متى يا عُرَيبَ الحـــي
متى يا عُرَيبَ الحـــي عيني تــراكمُ
وأسـمـعُ مـــن تــلكَ الـــديـار نـداكمُ
ويجـمـعـنـا الــدهــر الـذي حال بيننا
ويحظــى بـكـم قلبي وعيني تراكـمُ
أمــرُّ عـلـى الأبــواب من غير حاجـة
لعلـي أراكُـــم أو أرى مـــن يـــراكُـم
سـقـانـي الـهـوى كأسـاً مـن الحـب
صافياً فـيا ليـتهُ لمّا سقاني سقاكُم
فيا ليـتَ قـاضـي الحـبّ يـحـكمُ بينَنا
وداعـي الهـوى لمّا دعـانــي دعاكمُ
أنا عـبـدُكُـم بـل عـبـد عـبـدٍ لعبدكم
وممـلـوكُـكـم مـن بـيـعـكم وشراكمُ
كتبتُ لكم نفسي وما ملـكـت يدي
وإن قلَّـت الأمـــوالُ روحــــي فداكمُ
لسانـي بمـجـدكُـم وقـلـبـي بحبكُم
وما نـظـرت عيـنـي مليـحاً ســواكـمُ
وما شـــرّف الأكــــوان إلّا جـمــالكُم
وما يـقـصـدُ العُـشّـاقُ إلّا سـنــاكــمُ
وإن قيل لي ماذا على اللَه تشتهي
أقـــولُ رضـــي الـــرحمنِ ثم رضاكمُ
ولـــي مـقـلـةٌ بالــدمع تجري صبيبةً
حـــرامٌ علـيـهـا النـومُ حـتــى تراكمُ
خــذونـي عـظـاماً محملاً أين سرتمُ
وحـيـثُ حللـتـمُـم فادفنـوني حذاكمُ
ودوروا علـى قبـري بـطــرف نـعـالكم
فـتـحـيـا عظامي حيثُ أصغى نداكمُ
وقـولـوا رعـاكَ اللَه يا مـيــتَ الـهـوى
وأسـكـنَـك الـفـردوسُ قـــربَ حماكُم
* شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني