إلى ما لا نهاية (عذاب سرمدي). (1)
2- عذاب أهل النار مدة طويلة جداً ثم فناء النار ومن فيها(2).
3- يخرج من النار مَن كان في قلبه ذرة من الإيمان، ويخلد المجرمون أمثال إبليس وفرعون وهامان وقارون إلى ما لانهاية(3).
4- يتعذب أهل النار حسب ذنوبهم،ويَخرجون من النار تباعاً كل حسب عقوبته، فلا يبقى فيها إلا المجرمون (فرعون وقارون وهامان)، ومن تبعهم في إجرامهم فيبقون مدة طويلة جداً ( خالدين فيها أبداً ) إلى أن يأذن الله بخروجهم بعد أن يكونوا قد طهرتهم النار من شرورهم وخُبثهم ، فيخرجون إلى الجنة، وتسعهم رحمة الله، وتفرغ النار من أهلها، فَيُفنيها لانتفاء وظيفتها، وهذا الرأي نصره ابن القيم في كتابه " حادي الأرواح" ونقل ذلك عن شيخه ابن تيمية الذي أرجع ذلك لآراء بعض من الصحابة.
والرأي الرابع هو الذي أرجحه وأميل إليه. وسأعرض لك أهم القرائن والأدلة التي اعتمدتها في ذلك:
1-إن النفس للكائن الإنساني متصفة بصفة الدوام لا تفنى، هكذا أرادها الخالق تبارك وتعالى، فسواء أكانت النفوس في الجنة أم في النار، فهي متصفة بصفة الدوام ، وبالتالي يبطل مفهوم فناء أهل النار، ويبقى للنقاش والحوار المفهومين الأول والثالث .
2- مفهوم أسماء الله الحسنى وبالذات اسمَي الحكيم والرحيم يقتضيان أن يكون العقاب مناسب للعمل، وليس أكبر أو أكثر منه . فمهما كان العمل إجرامي، فهو لا شك محدود في النهاية، وبالتالي لابد من محدودية وانتهاء مدة العقاب، بخلاف الثواب والعطاء، فهما مبنيان على العمل الصالح، ولكن غير مُقيدان به من حيث الكم والكيف، وإنما هما مرتبطان بصفة الكرم والقوة والقدرة للمُعطي ، فالعقاب محدود، والعطاء والثواب مفتوح، والأصل في استمرار الشيء هو الخير والصلاح ، وليس للشر والفساد ، فالناس يدخلون إلى الجنة بعملهم الصالح وبرحمة الله لهم، ويخرج العُصاة من النار تباعاً بحكمة الله وقدرته ورحمته .
3-إن صفة الغضب الإلهي واللعن صفة عارضة غير مستمرة، بخلاف الحكمة والرحمة فهما مستمرين، وذلك يقتضي تحديد العقاب، وفناء النار، وخروج أهلها برحمة الله الواسعة إلى الجنة في نهاية المطاف، فالحكمة والرحمة أصل ، والغضب واللعن ظرف راهن .
4- كلمة (عذاب) من عذب، التي تدل على عزل أو فصل أو تنقية شيء من أمور لحقت به، نحو الماء العذب، وهو الماء الصافي الصالح للشرب وخالي من الشوائب. والعذاب للإنسان هو القيام بتطهيره أو عزل الشوائب التي أصابت نفسه، وهذا مفهوم التعذيب، وإذا انتفت الغاية انتفى مفهوم العذاب وصار تشفياً، وهذا الفعل منزه عنه الخالق الصمد المستغني عن كل شيء، والقيام بالتعذيب ومن ثم إفناء المعَذبين عبث، واستمرار التعذيب إلى ما لا نهاية أيضاً عبث وخلاف الحكمة، فالتعذيب ضرورة أن يكون له مآل و غاية ينبغي أن تتحقق وإلاّ انتفى مفهوم العذاب، والعذاب للنفس ، والألم للجسم، وبالتالي بطل الرأي الأول والثالث لانتفاء مفهوم العذاب عنهما.
