وقائع مجزرة محارقة - طرشة لرجام -
إن الحقيقة محسومة وإن حجبها سواد الظلم... والحاقد يحاول إنكار وجودها أو تحريف مسارها لكن ضياءها سيشع ولو بعد حين، قال تعالى: “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق” لقد شاء الله أن يطلعنا على حادثة مأساوية تجاوز عمرها خمسة عقود من الزمن لينكشف الوجه الحقيقي لعدو صليبي تعدت أفعاله الإجرامية كل العهود والمواثيق. فبعد فشله في المعارك التي خاضها ضد المجاهدين عام 1956 و1957 بجبال محارقة شرع الجيش الفرنسي في تطبيق أساليب إرهابية بغية إخماد الثورة بالمنطقة وشل حركة دعم وإسناد جيش التحرير الوطني وجبهته، وتنوعت هذه الأساليب بين التقتيل والتشريد والتجويع والحرق والتعذيب، مستخدما ألياته العسكرية والحرب النفسية.المحرقة التي نفذها السلاح الجوي الفرنسي عام 1958 بجبال محارقة منطقة مسيف الناحية الثانية المنطقة الرابعة الولاية السادسة بحق مدنيين عزل، تندرج ضمن هذا المخطط، وتعكس صورة العدو الدموية وسياسته المنتهجة في إسكات صوت الأحرار، وتعتبرهذه المجزرة الأفظع من نوعها بالمنطقة ارتكبت في حق أسر أولاد جلود عرش أولاد خالد التي كانت تتخذ من شعاب محارقة مأوى لها ومصدرا للرزق، وفي هذا الموضوع نحاول استرداد فصول تلك المأساة، لنقف على مشاهد دموية اقترفت في حق أبناء هذا الوطن.مكان الحادثةتقع طرشة لرجام بمسيف جنوبا تبعد عن مقر اللدية بـ14.469 كيلومتر يحدها من الغرب طريق بن سرور ومن الشرق وادي الطرشة ومن الشمال معذر بن البركة ومن الجنوب جبال الأطلس الصحراوي، والمنطقة امتداد لجبال محارقة سلسلة الأطلس الصحراوي التابعة حسب التنظيم الثوري لقسمة 74 (مسيف) الناحية الثانية المنطقة الرابعة الولاية السادسة وتقطن بها إحدى عشرة أسرة من عائلة أولاد جلود عرش أولاد خالد والأسر.رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليهقام الخائن بلونيس بحركة دعائية واسعة ومكثفة أحدثت بلبلة لدى الرأي العام بالمنطقة وأقام عدة مراكز لتخويف المواطنين ودفعهم إلى الإلتحاق به بغية محاربة الثورة رغم أنف السكان المعادين له والمعارضين لحركته(1)، وفي 22 مارس من عام 1958 أرسل هذا الخائن أحد جنوده المدعو بلقاسم إلى السكان القاطنين بطرشة لرجام وما جاورها للإجتماع به بقرية أم الشمل، وعند مروره لم يجد مبعوث بلونيس في الحي سوى الأطفال والنساء فترك رسالة يحذر فهيا المواطنين من مغبة التأخر عن الاجتماع، وعندما علم الشيخ بولنوار الذياب بن محمد المولود في عام 1890 بأمر هذا الخائن بعث بابنه الطيب إلى مسيف وسلمه رسالة يدعو فيها رجال عشيرته الذين توجهوا صباحا إلى بئر القلالية بغية التسوق بترك سلعهم وأموالهم في بئر القلالية والإلتحاق بمساكنهم للرحيل، وعند إقبال الليل حزموا أمتعتهم وأموالهم وساروا جميعا باتجاه المثنلية ببئر القلالية.