محمد قاسمي - الجوكي -
من هو محمد قاسمي ؟
هو محـمد بن أحمـد بن سعيـــــد بن بلـــــقاسم بن عبد الله وإبن فرج فطيــــــمة بنت الواهــــــمة ولد سنــــــة 1919 ببلــــــــدية محمد بوضـــــياف (واد الشعير سابقاً) دائرة إبن سرور ولاية مســــــــيلة , نشـــــأ في أســرة متواضـــــــعة محــــــافظة جــــداً إمتـــــهنت الــــزراعة لكــسب قوت العـــــيش كانت هوايــــته منذ الصـــغر ركوب الخيل (الفروسية ) حتـــــى لقب بالجـوكــــــــــي بالإضــــافة إلى براعـــته لإستعمال البندقيــة فقد كـــــــان في شــبابـــــــه مولــــــعا بالصـــيد وعاش كبــاقي الشـبـــــاب المشبع بحب الوطــن والســــــــاخط على الإســـــتدتمار الـفــــرنســـي وفي سنة 1948 إنخــرط في الحركـــــــة الوطنيـــــــة لأحباب البيان و الحـــــرية . أما وبإندلاع الثورة المبــــــاركة في 1نــــوفمــــبر 1954 لم يتــــأخر وإلتــــــحق في مطلع 1955 إلى صفـــــــوف جيش التحريــــر الوطنـــي كمسبل لدعـــــم وتيـــــــرة الثورة وفي 1956 لوفائه لقيـــــــادات الجيش أصـــــبح عضــــوا أساســـــيا برتبـــــة سارجان شاف.
وفي أحد أيــــــام 1957 كــــــان المــــلازم الفرنســـــي المسمـــى مولي من عائــــــلة رئيس الحكومة قيمولـــــي يشــــــرف على عملـــــيات التعذيــــب بمركز (واد الشعير) وحين كان يسلط كل أنواع العذاب القاســــي على السجـــــناء بلغت قســــــــــــــــوته إلى أنه أراد إستنطاق زوجة المجــــــاهد الحـــــــاج بن عبد الله عن أسراره بإطـــــــلاق كلبه عنها فنهش ثديها وهو ينظر إليها ضاحكا , مع أنها كــــــانت تحمل رضيـــــعها الــــــذي سال عليه الدم بدل الحليب فلم تتحمل المسكينة فصرخت حتى سمع الجميع صراخـــــــها , وبلغ الخبر قيادة الجيش عن طريق أحد الجنود الفرنسيين المرافقين للمـــــلازم مولـــي فلما وصلت رسالة الجندي الفرنسي إلى قائد جيش التحرير حتى ذرف دمــــوع غضــب الرجال وشاءت الأقدار بأن يكون الجوكي قريب من القــــائد وسأله سبب دموعه ولمــــا علم بالأمر حتى هزت النخوة العربية وأعلن تطوعه للإنتقام مسأذننا السماح له بالنــــزول إلى واد الشعير فكان له ذلك فدخل القرية متنكرا وراح يبحث عن ضالته ولما سنـــحت له الفرصة إعترض سيارة الملازم الفرنسي أمام الملأ وأطلق عليه رصاصتين كانــت الأولى في رأسه والثانية في قلبه قضتا عليه وإنطلق يطوي الأرض تحـت وابل من الرصــــاص كان لبرنوسه حظ 28 رصاصــــة لكن عين الله أبت أن يصاب حمتـه من كل سوء حتى عاد إلى الجبل , وحين كانت القرية تموج بالعساكر الباحثـــــــــة عن الفدائي وقد أصابها الهلع من هول المصاب كان الجوكــــــي كاصــــقر على قمة الجبل يسال دون أن يسمعه أحد من رفاقه (أيتها المرأة الجزائرية الحرة هل أجابــــك معتصم بلادك الجوكي )؟؟؟؟؟ فأجابه التاريخ نعم لقد تحررت المرأة ومعها 185 أسيرا كانو يقبعون في مركز التعذيـب ورغم المحاولات الفرنسية للقبض على المجاهد البطل إلا أن زعماء الثـــورة قاموا بنقل المجاهد إلى الحدود التونسية في أول دورية نحو الشرق وهناك إلتحق الزعيـــــــم هيئة الأركان حرب العامة لقيادة الحدود الشرقية وبعدها في عام 1959 عين كامــن عسكري سري من طرف العقيد هواري بومدين .وعن مسيرته في الثورة فقد شارك في 17 معركة . المجاهد محمد قاسمي يروي أحداث عملية إعدام ضابط (لاصاص) مولي في بداية الأمر عندما إتصلت بالثورة في سنة 1956, قمت بمهمة المسبل, وواصلت هكذا إلى أن حل شهر مارس من سنة 1956 حيث إلتحقت بصفوف الجيش بصفتي حاملا للسلاح .ومعلوم أن العدو قد أقام في طول البلاد وعرضها ماصار معروفا باسم (( مكاتب الشؤن الأهلية)) (لاصاص) , ودور هذه المكاتب هو مكافحة الثورة بالإتصال بالسكان لإرهابهم وتجويعهم وإستنطاقهم لمعرفة مايمكن عن الثورة وعن تحركات المجاهدين بالإضافة إلى الدور الأساسي في شن الحرب النفسية التي كانت أحد أسلحتها بث الإشاعات المغرضة ونشر الأكاذيب وغسل المخ إلخ ,, وأقام لها الغرض مراكز في كل القرى والمدن الجزائرية لها هيكلها الإداري بمصالحها المختلفة بما في ذلك المكتب الثاني المكلف بالتعذيب والإستنطاق يشرف عليها ضابط يساعدهم جنود مختصون في وسائل التعذيب الجهنمية , وعلى رأس كل مكتب ضابط برتبة رائد أو ملازم .
ومن بين هذه المراكز واد أشعير الواقع جنوب مدينة بن سرور فسبق أن أعتقل العدو مسبلا يدعى الحاج بن عبد الله وأجبره على أن يتجند في صفوف ((الحركة )), لكن لم يلبث إلا ثلاثة أيام من تجنيده حتى فر بسلاحه وإلتحق بالمجاهدين فقام الضابط المسؤول عن المركز ويدعى ((مولي)) بإلقاء القبض على أخ المجاهد الفار ويدعى الطيب بن عبد الله وجنده في صفوف (الحركة) لكن بعد مدة قليلة فر هو أيضا وإلتحق بالمجاهدين , فما كان من الضابط الفرنسي إلا قام بإعتقال زوجة المجاهد الحاج بن عبد الله مع رضيعها الذي لايزيد عمره أنذاك على شهرين .
يعذبها بإطلاق الكلاب عليها :
فلما كان ضابط (لاصاص) يحقق معها سألها عن زوجها .
فقالت : لاأعرف أين يوجد .
وليبلغ هدفه .أطلق عليها كلبا شرسا ينهش ثديها حتى ينتزع منها الإعتراف . وكان يشهد هذه الأساليب الوحشية في التعذيب أحد الجزائريين , فآلمه ما شاهد فكتب رسالة إلى المجاهد علي بن المسعود أخبره بما رأى ويستحثه على إنقاذ المرأة قائلا : (( كيف ترضون يامجاهدين أن يسلط هذا العدو الحقير كلبه على ثدي زوجة المجاهد)).
فلما وصلت الرسالة إلى المجاهد علي بن المسعود جلس يقرأها تحت شجرة من العرعار فلما علم فحواها تساقطة الدموع على خديه أسى وحصرة , فتقدمت منه وسألته لماذا البكاء ؟
فقال ألا ترى مايفعل ضابط لاصاص الملازم (مولي) في نسائنا يعذبهن بإطلاق الكلاب الشرسة تنهش جسومهن , ونحن عاجزون عن معاقبته عن أفعاله الشنيعة , لأنه محتم بمركز يقع في أرض بطحاء بعيدة عن الجبال .
