عليك بالجليس الصالح، واحذر جليس السوء.
احذر مجالسة من ساء فگره وقلّ دينه وتلوّثت أفگاره بالشبهات والضلالات...
الحمد لله، إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليماً كثيراً إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:...السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
...اليوم نتكلم على اختيار الجليس....نعم ياحضرات السادة ..اختيار الجليس الصالح ذي الدين والتقى والمروءة وحسن السيرة والأحوال، فاختيار الجليس الصالح من توفيق الله للعبد لأن طبيعة الإنسان التأثر بمن يصاحبه والاقتباس من أخلاق من يخالطه ويجالسه فلا بد للمسلم أن ينظر من يصاحب ومن يخالل ، ونبينا صلى الله عليه وسلم حذرنا من جلساء السوء وقرناء الفساد والإجرام وبين ما ينتج من مجالستهم من شر قليل أو كثير فيقول صلى الله عليه وسلم: “إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كبائع المسك ونافخ الكير فبائع المسك إما أن يبيع لك أو تشتري منه أو تجد منه ريحاً طيباً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو تجد منه رائحة كريهة”.
... للجليس الصالح فوائد عظيمة كثيرة لا تحصى فمن ذلك أن جليسك الصالح يحثك على الخير ويرغبك في طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، يحثك على الصلاة ويرغبك في المحافظة عليها لكونه محافظاً عليها في أوقاتها جماعة في المسجد فهو يحثك على ذلك وتقتدي به في المحافظة على الفرائض والواجبات، يحثك على نوافل الطاعة والتزوّد من هذه الطاعات في حياتك، يحثك على البر بالوالدين والإحسان إليهما والرفق بهما وخدمتهما لأنه يفعل ذلك ويعامل والديه بالبر والإحسان فهو يدعوك لذلك الخلق الكريم، يدعوك لصلة الرحم والإحسان إليهم وإن أساؤوا والحلم عليهم وإن جهلوا اقتداء بسنّة نبينا صلى الله عليه وسلم، يحثك على الصدق وأداء الأمانة والعدل بالأقوال والأعمال، جليس صالح يحمي عرضك ويدافع عنك في حضورك وغيابك، جليس صالح ينصحك نصيحة لله كلما رأى فيك عيباً أو تقصيراً فإنه يسيئه ذلك حتى يهمس في أذنيك نصيحة صالحة تدلك على الخير وتبعدك عن الشر، إنه يحمي عرضك وإنه يدافع عن عرضك حضرت أم غبت لكونه يحبك في الله ويواليك في الله، جليس صالح تسمع منه الكلمات الطيبة والألفاظ الحسنة فهو مهذب في أقواله ليس بفاحش ولا بذيء ليس بسباب ولا بلعان ولا بالفاحش ولا بالبذيء جليس صالح لا ينتهك عندك عرض مسلم ولا يسعى لك بالنميمة ولا يغتاب عندك مسلماً ولا يعيب عليك، جليس صالح يرغبك بالتعاون مع أبنائك بأحسن التعامل ومع زوجتك كذلك، جليس صالح يأمرك بالصدق ويأمرك بالوفاء بالعهود والتزام العقود، جليس صالح يسره أن يراك على طاعة لله يسيئه أن يرى فيك المعصية، جليس صالح تفرج عليه همومك وتفضي إليه بحاجاتك فترى الرأي السديد والفكر الصالح والدعوة إلى الخير جليس صالح دائماً أنت ومعه على علاقة حسنة ليست العلاقة مادية ولكنها أخوة إسلامية صادقة أحبك في الله ووالاك في الله تلك المحبة الباقية صداقة لا تنفصل عراها ولا تنقطع، بل هي دائمة إلى يوم القيامة ..جليس صالح ذو تقى وصلاح تكون معه للخير في الدنيا والآخرة، سُئل النبي صلى الله عليه وسلم المرء يحب القوم ولما يلحق بهم قال: “من أحب قوم فهو منهم”، فإن أحببته لدينه وأخلاقه واستقامته على الدين كنت معه في الدنيا والآخرة. ...
*** وإذا علمنا ذلك فلنعلم أن لوساوس السوء آثاراً سيئة ونتائج قبيحة جليس السوء الذي إن جالسته أفسد أخلاقك وأفسد معتقدك وقضى على كل الفضائل والمحاسن.
كم من إنسان تقي خالط أولئك فجروه إلى المحرمات وسهلوا عليه ارتكابها حتى أصبح عاجزاً عن التخلص منها والعياذ بالله.
، إياك أن تجالس الأشرار اللؤماء الذين لا خير فيهم، هم فاسدون في أنفسهم يريدون إفسادك يريدون إضلالك يريدون أن يحرفوك عن كل طريق سليم فإن هذا السوء لا يرضيهم إلا أن يكون جليسهم مشارك لهم فيما هم فيه من العدوان والضلال والفساد هكذا جلساء السوء لا يرضون للجليس إلا أن يسبغوه بسبغتهم السيئة حتى يكون مثلهم في الأعمال والانحراف عن الطريق المستقيم.
أخي المسلم، احذر مجالسة من ساء فكره وقل دينه وتلوثت أفكاره بالشبهات والضلالات إلا أن تكون داعياً إلى الله تريد إنقاذه مما هو فيه من الضلال والانحراف وإلا فالبعد عن هذا أسلم لدينك.
أخي المسلم، احذر صحبة من إذا صحبتهم وجدتهم مقبلين على الأفلام الهابطة والمسلسلات الإجرامية التي تحارب القيم والفضائل من بعض القنوات الفاسدة التي للأسف الشديد قد يشرف عليها من ينتسب إلى الإسلام وهي في الحقيقة تحارب الإسلام عقيدة وأخلاقاً، تحارب عقيدة الإسلام بما تنشره من ترويج للبدع ودعم للضلالات وإتيان ببرامج تؤيد على البدع الضالين عن سبيل الله المستقيم تبين مذهبهم وتنشر باطلهم حتى ينخدع الناس بهم وما بين دعوات إلى الانحلال من القيم والفضائل بما يحدث من تلك المسلسلات الهابطة والبرامج الضالة
فلنتق الله في اختيار الأصحاب والجلساء ولنراقب الله في أمورنا كلها ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والعون على كل خير، .هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على خير الخلق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آلـه وصحبه وسلم تسليما الى يوم الدين..والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.