لقد رفض أهالي محارقة تنفيذ أوامره واتخذوا موقفا واضحا من هذا العميل وقرروا الرحيل ليلا إلى عمق تراب مسيف حيث يصعب عليه ملاحقتهم هناك، وحطوا الرحال بمكان يسمى المثنلية شمال جبال محارقة وكان عددهم 14 أسرة، وبعد 9 أيام وفي ليلة مقمرة من ليالي شهر رمضان المعظم من عام 1377 الهجري الموافق لـ1 أفريل 1958 ميلادي حل العقيد أحمد بن عبد الرزاق (سي الحواس)(2) بالمثنلية الحي الجديد لأبناء جلود عرش أولاد خالد، وخطب فيهم خطبة ألهبت مشاعرهم وأيقضت حسهم الوطني قال فيها: “نحيي صمودكم ونبارك صنيعكم أيها الإخوان، لقد عملتم عمل الرجال، لكن إذا نزح الجميع من هذه المناطق، من سيكون سندا لإخوانكم المجاهدين، خشيتم من الخائن بلونيس ندركها ونقدرها لكن نبشركم أن نهايته أوشكت بإذن الله ولن يضايقكم بعد اليوم“.(3)كانت كلمات القائد أحمد بن عبد الرزاق من الوضوح والبيان كفلق الصبح بعثت في نفوس أسر أولاد جلود روح التحدي وأزاحت عنهم غمامة ظلم ذلك العميل المتآمر وقللت من شأنه، واستجابة لإرادة العقيد الحواس عزمت تلك الأسر التي تقيم بالمثنلية العودة إلى مقامها الأول، الذي سيكون مسرحا لجريمة شنعاء ارتكبها عدو صليبي حاقد لن يمحوها مرور الأيام ولن يطويها الزمن.لقد كان خطاب القائد أحمد بن عبد الرزاق يدل على حنكة الرجل وتقديره الجيد والحكيم لمجريات الأحداث، فعند إلقاء خطابه بالمثنلية الحي الجديد لجماعة أولاد جلود كان قد وعدهم بالقضاء على مراكز العميل بلونيس في المنطقة وإنهاء وجوده في غضون أيام معدودات وقد أوفى بما عاهد وتحقق الوعد الصادق، وفي هذا السياق حدثنا المجاهد عمر سوطي قائلا “حدثني المجاهد عبد الجبار بن المداني(4) قائد الناحية الأولى، المنطقة الثالثة الولاية السادسة : تلقينا أوامر من قيادة جيش التحرير الوطني بمهاجمة وتصفية العميل بلونيس بمركز الجب وأم الشمل فقمنا بمهاجمة مراكزه مساء، ودام الحصار إلى غاية العاشرة صباحا. انتهى بفرار بلونيس وجيشه من المنطقة إلى الشارف ولاية الجلفة ليتم تصفيته نهائيا فيما بعد(5)، وحسب الروايات المتوفرة فإن هذا الهجوم كان في 4 أفريل 1958.الرحيل أو الاستشهادكانت جبال محارقة مسرحا لمعارك ضارية تكبد فيه العدو الفرنسي هزائم عديدة، فراح يفكر في بدائل أخرى للحد من هذه الانتصارات فحاول تطويق ومنع أي اتصال بجبال محارقة من كل الجهات، فأنشأ منطقة محرمة بغية تجفيف منابع الدعم والإسناد وفصل الشعب عن جيش التحرير الوطني، وعلى هذا الأساس اعتبر الجيش الفرنسي عودة أسر أولاد جلولد إلي هذه المنطقة تحديا لأوامره واستفزازا لكيانه، فحمل إنذارا شديد اللهجة للمقيمين بضرورة مغادرة المكان فورا، وقامت الطائرات الفرنسية من 8 إلى 28 جوان 1958 برمي منشورات مكتوبة بالعربية على كامل تراب مسيف تحذر فيها السكان الإقتراب من المنطقة المحرمة على مسافة 4 كلم(6) شمالا وجنوبا.وحسب رواية سكان المنطقة فإن حدود المنطقة المحرمة التي رسمها العدو تبدأ من الطرشة شرقا وتمر بطرشة لرجام ثم الرأس الأزرق ثم الحلوفة ثم المطينة ثم ضاية لكرارشة إلى بيت بن سعلان نهاية جبل محارقة غربا ومن الشمال تبدأ من واد الطرشة شرقا ثم جلف الرحاحلة بالمسدور القبلي بواد لوذح بالمسدور الظهراوي إلى نهاية جبال محارقة غربا، إلا أن هذا التهديد والوعيد لم يزدهم إلا إصرارا على البقاء مهما كلفهم الأمر، مع إدراكهم الجيد لضريبة هذه التحدي.