فطلبت من القائد علي بن المسعود أن أقوم بقتله فأبى عن ذلك علما منه بصعوبة ذالك وخطورته .
فقلت له ))إما أن تتركني أنفذ ما طلبت وإلا فإنني سأفر من جيش التحرير وكان ذالك في شهر أكتوبر من سنة 1957 عندئذ أذن لي بالقيام بالعملية وعين معي مجاهدين إثنين هما الشهيدان عبد الرحمان وعامر لمساعدتي على تنفيذ العملية . وكنت أحمل بندقية رشاشة من طراز (ماط49) مع كمية من الذخيرة.
لكن حدث أنه في اليوم الذي غادرنا فيه وحدتنا للقيام بالهجوم على ضابط (لاصاص) , أن فر أحد الجنود من وحدة المجاهدين وإلتحق بصفوف العدو وأول مافعله هو إخبار ضابط (لاصاص) بأن المجاهد محمد بالقاسم (الحركي) قد عين لقتله وهو في طريقه اليوم إلى واد أشعير لقتله .
من جهتنا قضينا ثمانية أيام نبحث عن طريقه تمكننا من قتل ضابط لاصاص الملازم (مولي) لكنه لما علم بما نبيت له من قتل قلل من تحركاته وصار لا يغادر المركز إلا في حراسة مشددة وفي أوقات قليلة .
وكانت هذه المدة كافية ليعلم الجميع بما ننوي القيام به حتى أن أخي لما رآني قال لي : ( علمت بأنكم تريدون قتل ضابط (لاصاص) , فإن كان ذلك حقا فدعني أرحل وأنجو بالنساء والأطفال حتى لاينتقم منهم عساكر العدو ). فطمأنت أخي وقلت له : ( لاشيء من ذلك في نيتنا مؤكدا له , ( بأن تواجدنا بالساحة ليس بقصد القيام بعملية وإنما لنظهر للشعب حضور جيش التحرير وتواجده بكل مكان خلافا لما يزعم العدو بأنه لم يبق بالميدان إلا جند فرنسا وجيش الخائن بلونيس ) فاطمأن أخي لما قلت وأعطاني عشرة خراطيش (ماط جديدة) , فوضعتها في صرة , وأنا أردد في نفسي بهذه الخراطيش سأقتل ضابط (لاصاص) بعد ثمانية أيام من إنطلاقنا ومع طلوع شمس يوم أحد أصبحت أترصد ضابط لاصاص , لكن فجأة رأيت ضابط لاصاص قادما على متن سيارة جيب وترافقه أخرى على متنها أحد (الحركة) لإبلاغه منزله فقلت لرفيقي : (هاهو طلبنا ) .
فقال : (إن هاجمناه الآن فكيف ننجو من مطاردة عساكره ؟! ولامكان نختبئ فيه.)
فتوسلت إليهما , فأبيا عندئذ تركتهما لشأنهما وحاولت الجري وراء ضابط لاصاص فلم ألحق به وكنت في حالة من الهيجان والإضطراب لعدم بلوغ هدفي وتخاذل رفاقي في مساعدتي , فاتجهة نحو منزل أحد المواطنين وهو المدعو عامر بن الصغير فطلبت منه شربة ماء .فلما رآني قال لي لو رآك إبني الصغير عامر لفر مذعورا لرؤيتك).
فقلتوهل أنا وحش حتى يفر مني إبنك ؟!)
فقال إن من يراك من الرجال في حالتك هذه لابد أن يدركه الفزع والذعر, فمابالك بالأطفال ؟!).
إثر ذالك نزعت بندقيتي وسلمتها لرفيقي عامر وطلبت منه أن يسلمني مسدس الكولت من صنع ألماني وطلبت منه أن يعود بالذخيرة والبندقية إلى وحدتنا .
فسألني لماذا أفعل ذلك ؟).
