أبنائنا والقيم الأخلاقية ** كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته **
أبنائنا والقيم الأخلاقية..(كُلُكُم راعٍ وكُلُكُم مسؤولٌ عن رعيته).
الحمدُ للهِ العليمِ العلاّم ... العالِم بِما في الأرحام ... يحيي العظام وهي رميمَ ...جاعل النورِ والظلام ..من بعثَ فينا خيرُ الرُسلِ العِظام .. محمّد بنِ عبدِ الله بدر التمام ... عليه أفضل الصلاةُ والسلام وعلى آلـــه وصحابته الكرام وسلم تسليما ومن اتبعهم الى يوم الدين..
*السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قلناها في مقال سابق ...أن الامم تحيا بالاخلاق وتنهض بالاخلاق ويبقى ذكرها بما فيها من اخلاق , فهل نحن أمة ستبقى الى يوم الساعه بما نملكه من اخلاق....نعم لن اظلم هذه الامه واقول ان ليس بها اخلاق ولكنى سأقول انه حدث تدهور كبير فى الاونه الاخيره فى نسبه الاخلاق .
* نعم أيها القارئ الكريم ، ليس الأعمى من لا يرى...وإنما الأعمى هو الذي لا يشعر بالحق الذي يراه ولا يتدبر الموعظة التي أمامه ...فكم من بصير يرى بعينيه ولكن قلبه لا يرى شيئا ، وكم من أعمى البصر ولكن قلبه يرى الحق
نعم أخي القارئ أبنائنا فلذة اكبادنا..جعلوهم شتّامين!! نعم جعلوهم شتّامين!! وكلنا مخطيئون في حق أبنائنا هي وهو... من أهم وأخطر المشكلات التى تواجهها العديد من الأسر الجزائرية وتعانى بسببها الأمرّين مشكلة تفوه الأطفال بشتائم وألفاظ نابية لا تتحمل سماعها الآذان ولا تتصور العقول والأذهان أنها تصدر عن طفل!.. تلك الشتائم التى تطارد الأطفال وقتما وأينما وُجِدوا فإن لم يسمعوها فى البيت من أحد والديهم فسيسمعونها فى الحضانة أو المدرسة من خلال بعض زملائهم نظرًا لاختلاف بيئاتهم ونشأتهم وطريقة تربيتهم، سيسمعونها أيضًا عند ركوبهم إحدى وسائل المواصلات خاصة "الحافلات الجماعية" وغيره من المواصلات التى أدمن سائقوها وفئة من راكبيها السب واللعن والشتم لأتفه الأسباب!، كما سيسمعونها رغم أنوفهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة التى تتبارى فى تقديم أعمال فنية درامية أو سينمائية أو مسرحية حافلة بالعديد من الشتائم والألفاظ النابية وأساليب الردح المختلفة، حيث يبرر مَن أعدوها وقدموها وأخرجوها إلى النور أنهم هكذا ينقلون الواقع بأدق تفاصيله ويسلطون الضوء على كل سلبيات المجتمع لعلاجها!!، فضلاً عن البرامج السياسية المليئة بالتراشقات والتناحرات اللفظية والصراعات المختلفة والتى يشاهدها الآباء والأمهات لمعرفة آخر الأخبار والتطورات السياسية وبالتالى يتابعها الأطفال مجبرين فتؤثر فيهم سلبًا وتلقنهم دروسًا فى عدم الالتزام بأدب الحوار وعدم احترام وجهة نظر الآخرين والتطاول والهجوم على كل من يختلف معهم!!.. إلى جانب مباريات كرة القدم التى أصبحت هذه الأيام بسبب المنافسة والتسابق غير الشريف أحد الأسباب الخطيرة التى ترسخ لدى الأطفال المولعين بمتابعتها ثقافة الشتائم والحركات البذيئة والسوقية التى لا تتناسب وطبيعة لعبة كرة القدم المسلية والممتعة والتى تحولت وللأسف الشديد إلى حروب تزهق على أثرها الأرواح وتُسفَك بسببها الدماء دون مراعاة لُحرمتها!!..!!.. يبدأ الطفل فى تعلم السباب والشتائم عند بداية مرحلة اللعب مع الآخرين حيث يتولد لديه رغبة فى إظهار عدم رضاه فى صورة شتائم وكلمات نابية، وعادةً ما يتلفظ الأطفال بالسباب عند اللعب مع أصدقائهم أو مع الوالدين عند الشعور بالغضب لتعبيرهم عن تمردهم وضيقهم الشديد، كما يلجأ الأطفال إلى استخدام ألفاظ سوقية عند اللعب والمرح ليلفتوا ويثيروا انتباه الآخرين.. لابد أن يدرك الآباء والأمهات أن تغيير سلوك الطفل أثناء التربية يعد أمرًا صعبًا للغاية، لذا يجب أخذ هذا الأمر بالتدريج، وبالتالى يجب التحلى بالصبر والهدوء فى علاج المشكلة لدى الأطفال، ولعلاج هذه المشكلة يُنصَح باتباع الآتى: - عدم إبداء أى انزعاج ملحوظ عند سماع كلمة نابية من الطفل لأول مرة، حتى لا تعطى للكلمة أهمية وتأثير، مع عدم إبداء ارتياح ورضا بالابتسامة والضحك عند سماع السباب؛ لأن ذلك يولد تشجيعًا لدى الطفل بتكرار الشتائم. - الاستماع إلى مشكلة الطفل ومعرفة الأسباب التى دفعته لترديد تلك الكلمات السيئة مع الشرح للطفل أن هذه الكلمات النابية تزعج الآخرين مثلها فى ذلك مثل الضرب. - البحث عن المصادر التى يتعلم منها الطفل هذه الألفاظ البذيئة، ومحاولة إبعاده عنها وعن أصحاب السوء. - ربط الطفل بالله وبالثواب والعقاب مع الشرح له أن السباب والشتم يغضب الله سبحانه وتعالى.ورسوله الكريم - تدريب الطفل على كيفية التعبير عن عدم الرضا بأسلوب مهذب ومحترم مع الصبر عليه، لأن رغبة الطفل فى إشباع رغبته بإظهار عدم رضاه أقوى من أثر الضرب. - مُكافأت الطفل بالتشجيع والمدح عند اعتراضه بأسلوب لائق. - تجنب التلفظ بألفاظ نابية أمام الأطفال، أو التصرف بشكل عصبى غير لائق. - استخدام كلمات وتعبيرات مقبولة للتعبير عن الأشياء السيئة أمام الأطفال. - مقاطعة الطفل عند التفوه بالسباب حتى يعتذر، ويتم ذلك بنوع من الحزم والشدة غير المفرطة. فى النهاية علينا أن نعى جميعًا أن لا أحد من الأطفال شتّام وبذيء بالفطرة، فكلهم مهذبون وأنقياء بطبيعتهم، وإنما نحن الكبار مَن تسببنا فى تشويه وتلويث فطرة أطفالنا بهذا الشكل المؤسف وجعلناهم يكبرون قبل أوانهم – وإن كانت الشتائم والألفاظ النابية لا تَمُت للكبر والنضج بصلة - بل بالعكس فهى تدل على نقص وضعف الشاتم وعجزه عن المواجهة والتفاهم بأسلوب لائق ومحترم......اللهم أهدينا الى صراط مستقيم....والله يفيقنا بعيوبنا...