ثمن الإخلاصيوم السبت في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر عام 1958، استيقظ الأهالي الآمنون في خيامهم ليباشروا مهاهم ونشاطهم الرعوي المعهود في كل صباح، لم يكونوا يتصورون ذلك اليوم أن نهايتهم ستكون بهذه الوحشية، فعلى الساعة العاشرة صباحا فوجئ المواطنون القاطنون بطرشة لرجام جبال محارقة بطائرتين عسكريتين طراز T6، قادمتين من الشمال تتجه نحوهم، وقامت الطائرتان بإطلاق رصاص كثيف دون إصابة أحد بأذى، وكان الهدف إرهاب الأهالي وإخافتهم(8) تمهيدا لعملية الإبادة الجماعية، ثم انسحبتا جهة الغرب نواحي بوسعادة، وفجأة عاودتا الهجوم مستخدمة قنابل دخانية لتغطية عملية القصف(9)، تلاه إطلاق نار كثيف بالذخيرة الحية، كان رهيبا وبدون تمييز دام حوالي 45 دقيقة، تحول المكان إلى كومة رماد.كان المنظر مروعا، أجسام ممزقة إلى أشلاء، أعضاء بشرية مترامية هنا وهناك، أطفال في سن الزهور غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بطونهن، شيخ وعجائز قتلوا بلا ذنب، نشروا الرعب وخلفوا ذكرى سوداء مآساوية وآلما لا يمحوه مرور الزمن في نفوس من بقي حيا من أبناء تلك الأسر.وبعد تنفيذهم لمهمتهم القذرة غادرت القاذفتان المنطقة وقد خلفتا وراءهما مذبحة شنعاء تقشعر لها الأبدان راح ضحيتها عشر نساء وثلاثة أطفال وشيخ تجاوز الستين من عمره والضحايا تتراوح أعمارهم بين العامين والسبعين سنة، عشرة منهم استشهدوا على الفور وأربعة (4) استشهدوا بعد الحادثة بأيام جراء الجروح البالغة كما خلفت الغارة العديد من الجرحى، وحتى الحيوان لم يسلم من الهجوم، فقد تم قتل الإبل والأغنام والماعز مصدر رزق تلك الأسر.شهادة امرأة ناجية من المجزرةيوم الأحد السادس عشر من يناير لعام 2014 وفي كوخ متواضح بين صخور جبال محارقة، وبالقرب من المكان الذي وقعت فيه أكبر معركة بالمنطقة، التقينا بالسيدة ربيعة بن شارف المولودة عام 1954 التي عادت بذاكرتنا إلى ذلك اليوم العصيب لنعيش معها مشاهدة أليمة تدمى لها العيون وتنفطر لها القلوب، مشاهد الحرق والدمار مشاهد مقتل أبناء عرشها أمام عينها، سنفسح المجال وندعها تسرد لنا تفاصيل القصة كما عايشتها لنقف معها على شهادات حية من صميم الحدث.يوم السبت من خريف 1958 بمحارقة، استيقظنا صباحا لنباشر نشاطنا المعتاد، فالنساء يمكثن في بيوتهن ليقمن بأعمالهن المنزلية، أما الرجال فينصرفون لقضاء شؤونهم، فمنهم من ذهب إلى السوق الأسبوعي، بمسيف ومنهم من توجه إلى واد مسيف للسقي ومنهم من باشر نشاطه الرعوي ولم يبق في الحي إلا السيد المسعود ثامري والنساء والأطفال، وعند تمام العاشرة صباحا تعكر الجو بقدوم طائرتين فرنسيتين، وكان بداخل إحداهما شخص يلوح بيديه أدركنا أنه يتوعدنا بالقتل إن لم نغادر المكان وفجأة اختفى أزيز الطائرتين فأمرتنا الجدة بركاهم بالإستعداد للرحيل بسرعة لكن القاذفتين عادتا وهما تحملان شرا مستطيرا. بدأ القصف بقنابل دخانية مصحوبة بوابل من الرصاص الحي راح ينهمر على رؤوسنا بشدة. على الساعة العاشرة صباحا فوجئ المواطنون القاطنون بطرشة لرجام جبال محارقة بطائرتين عسكريتين طراز T6، قادمتين من الشمال تتجه نحوهم، وقامت الطائرتان بإطلاق رصاص كثيف دون إصابة أحد بأذى، وكان الهدف إرهاب الأهالي وإخافتهم تمهيدا لعملية الإبادة الجماعية، ثم انسحبتا جهة الغرب نواحي بوسعادة، وفجأة عاودتا الهجوم مستخدمة قنابل دخانية لتغطية عملية القصف، تلاه إطلاق نار كثيف بالذخيرة الحية، كان رهيبا وبدون تمييز دام حوالي 45 دقيقة، تحول المكان إلى كومة رماد.كان يحيط بنا من كل جهة، فزعنا لهول ما رأينا، أصيبت جدتي بجروح بليغة، وأصيبت أختي الزهرة برصاصات في بطنها، حاولت الهرب فركضت خارجا رفقة أخي علي ولكننا عدنا أدراجنا ولجأنا للشيخ المسعود ثامري للإحتماء به، وجدناه ممددا على الأرض ورجله مقطوعة كان يحتضر، وسرعان ما فاضت روحه لبارئها، أرادت السيدة رحمة اللجوء إلى بيتها هربا من القصف إلا أنها سقطت شهيدة رفقة فلذة كبدها محمد، كما أصيبت السيدة مسعودة برصاصات في البطن، كانت تصرخ من شدة الألم وسرعان ما فارقت روحها الحياة. ساد الرعب في الحي، اختلط الصراخ والعويل بطلقات الرصاص وأزيز الطائرتين، تحول المكان إلى فوضى عارمة، كان جحيما حقيقيا ما رأينا مثله من قبل، وبعد أكثر من نصف ساعة توقف القصف، نظرت من حولي فرأيت أجسادا ممزقة مترمية هنا وهناك، وخياما وقد التهمتها النيران بالكامل. وشاهدت والدتي تسأل أختي الزهرة التي كانت بالقرب مني عن حالها، فردت هذه الأخيرة قائلة وأنفاسها متقطعة لقد أكلني الكلب ثم لفظت أنفاسها، ومن بشاعة المنظر فقدت الإحساس بالألم، حاولت النهوض فلم أستطع أن أبرح المكان، الدماء تنزف من جسدي بغزارة وأخي بجانبي يضمد جراحي والدموع تنهمر من عينيه، أخيرا وصل والدي رفقة السيدة مباركة ابنة حميمين مخالفة لإنقاذنا، قامت هذه المرأة الشجاعة بانتشالي من بركة الدماء، رفعتني فوق كتفها وقطعت بي الوادي خوفا من عودة القاذفتين. أقبل الرجال من كل المناطق المجاورة وكان منم بينهم مسؤول المسبلين عمراني بوبكر ومعه شخص آخر يدعى محاد الصغير يعمل طباخا للجيش والآخر محاد الطاهر العامري ولخضر بن عطية وآخرون لا نعرفهم، لدفن القتلى وإسعاف الجرحى، وفي الغد علمنا بأسماء كل الشهداء والجرحى ومنهم زوجة عمي وجدتي بركاهم التي لم يتمكن الطبيب من إسعافها، ووجدوا السيدة خيرة قد بقر بطنها وكانت حاملا ورأسها مفصولا عن جسدها بين أنياب الكلاب تنهشه، أما أم الخير فقد أصيبت على مستوى الكتف وقطعت أصابع ابنتها الأربع التي كانت ترضعها لحظة الهجوم، وقتلت السيدة فطوم أثناء قيامها بنسج برنوس لبعلها ونجا من هذه المعركة الرضيع المبروك بن شارف الذي أصيب في الرأس والوجه، أما حصيلة الغارة الجويةفكانت 14 قتيلا و7 جرحى.