فقلتإنني أريد أن أسلم نفسي للعدو هيا عجلا وأهربا قبل أن آتيكما بجنود العدو !!).
عندئذ وضعت الكولت في حزامي وسرت فلحق بي شخص على متن دراجة أعرفه فسألته أن يعطيني دراجته لأنني تعبت من السير , فلما قربت من إحدى المقاهي التي تبعد عن مركز العدو بحوالي كيلومتر واحد , رأيت ضابط لاصاص قادما في سيارة جيب فقفزت من الدراجة فسقط مني المسدس في الأرض فألقيت بنفسي فوقه وحملته بطرف برنسي ونهضت وأنا ممرغ بالتراب وصرت أحيي العساكر الذين على متن الجيب فلما رأوني على تلك الحالة من الإرتباك والغبار على ثيابي صارو يتضاحكون , ولم يتوقفو ! أما أنا فقد واصلت على الدراجة سيري , فلما وصلت إلى المقهى التي يملكها عمر بختي .
قال لي : ( ألم تختر إلا هذا الوقت للمجيء إلى هنا وضابط لاصاص كما ترى يتجول فوق سيارة الجيب !؟).
فشربت قهوة ثم خرجت من المقهى فرأيت اليوتنان (مولي) يتحادث إلى أحد الأشخاص يسأله عن الحافلة وكان يهدده قائلاإذا لم يعد الأطفال إلى المدارس غداً فإنني سأحيل عليكم الأبيض أسود ), وكان مغتاضا لأننا سحبنا أوراق التعريف من أفراد الشعب , وهؤلاء لما سألهم جنود العدو قالو له : ( أنتم الذين أخذتموها منا , لأن اللباس هو لباسكم , والسلاح مثل سلاحكم ) .
وفي هذه اللحضة رأيت الفرصة سانحة وعزمت على قتله وكانت نفسي عامرة بالإيمان لم تتخلى عني شجاعتي ولم أرهب شيأَ .
فقصدت اليوتنان وإقتربت منه وحييته بيدي وتجاوته وكان حارسه بجانبه وأضنه يهوديا , يحمل بندقية رشاشة من طراز (ماط 49) بينما كان اليوت نان يقبض مقود السيارة عازي الرأس ويضع مسدس (كولت) في حزامه يتحدث إلى الناس .
فلما تجاوته قليلا وصرت خلفه عدت أدراجي فوضعت يدي على سيارة الجيب لأرتكز عليها, في هذه اللحضة رآني أحد المواطنين وكان يعرفني فحياني , فالتفت ضابط لاصاص إلى الخلف , وكنت قد أخرجت مسدسي و صوبته نحوه فلما رآني صرخ مذعوراً في الحين أطلقت عليه رصاصة في عينه اليمنى خرجت من مؤخرة رأسه وثنيت عليه بأخرى صوبتها إلى قلبه فخر صريعا يتضرج في دمائه , فالتفت حارسه وراح يطلق علي نيران بندقيته الرشاشة فأصاب بالصلية الأولى عمامتي وطاقيتى التي طارت من فوق كأنها عجلة سيارة , فلما أفرغ الرصاص راح يجري ورائي ففكرت في قتله هو أيضاً لكنه لم يلبث أن تردد ثم توقف عن ملاحقتي ولعله خاف أن يكون لي رفاق فيقتلونه , وكفاني الله شره .
وهكذا ثأرت لاختي الجزائرية وإنتقمت من عدونا الذي كان يريد إذلالنا بالتعرض إلاحرمتنا بالإهانة وشفيت غليل أبناء الشعب الذين أشاع في أوساطهم الرعب والفزع , وفي نفس اليوم الذي قتلت فيه الملازم (مولي) أفرج عن السيدة المعتقلة وعادة إلى بيتها .
