.الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آلـه وصحابته أجمعين وسلم تسليما الى يوم الدين..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
المرأة بنت آدم وحواء..
.. إن المرأة هي من (يصنع المجتمع)، المجتمع الإنساني، وهي من يصنع الحياة. قال تعالى: {ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين (85)}(هود).. نعم.. إن المرأة هي من يصنع المجتمع والحياة، فلذلك يجب أن تمكن من أداء دورها الاجتماعي والسياسي وبصورة صحيحة وبما يحقق الهدف الصحيح وهو إيجاد أسرة مترابطة مستقرة وإيجاد أبناء لهم بناء فكري وروحي ونفسي وبدني سليم ومجتمع آمن ودولة تسير باتجاه صحيح، فالمرأة إذا ما مكنت من أداء دورها الطبيعي ستساهم بقدر كبير في صناعة وصياغة الإنسان صياغة تجعله أهلاً لأداء الأمانة التي حملها ودور الاستخلاف في الأرض، بل في صناعة وصياغة الحياة، ولا يجب أن تنهك وتشتت جهودها وتهمش وتستغفل وتستغل، فالمرأة في الوقت الحاضر تعيش وهي محرومة من أداء دورها الأساسي الفعال في المجتمع، فلابد من إعادة ترتيب شبكة العلاقات الاجتماعية السياسية الإسلامية ترتيباً صحيحاً يحفظ للمرأة خصوصيتها ويضع كل جنس في مكانه المناسب والصحيح، ومثلما يجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كذلك يجب أن توضع المرأة المناسبة في المكان المناسب، وهكذا سيصلح المجتمع وستعدل الموازين المقلوبة وأولها ميزان العقل الذي اختل بسبب ذهاب الدين مروراً بالموازين الأخرى وانتهاءَّ بميزان القوة العالمي ليكون من صالح المسلمين والمستضعفين والإنسانية بشكل عام.. قال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً(1)}(النساء)..
****يٌقَال أن اللغة العربية ظلمت المرأة في خمسة مواضع وهي :إذا كان الرجل لا يزال على قيد الحياة فيقال عنه إنه "حي" أما إذا كانت المرأة لا تزال على قيد الحياة فيقال عنها إنها "حية"، أسأل الله العلي القدير يعيذنا من لدغتها (الحية وليست المرأة)، وإذا أصاب الرجل في قوله أو فعله فيقال عنه أنه "مصيب" أما إذا أصابت المرأة في قولها أو فعلها فيقال عنها أنها "مصيبة" أدعو الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا المصائب، وإذا تولى الرجل منصب القضاء فيقال عنه أنه "قاضي" أما إذا تولت المرأة منصب القضاء فيقال عنها أنها "قاضية"، وبالطبع كلنا يعرف الضربة القاضية في الملاكمة والمصارعة وغيرهما، وقيل أيضاً القاضية هي المصيبة العظيمة التي تنزل بالمرء فتقضي عليه، وإذا أصبح الرجل عضواً في أحد المجالس النيابية فيقال عنه أنه "نائب" أما إذا أصبحت المرأة عضواً في أحد المجالس النيابية فيقال عنها أنها "نائبة" وكما تعلمون فإن النائبة هي أحد مرادفات المصيبة، وإذا كان للرجل هواية يتسلى بها فيقال عنه أنه "هاوي" أما إذا كانت للمرأة هواية تتسلى بها فيقال عنها أنها "هاوية" والهاوية هي إحدي أسماء جهنم والعياذ بالله، وقد تمدح أستاذة جامعية في تخصص معين وتقول عنها أنها عالمة فيظن المستمع لسوء الحظ أنك تتكلم عن عالمة من العوالم، هل تأكدتم أن المرأة مظلومة ومسكينة في بعض المواضع في اللغة العربية!!! والآن كيف يمكن إنصاف المرأة بطريقة مبتكرة، أعتقد إذا أردنا أن نقول أنها حية فيمكننا أن نقول أنها "حيةٌ ترزق"، وإن قالت أو فعلت صواباً فهي "أصابت" كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - "أصابت إمرأة وأخطأ عمر"، أما إذا أصبحت قاضية فربما قلنا "المستشارة"، وإذا أنتُخِبَت أو عُيِنَت في أحد المجالس النيابية فقد نصفها بأنها "نائبة عن الشعب"، وإن كان لها هواية معينة فمن الجائز وصفها بأنها "تهوى كذا" أو "هوايتها كذا"، أما إن كانت عالمة فالأفضل أن نقول "عالمة كيمياء أو فيزياء" على سبيل المثال وبذلك نكون قد ضربنا عصفورين بحجرٍ واحد، وأخيراً وليس آخراً - إن شاء الله - أسأل الله أن نكون قد أعدنا للمرأة حقها، فهي نصف المجتمع وهي التي تلد وتربي النصف الآخر، هي الأم والأخت والزوجة والأبنة، وهي التي أوصانا بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في الحديث الشريف "استوصوا بالنساء خيراً" (رواه مسلم).
*
**** لكن.. لكن.. لكن ..إحذري أيتها المرأة الشريفة المحترمةا.هناك دسائس ويمكن ان نسميهم أساتذة إبليس اللعين جعلوا من لمرأة في السينما العربية.ومهرجانات الأغاني الفارغة . لحم رخيص! !.. فبدلًا من أن تساهم السينما أو أمور الثقافة بصفة عامة بصفتها إحدى وسائل القوى الناعمة في نقل الواقع ومحاكاته لإصلاح ما به من سلبيات وعيوب عن طريق عرض الأسباب والحلول، تسببت – وللأسف الشديد – في جعل الواقع أكثر سوءًا وقتامة وانحدارًا في كل شيء!.. وكان تشويه وتلويث صورة المرأة العربية وجعلها سلعة رخيصة فاسدة تجلب الشر والعار والخراب من أهم أهداف صناعة السينما في البلدان العربية لمآرب خسيسة ترمي إلى ضرب الأخلاق والقيم والثوابت في مقتل، وإعلان الحرب على مبادئ وتعاليم الإسلام السامية التي تحفظ للمرأة حقوقها وتدعو إلى احترامها وتقديرها وصونها لما لها من دور كبير في تعمير الأرض وتربية النشء وصناعة الرجال الذين بهم تعلو راية الإسلام وتنهض الأمة العربية والإسلامية.. فصناع السينما العرب وكل من يقف وراءهم همهم الأكبر هو تحقيق الربح والشهرة وغيرها من المكاسب الدنيوية حتى وإن كان ذلك على حساب ضياع المجتمع وانهياره!.. حيث يتبارون في مداعبة وإثارة غرائز الجمهور بكل ما أوتوا من وسائل وأفكار شيطانية مدمرة عن طريق تقديم أعمال منحطة يدسون من خلالها السم في العسل ويركزون فيها على جسد المرأة ومفاتنها المغرية إضافة إلى تسليط الضوء على بعض النماذج النسائية.".الغرب" الشاذة وتفخيمها ووضعها في قالب مثير يعطي إيحاءً للمتلقي بأنها شائعة وعامة!.. فالمرأة عندهم إن لم تكن داعرة لعوبة خائنة نتيجة قسوة ظروفها الاجتماعية والاقتصادية، فهي تاجرة مخدرات أو جاسوسة أو تجيد النصب والسرقة والاحتيال!.. هكذا أرادوا أن يصوروا المرأة العربية على مدار قرن من الزمان تقريبا لإقناع العالم كله بأن المرأة المسلمة ليست عفيفة ولا شريفة وأنها أساس وبال وخراب الأمة العربية!.. فلم يقدموا لنا عملًا محترمًا يركز على حقوق ومطالب المرأة ودورها الحقيقي في المجتمع ويتعامل مع كيانها الإنساني بعيدًا عن مغازلة جسدها ومخاطبة أنوثتها وكأنها في رأيهم لم تُخلَق إلا للمتعة الجنسية فقط!.. إذن، فمن الظلم والإجحاف أن يتم الحكم على المرأة العربية من خلال ما تعرضه السينما.. المرأة العربية وإن خرجت إلى العمل راغبة أو مضطرة هي الزوجة والأم المناضلة المكافحة من أجل رعاية وتعليم أبنائها لينفعوا أنفسهم ومجتمعهم مستقبلا!.. وليست المرأة المستهترة الساقطة معدومة الدين والخلق التي تفرضها علينا السينما عنوة لقلب الموازين وإفساد الذوق والأخلاق وطمس الدين في المجتمع العربي الاسلامي.. ... كان من الممكن سواء للسينما أو المهرجنات على اختلاف انواعها أن تطرح للأمة كلها خيرا كثيرا ينهض ويرتقي بها، إلا أنهم جرفوا هذه التربة تماما وخربوها واستبدلوا الذي أدنى بالذي هو خير، ووضعوا فيها بذورًا قاتلة وسمادًا فاسدا لنُبتلَى بثمار مسرطنة نُجبَر على تناولها لتصيبنا أمراضًا في غاية الخطورة لا براء ولا شفاء منها، فنموت وتموت أمتنا الإسلامية، ويبقى الكفر والباطل والشر هو المسيطر على كوكب الأرض كله!.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.....نعم المرأة مظلووومة..