ومن الصور التي لا زلت عالقة بذهن السيدة ربيعة بن شارف، صورة الطبيب سي أحمد القبايلي الذي طلب منها أن تغني له بعض الأناشيد الثورية لحظة نزعه للرصاصات من جسدها فأنشدت قصيدة المجاهد الشاعر المدني رحمون التي يحفظها كل أبناء المنطقة بالرغم من الآلام والدموع والأحزان التي ألمت بعشيرتها:سجل يا تاريخ لمعاركناواكتب للبنين ذكرى للأباتاشهدو عنا يا جبالناماذا عدينا من الصعوباتفي سبيل الله رانا جاهدناكمثل الأجداد في وقت الساداتفي كل الأعمال ربي ناصرنانحن جند الله في ساير الأوقاتنصر محقق بيه ربي واعدنابالفعل شفنا عدة بيانات وأنشدت أيضا:الرزقة ومحارقة والميمونةوالنسينيسة شوف بعض التفصيلاتعسكر الإستعمار جاء يحاربناوقت الفجر حطوا عنا قوة من القواتيفتكر بقوتو يقضي عناوقوة ربي فايتة كل القواتإسعاف الجرحى ودفن الشهداءبعد انقشاع غبار دخان المجزرة هرع رجال المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني ومن كل الأعراض المجاورة لمكان الحادثة كعرش سيدي حملة وعرش الضحاوي وعرش الحوامد والشرفة وعائلة قوادري لإنقاد ما يمكن إنقاذه.نقلت الجثث على ظهور الجمال والحمير والبغال وساروا بها ناحية الوادي المجار لدفن الضحايا ومعالجة الجرحى، وبمرتفع جبلي صغير يبعد عن مكان الحداثة حوالي 2 كليومتر شمالا دفن شهداء المجزرة، أما المصابون فنقلوا إلى مستشفى جيش التحرير الوطني شرقا الذي هو عبارة عن مخبأ تحت الأرض (كازمة) وأشرف طبيب المستشفى لجيش التحرير الوطني بالمطنقة سي أحمد بن رمضان المدعو القبايلي من عرش لعمور ولاية بسكرة على تقديم الإسعافات للجرحى هم لخضر بن عطية زريق مسؤول المسبلين -على قيد الحياةـ محمدي مصطفى بن الحاج عطية شيخ البلدة بن ثامر العمري مسبل، علي لعديلي مسبل -على قيد الحياةـ عمراني بوبكر مسبل، أحمد بن الخيراني كاتب شيخ البلدة -متوفيـ الطيب بن لخضر مسبل، عبد الوهاب المدعو أحمد بن لقرون مسبل -على قيد الحيا ـ بن فرحات قدور مسبل -على قيد الحياةـ بن فرحات محمد مسبل -على قيد الحياةـ محاد الطاهر السلمي مسبل -متوفي ـ الشهيد زريق رابح مسؤول المكتب التجاري بقسمة 52 (بن سرور) المنطقة الثالثة الناحية الأولى ـ معيوف بن شارف بن مسعود من مواليد 1936 -متوفى-.قافلة الشهداء1ـ المسعود ثامري بن محاد بن بركاهم من مواليد 1892م2ـ خيرة ثامري ابنة عبد القادر بن محاد بن عيسى وابنة بركاهم 27 سنة متزوجة من الجنيدي بن شارف استشهدت وهي حبلى في شهرها الأخير، وجدوا في بطنها ذكرا بعدما بقر بطنها جراء القصف3ـ الراحلة مقراني 18 سنة ابنة ضخر وابنة امهاني بن شارف 4ـ بركاهم مقراني 60 سنة ابنة الشيخ5ـ امهاني بن شارف 60 سنة ابنة الغربي وابنة يمينة بن شارف 6ـ مسعودة بن شارف 15 سنة ابنة محمد وابنة الزهرة بن شارف 7ـ الزهرة بن شارف 10 سنوات ابنة بلقاسم بن علي 8ـ رحمة بولنوار ابنة علي بن بولنوار ابنة مسعودة بن شارف 30 سنة زوجة المداني بن شارف9ـ محمد بن شارف بن المداني وبن رحمة بولنوار كان عمره سنتين10ـ صخارة فطوم ابنة عبد القادر وابنة فطيمة خرخاش كان عمرها 58 سنة أما هؤلاء فقد استشهدوا بعد الحادثة إثر إصاباتهن البالغة:1ـ مرزاقة بن شارف ابنة محمد وابنة امهاني قوادري كان عمرها 70 سنة.2ـ محمدي فاطنة ابنة الشيخ زوجة السعيد بن شارف خلفت 3 ذكور وبنتين كان عمرها 70 سنة.