وأفعال الله غائية فما هي غاية الله من استمرار عقوبة أهل النار إلى ما لانهاية ؟
مع العلم أن العقوبة كمفهوم هي تطهير للإنسان من نجاسته وخبثه في الآخرة، وفي الدنيا لردعه وزجره !
5- مفهوم التعويض للناس عما أصابهم في الحياة الدنيا من المصائب ، فالإنسان المظلوم يأخذ حقه كاملاً مضاعفاً حتى يرضى، ويذهب من نفسه الضيق والحزن، ويُعاقب اللهُ الظالمَ بما يستحق ، فيتم شفاء غليل نفس المظلوم، وبعد ذلك ينتفي عن المظلوم صفة وقوع الظلم عليه لأخذ حقه مادياً ونفسياً، وفي هذه المرحلة يرجع الأمر إلى مشيئة الله وعلمه وحكمته ورحمته، فيفعل ما يريد، ليس لأحد بعد تحقيق الحق والتعويض عن الضرر وحصول الرضا من قبل المظلوم من حق بالاعتراض أبداً على رحمة الله ) إِنّ رَبّكَ فَعّالٌ لّمَا يُرِيدُ( ( هود107)
6- لم يأت أي نص يخبر عن المكوث في الجنة بصيغة زمنية محددة، بينما أتى في الإخبار عن المكوث في النار بصيغة زمنية محددة . قال تعالى:)لاّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً ((عم 23)، وكلمة أحقاب: جمع كلمة (حقب)، التي تدل على مجموعة زمنية طويلة جداً ، ولكن في النهاية هي محدودة من حيث الكم ، ومجموع المحدودات محدود ضرورة ، بينما اللانهاية لا تُجمع ! .
وقال: (وَأَمّا الّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ النّارُ كُلّمَآ أَرَادُوَاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ النّارِ الّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ) (السجدة20) ، انظر إلى فاعل كلمة (يخرجوا) وهم أهل النار، ولم ينف النص إرادة الله لهم بالخروج فيما بعد بإذنه، وانظر إلى كلمة (ذوقوا ) ؟ وهي كلمة تدل على تناول بعض الشيء لاختباره ، فهي تدل على المدة المحدودة، انظر قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}الأنبياء35، ولم تُستخدم هذه الكلمة لأهل الجنة أبداً.
7-انظر إلى دلالة النص الذي يتكلم عن إرادة أهل النار في الخروج ونفي ذلك عنهم {وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}البقرة167، فكلمة (خارجين) اسم فاعل، وهي تدل على إرادة أهل النار الخروج من تلقاء أنفسهم من شدة العذاب، فنفى الله عنهم تحقيق مرادهم، ولم ينف إرادة الله لهم بالخروج فيما بعد، انظر إلى النص التالي الذي يتكلم عن أهل الجنة{لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ }الحجر48، فمن الطبيعي أن أصحاب الجنة لا يريدون الخروج ولا يطلبونه لأن الأصل في الثواب والعطاء التمليك والاستمرار، لذا؛ أتى النص بكلمة ( مُخرَجين) لتدل على نفي إخراجهم من قبل الله. أما النص الذي يتكلم عن أهل النار: {ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }الجاثية35، لاحظ وجود كلمة ( فاليوم) قبل كلمة (لا يُخْرجون) وهذا يدل على يوم الحساب وبدئه، فلابد أن يتحقق الوعيد ويدخلون النار، ويخضعون للعذاب، ولا يُقبل منهم أسفاً أو اعتذاراً أبداً. ولا تدل الكلمة على نفي الإخراج بصورة دائمة في غير هذا اليوم، انظر مثلاً قول الملك لوزيره: اليوم لا يُخرَج أحد من السجن. لا تفيد نفي الإخراج في غير هذا اليوم.
8- انظر إلى دلالات الكلمات المستخدمة في دخول أهل النار إلى النار،وكيف أنها لا تدل لساناً على اللانهاية للحدث :
أ- مكث :تدل على توقف وانتظار {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً }الكهف3
ب- لبث : تدل على مجرد السكون والتجمع والالتصاق في الشيء {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَاباً }النبأ23.
