صفحة من تاريخ بني بلعيد
صفحة من تاريخ بني بلعيد
×××××
كثيرة هي الأسئلة التي طرحت حول الجد الأول للمنطقة بني بلعيد التي سميت باسمه ، وكان السؤال الجوهري من هو بلعيد؟ من أين جاء؟ . وظلت المعلومات المقدمة يكتنفها الغموض ,وأحيانا تأخذ الطابع الأسطوري إلى أن قام بعض الباحثين في التاريخ من منطقة جيجل بالخصوص بتوفير معلومات قيمة تجيب عن الكثير من الأسئلة في انتظار بحوث أخرى تقدم معلومات أوفى ، من هؤلاء الباحثين : - علي خنوف ، صالح عباد ، حسني قيطوني ، سفيان عبد اللطيف ، هذا الأخير الذي ركز على منطقة الوادي الكبير فقدم معلومات تاريخية في غاية الأهمية عن قبائلها.
بني بلعيد بلدية واد اعجول.
×××××
الأصل
يعود أصل بني بلعيد إلى بلعيد بن دنهاج ينتمون إلى قبيلة دنهاجة(1) من كتامة ، جاء ذكر القبيلة في كتاب : المسالك والممالك ، للبكري (ق11م) "…. يسكنه قبائل من كتامة وغيرها ، فيها مزارع كثيرة ومراع مريعة ، ومنها يحمل عمود الخرط إلى إفريقيا وما والاها ، وفيها أسواق كما يوجد بها مرسى الخراطين ومرس الشجرة ومرسى القل ….." وكان مرسى بني بلعيد يسمى مرسى الخراطين (الخرط = النجارة) وهو الجزء الغربي من مرسى الزيتونة الواقع بساحل بني بلعيد ، تقصده السفن لحمل أعمدة الخرط وكان مكانا للعاملين على هذا النوع من الخشب الخاص بصناعة السفن ، لأن أهل بني بلعيد قديما كانوا يشتغلون في الأخشاب والسفن ويتعاملون مع البربر في شمال إفريقيا ومع الفنيقيين والرومان من جزيرة سردينيا .
الهجرة
كانت هجرة السكان متعاقبة عبر التاريخ إلى أن كانت الهجرة التي تزامنت مع الفتح الإسلامي لبلاد المغرب حيث هاجر سكان بني بلعيد على غرار قبائل المنطقة نحو المغرب بعد أن شاركوا في الفتح ضمن جيوش القائد العربي موسى بن نصير كما شاركوا في فتح الأندلس ، منهم من بقي في المغرب الأقصى على غرار بعض قبائل دنهاجة ومنهم من دخل إلى الأندلس.
أسباب الهجرة
تذكر المصادر التاريخية أن أهل كتامة ومنهم قبيلة دنهاجة كانوا متشيعين للدولة الفاطمية ساهموا في تأسيسها ، كما ساهموا في توسعها وقد يكون هاجر منهم الكثير إلى مصر حيث استقرت الدولة الفاطمية . وقد يكون السبب الآخر للهجرة الغزو الصليبي للسواحل مما دفع قبائل دنهاجة ومنهم قبيلة بني بلعيد إلى الهجرة باتجاه المغرب الأقصى.
العودة
بعد سقوط دويلات الأندلس شرع الناس في الهجرة نحو ديار أجدادهم ببلاد المغرب ، فعاد شيخ جليل من أغنياء الأندلس وفقهائها يقال له (ابن العيد) بلعيد، على غرار كثير من العلماء والفقهاء الأجلاء الذين سبقوه إلى المنطقة مثل العالم الفقيه (العابد)الذي نزل في بني حبيب (بني حبيبي) .
نزل (بلعيد) في المنطقة وحط رحاله في أرض منبسطة على الضفة اليمنى لمصب الوادي الكبير يحدها شمالا البحر الأبيض المتوسط وجنوبا قبيلتا بني مسلم وأولاد بوفاهة وشرقا بني فرقان وغربا قبيلة لجناح.
مايزال أحفاد بني بلعيد يدّعون النسب الشريف للصالحين بالمغرب والأندلس.
محـ خ ـمد
** زوروا مدونة بني بلعيد ** الرابط : http://histoirebel.blogspot.com
هوامش : (1) قبيلة دنهاجة، أصل التسمية (دناقة)Dennaga نسبة إلى أبيهم دنهاج Dennag ابن كتام. ومعنى الفعل "دنق" في لغة كتامة (نظر)أو (اطلع) وما زالت تستعمل إلى اليوم بهذا المعنى في سطيف ونواحيها ، ولعل هذا الاسم هو صفة جدهم ، دناق)ورثوها عنه. و الدنهاجة هم فرع كبير من كتامة موزع اليوم عبر جبال الميلية إلى ساحل البحر يسمى قبائل منطقة الوادي الكبير وبطونها : العشاش، بني بلعيد، الجناح، بني فرقان، أولاد عيدون وبطن صغير جنوب سكيكدة يدعى زردازة .
المراجع: - سفيان عبد اللطيف ، التاريخ الكامل لمنطقة الميلية.
- صالح عباد ، مدخل إلى تاريخ جيجل .