-3 أم الخير ابنة السعيد بن شارف وابنة فاطنة محمدي متزوجة من الجنيدي كان عمرها 45 سنة خلفت بنتين وذكرا واحدا.-4 مسعودة ثامري ابنة المسعود وابنة منصور الزهرة زوجة بن شارف السلامي كان عمرها 40 سنة.المصابون الناجون من المذبحة1ـ المبروك بن السلامي بن بولرياح بن أمينة بن شارف (1957) شج رأسه ووجهه يوم الحادثة، نجا من الموت بأعجوبة ولازال على قيد الحياة.2ـ السيدة أمينة بن ش ارف من مواليد 1926 (على قيد الحياة)3ـ أم الخير بولنوار ابنة عطية وبن شارف مرزاقة مولودة في 1919 وزوجة ذياب بولنوار أصيبت في كتفها الأمين وخرجت الرصاصة من الصدر (على قيد الحياة)4ـ بولنوار عيشة بنت بولنوار الذياب (على قيد الحياة) وبولنوار أم الخير (على قيد الحياة).5ـ بن شارف ربيعة ابنة بلقاسم وزوجة علي بن محمد بن شارف (أصيبت في الفخذ) (على قيد الحياة).6ـ مقراني مسعودة أرملة بولنوار الطيب مولودة بتاريخ 1945 ابنة لخضر وابنة أمهاني بن شارف زوجة بولنوار الطيب (أصيبت في الفخذ) (على قيد الحياة)7ـ الضاوية بن شارف ابنة العمري وابنة العالية من مواليد 1920 أصيبت على مستوى الذراع الأيسر (على قيد الحياة).شهادة من عايشوا المذبحةأجمع كل الذين التقينا بهم من الذين عايشوا واقعة محارقة على حقيقة المجزرة التي ارتكبها العدو الفرنسي عام 1958 في حق عائلة أولاد جلود عرش أولاد خالد المقيمة بجبال محارقة منطقة مسيف بالمكان المسمى طرشة لرجام، ومما تجدر الإشارة إليه والتنويه به في هذه الرحلة تطابق الشهادات حول تفاصيل الحادثة تطابقا تاما، بالرغم أن اللقاءات كانت متفرقة زمنيا ومكانيا.ـ لقاء يوم الخميس 19 / 12 / 2013 الموافق لـ 16 صفر 1435 مع السيد عيسى بن فرحات بن شارف من مواليد 1942، والسيد المداني بن علي بن شارف من مواليد 1926.ـ لقاء يوم الأربعاء 25 / 12 / 2013 الموافق لـ 22 صفر 1435 مع السيد عيسى بن فرحات بن شارف، والسيد المداني بن علي بن شارف، والسيد عبد الله بن العمري بن شارف 1945.ـ لقائ يوم الأحد 05 / 01 / 2014 الموافق لـ 5 ربيع الأول 1435 هجري مع المجاهد قدور بن فرحات عضو المنظمة المدنية لجيش التحرير الوطني من مواليد 1933، والمجاهد محمدي عبد الرحمن بن عطية من مواليد 1933 مسؤول الشرطة بقسمة 52 (بن سرور) ب المنطقة الثالثة الناحية الأولى الولاية السادسة، والمجاهد عمراني بوبكر بن عيسى وابن لغماري يمينة من مواليد 1924 مسؤول المسبلين عمل رفقة محمدي مصطفى ولخضر بن عطية، والمجاهد عبد الوهاب بن لقرون المدعو أحمد ولد عام 1936 مسبل، والسيد بن شارف علي بن محمد بن قويدر بن الزهرة ابنة علي بن عبد الله بن شارف من مواليد 1945، والسيد موسى بن الطشاش المدعو دحمان بن قويدر بن شارف من مواليد 1949.ـ لقائ يوم 13 الأحد / 01 / 2014 مع السيدين ابن الشهيد عمر سوطي والسيد المجاهد قويدر قوادري. ـ لقاء يوم 16 / 01 / 2014 مع السيدة ربيعة بن شارف ابنة بلقاسم وابنة الضاوية ابنة العمري وزوجة علي بن محمد بن شارف من مواليد 1945.