ت- أوى : تدل في عمومها على ميل الإنسان إلى مكان والدخول فيه ليحصل على الحماية، ولذلك يأوون الكفار إلى النار ليتخلصوا من شعورهم بالخزي الذي يحرق قلوبهم {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى }النازعات39.
ث- خلد : كلمة تدل على ارتخاء وحركة متصلة لازمة منتهية بدفع شديد . نحو خلد زيد إلى الأرض . إذا التصق بها بشدة، {وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ }الأعراف176 .
ج- أبد : تدل في عمومها على الزمن الطويل الممتد، ولكن في النهاية هو محدود ضرورة إلا بقرينة تعطيه صفة الامتداد {إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً }النساء169.
اشتراك بعض الكلمات لأهل الجنة وأهل النار في الاستخدام مثل ( خالدين، أبداً، مأوى..) الضابط لها هو: أن العدل والرحمة أصل، والغضب واللعن ظرف، أي الثواب دائم، والعقاب مؤقت، والجنة دار السلام والمقام، والنار دار البوار والهلاك، وأهل الجنة لن يُخرجهم أحد منها، بينما أهل النار لا يخرجون بإرادتهم ، وإنما يخرجون بالعفو الإلهي والرحمة التي وسعت كل شيء بعد تحقيق العدل ، والوعد لابد من تحقيقه لأصحاب الجنة، والوعيد متعلق بمشيئة الله إن شاء فعل ، وإن شاء عفا، فهو الملك القاهر الحكيم الرحيم الحي القيوم القادر على كل شيء.
9- دلالة النص {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً }مريم71
فحسب سياق النص والآيات التي قبله وبعده متعلقة بإحضار المجرمين إلى قرب النار جاثيين،{فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }مريم68 ، ورؤية المؤمنين لهم، كما أن دلالة كلمة ( ورد) غير دلالة كلمة ( دخل)، فالنص يتكلم عن عملية ورود وليس دخول، وهي تدل على العرض والحضور والمجيء وما شابه ذلك، ومن ثم نجاة المؤمنين من النار ودخول المجرمين فيها. {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً }مريم72.
10- ودلالة النص {وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة80، لا يوجد فيه نفي خروج أهل النار، وإنما يدل على أن الكافرين يظنون أن المكوث في النار هو بضع أيام، وسوف تمضي بسهولة، فيخبرهم النص أن هذا القول هل كان نتيجة أخذكم من الله عهداً ، أم تقولون على الله ما تعلمون، إن العذاب والمكوث في النار أكثر مما تعتقدون بكثير، والعذاب شديد ومهول، ومثل ذلك كمثل من يقول إن مدة عقوبة جريمة القتل بضع أيام، وبالتالي يستسهل الجريمة، بينما الواقع غير ذلك تماماً فقد تصل العقوبة إلى الإعدام.
أخي الكريم
لاحظ أن آيات الخلود في النار تأت بصيغة اسم فاعل دائماً (خالدون )، ولم تأت ولا مرة واحدة بصيغة (مُخَلدون)، بينما أتى وصف دخول أهل الجنة للجنة بيوم الخلود: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ }ق34، وهذا يدل على أن صفة الخلود سرمدية لأهل الجنة، وليست هكذا لأهل النار وإنما الخلود منبثق من إرادة الإنسان الكافر، وذلك لشعوره بالخزي والعار فيسارع إلى الخلود إلى النار ليطفئ نار الخزي والندم والعذاب النفسي الملتهب في داخله ، وذلك من باب تغطية الألم النفسي بألم أشد منه، نحو استخدام الكي في النار لتغطية ألم نفسي أو جسمي ! وهذا لا يعني عدم وجود الألم الشديد في النار الذي يدفعهم إلى إرادة الخروج منها، فهم يخلدون إلى النار للخلاص من الألم النفسي، وعندما يدخلونها يجدون ألماً أشد منه فيريدون الخروج منها فلا يستطيعون، ويمكثون في النار إلى أن تَطْهُر نفوسهم الخبيثة النجسة، فإذا طَهُرَت