ـ لقاء يوم 17 / 01 / 2014 مع السيدة خيرة ابنة محمد وابنة صخارة فطوم، ولقائ يوم 18 / 01 / 2014 مع السيدتين الضاوية بن شارف ابنة العمري وابنة العالية من مواليد 1918 وأمينة ابنة محمد وابنة صخارة فطوم.لقائ يوم 25 / 01 / 2014 مع مقراني مسعودة ابنة لخضر وابنة امهاني بن شارف زوجة بولنوار الطيب ـ لقاء يوم 13 / 02 / 2014 مع السيدة أم الخير بولنوار وابنتها السيدة عيشة بولنوار والسيد مزياني أحمد زوج عيشة بولنوار.ـ لقائ يوم 24 فيفري 2014 مع السيد لطرش محمد بن اخميسة من مواليد 1942 والسيد العرفي العربي بن البكاي من عرش الشرفة من مواليد 1932.ـ لقاء مع نقاش عثمان بن المسعود وبن نقاش فاطمة مولود في عام 1939، لقاء مع المجاهد الصيد فرحات.الخاتمةإن دوافعنا للبحث في حادثة تجاوز عمرها خمسين سنة تتلخص في إظهار حقيقة مغيبة وإبراز جوانب خفية من تاريخنا، كما نسعى إلى توثيق جرائم ارتكبت في حق هذا الشعب الأبي، وحتى نحيط البحث إحاطة موضوعية مفصلة حاولنا الإلمام بحيثيات معتمدين على الشهادات الحية للأشخاص الذين عايشوا المجزرة للوقوف عن الأسباب الحقيقية لهذه الواقعة، ونأمل أن نكون قد استوفينا البحث حقه ليكون وثيقة وشهادة حث تضاف إلى الرصيد التاريخي لهذا الوطن لمواصلة بناء صرحه الحضاري.من إعداد: الهاشمي هاشمي / فراححملاوي بن شارف / المبروكهوامش:1ـ ص 10 من كتاب من وحي الفكرة بشير ثامر 2ـ قيل أن العقيد الحواس في هذه الخطبة ا لتي ألقاها أمام أسر أولاد جلود بالمثنية بمسيف ـ سأل الله الشهادة قبل استقلال الجزائر3ـ القنبلة تحتوي ما بين 250 و 350 غراما من المواد الكيميائية “كلورات البوتاسيوم” “Potassium chlorate” الملونة باللون الأحمر أو الأخضر أو الأصفر 4ـ ولد عام 1930 بواد الشعير أبوه المداني بن أحمد بن المداني وأمه مرزاقة بنت الزبير بن عطية التحق بصفوف جيش التحرير سنة 1955 بالولاية السادسة بالمنطقة الثالثة قسمة 54 تقلد عدة مسؤوليات أثناء الثورة منها مساعد ـ حتى ترقى إلى رتبة ضابط جيش التحرير ـملازم أول قائد الناحية الأولى.5ـ أذاع “صوت الجزائر الحرة” بالقاهرة نزب مقتل الخائ بلونيس في 02 أوت 1958 حسب جريدة الشرق اليومي الصادرة يوم الأربعاء 04 ديسمبر 2013 الموافق لـ 01 صفر 1435 هـ العدد 42156ـ هكذا جاء في المنظور وفق رواية السيد الحملاوي ثامري7ـ رواية ابن الشهيد عمر سوي8ـ شوهد على متن إحدى الطائرتين شخص يلو بيديه يعطي إشارة البدء بقصف الأهالي تبين أنه العميل (ع.م)9ـ شهادة السيد المداني بن شارف من مواليد 1926.من الصور التي لا زلت عالقة بذهن السيدة ربيعة بن شارف، صورة الطبيب سي أحمد القبايلي الذي طلب منها أن تغني له بعض الأناشيد الثورية لحظة نزعه للرصاصات من جسدها فأنشدت قصيدة المجاهد الشاعر المدني رحمون التي يحفظها كل أبناء المنطقة بالرغم من الآلام والدموع والأحزان التي ألمت بعشيرتها.نحيي صمودكم ونبارك صنيعكم أيها الإخوان، لقد عملتم عمل الرجال، لكن إذا نزح الجميع من هذه المناطق، من سيكون سندا لإخوانكم المجاهدين، خشيتم من الخائن بلونيس ندركها ونقدرها لكن نبشركم أن نهايته أوشكت بإذن الله ولن يضايقكم بعد اليوم.