نفوسهم، وذلك يكون بعد أن أدوا عقوبتهم كاملة، وتحقق الحق الإلهي وحكمته فيهم، وانتفى وجود المبرر لبقائهم في النار بعد أن صارت نفوسهم طاهرة، فتسعهم رحمة الله ، ويخرجون بالأمر الإلهي العفو والرحمة، فيخرجون من النار إلى الجنة، ولكن بالحد الأدنى منها، لانتفاء العمل الصالح عنهم في دار الامتحان، وسوف يرضون بذلك، ويشعرون في قرارة أنفسهم بالكرم والعطاء الإلهي العظيم، لأنهم يعلمون أنهم لم يحصلوا على ذلك بعملهم وطاعتهم لله ، ومثل ذلك كمثل ملك أصدر قراراً بالعفو عن مجرم بعد انتهاء نصف عقوبته المحددة له، فمجرد فعل العفو بحد ذاته هو كرم ورحمة، فما بالك إذا رافقه عطاء !، هل يظن أو يتساءل المجرم عن قلة أو كثرة العطاء؟ وهل يعتقد أن العطاء حق له؟ أم يرضى بأي شيء وهو مسرور به لأقصى الحدود لعلمه في نفسه أنه لا يستحق ذلك أبداً .
مفهوم الخلود غير السرمدية
أما النصوص الأخرى التي تدل في ظاهرها على المكوث اللانهائي مثل (إنَّ الذين كَذَّبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تُفَتَّح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنّة حتى يلجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاط )الأعراف40، فالنص ذكر صفتين وهما التكذيب والاستكبار، فمن اتصف بهما لابد أن يطوله الوعيد، ونفي فعل دخول الجنة (لا يدخلون) لا يفيد النفي المستمر إلى ما لانهاية بدليل مجيء بعده جملة(حتى يلجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخِيَاط) لأنه لو كان النفي يفيد الاستمرار في النص لصارت الجملة الأخيرة عبثاً ولم تفد شيئاً جديداً، ولو كان المقصد النفي المستمر لأتى النص بصيغة( ولا يَخرجون من النار حتى يلج الجمل في سم الخياط) بدل كلمة ( لا يدخلون الجنة)، فالنص نفى دخول الجنة ابتداء وذكر أنه لابد أن يطول الوعيد الكاذبين بآيات الله والمستكبرين عنها ،فينبغي أن تُفهم هذه النصوص وأمثالها على ضوء المنظومة العامة للمفهوم وعدم تحميل الكلمات دلالات لا تحتملها، فمفهوم اللانهاية لا يدل عليه أي كلمة مما تم استخدامه في النصوص المتعلقة بدخول النار والمكوث فيها، مع العلم أن اللسان العربي يحتوي على كلمة تدل على الاستمرار اللانهائي في اتجاه واحد فقط، وهي كلمة (سرمد ) وهي مؤلفة من كلمتين : (سر+ مد) وكلاهما مع بعض يدلان على بدء الشيء وتكراره ومده واستمراره مجتمعاً ومندفعاً بقوة على ما هو عليه إلى ما لانهاية لذلك نقول:الله أزلي في وجوده، وسُرمدي في بقائه. ولم يتم استخدام كلمة (سرمد) لأهل النار أبداً، مع استخدامها في النص القرآني مُقيدة (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكُمُ الْلّيْلَ سَرْمَداً إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَآءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ&قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللّهُ عَلَيْكُمُ النّهَارَ سَرْمَداً إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَـَهٌ غَيْرُ اللّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ) القصص 71-72 ). وقد يقول قائل: ولم تُستخدم لأهل الجنة أيضاً. وأقول: لأن استمرار أهل الجنة في الجنة تحصيل حاصل، فكما ذكرت سابقاً الثواب والعطاء دائم ومستمر، فَمَن مِن الناس يظن أن جائزته التي حصل عليها مؤقتة؟ ولو سأل المانح لها عن حقه في امتلاكها أو استمرارها لضحك الناس منه!، بخلاف سؤال المعاقَب عن مدة انتهاء عقوبته ،فهو سؤال مشروع وحق له.