وقد أقام الأعداء معلما تذكاريا للضابط مولي بالمكان الذي قتلته فيه, لكن الشعب أزال هذا المعلم عندما إستعادت البلاد سيادتها, وبنيت في مكان المعلم دار , كما أنه حدث أن أعتقل المجاهدان اللذان كانا معي في حملة تفتيشية وحجزا بمركز واد أشعير تحت التعذيب لمدة شهرين كاملين , وعلمنا أن زوجة اليوتنان (مولي) جائت إلى واد أشعير من فرنسا وقتلت المجاهدين رميا بالرصاص .
شهادات حية حول إعدام الضابط مولي
شهادة المجاهد أحمد عبد الرزاق حول عملية إعدام ضابط (لاصاص ) بوادي الشعير
ولدت عام 1922 بـ أولاد سليمان بن سرور إلتحقت بالثورة سنة 1955 م
بدأت العمل في الثورة حين إتصل بي العقيد علي بنمسعود أولى مهامي التي كلفني بها العقيد هي نقل الرسائل بين المسؤولين ثم المشاركة في تجنيد المواطنين.
بعدها تم تعييني كمسؤول تموين في الثورة وتتمثل مهمتي فب جرد وحفظ كل ما يتوفر عليه الثوار من ذخيرة ولباس وأدوية ومواد غذائية وأقوم بمعرفة مدى ملاءمة المخابئ لخزن المؤن ومن بين مهامي كذلك الإشراف على مراكز الخياطة وإستقبال وإستقبال مسؤولين كبار في الولاية السادسة والتكفل بهم والسهر على أمنهم .
هل لك أن تذكر لنا بعضهم ؟
مثل: سي الحواس حيث قمنا ببناء مكتب له بالكرمة قرب الزرزور والسعيد عبادو وغيرهم .......
- بما أنه كان لك دور كبير في الثورة بالمنطقة هل لك أن تحدثنا عن عملية إعدام ضابط (لاصاص) مولي(ضابط لاصاص وادي الشعير) وتحكي لنا بعض حكايتها .
المجاهد أحمد عبد الرزاق :
بالطبع أنا أكثر واحد أعلم بها وهذا بحكم علاقتي بمسؤولي الثورة بالمنطقة (يقصد علي بن مسعود ورويني) , وعملية إعدام "الضابط مولي" عملية كبيرة هزت قوات الإستعمار بالمنطقة وكلف بها المجاهد محمد قاسمي . - لماذا تم إختيار محمد قاسمي دون غيره لتنفيذ هذه العملية ؟ المجاهد أحمد عبد الرزاق:
لقد إختار قادة الثورة محمد قاسمي لهذه العملية الفدائية لذكائه وشجاعته وإتقانه إستعمال السلاح الناري والأهم تحمسه لتنفيذ هذه العملية .
- هل إلتقيت بالفدائي بعد تنفيذ العملية ؟ المجاهد أحمد عبد الرزاق: نعم إلتقيت به وهذا لأنه لجأ إلينا بجبل" الميمونة " بعدما نجح في تنفيذ عملية الإعدام , وقمنا بتهريبه إلى الحدود الشرقية لأن قوات العدو كانة تتعقبه.
-07- شهادة المجاهد يحيى خطاب / أمين قسمة المجاهدين ببلدية محمد بوضياف بمقر القسمة /الأحد على 14:00 .
في سنة 1957 كنت مسبل ببلدية محمد بوضياف ولما تم إعدام الضابط مولي علمت أن محمد قاسمي هو من قام بذلك لأنه كل الناس كانوا يتحدثون على هذه العملية فما كان مني إلى أن ألجأ إلى الجبل وبعد حولت إلى الشرق وإلتقيت بالمجاهد محمد قاسمي في سنة 1958 لأن المسؤولين كانوا قد هربو ه قبل ذلك إلى الحدود الشرقية بعدما نفذ عملية إعدام ضابط "لاصاص".
شهادة إبراهيم لمراتي :
ولد سنة 1938 بـ واد الشعير
كنت أعمل عند أزواوي بن توميسة في محل حدادة وذات يوم طلب مني التوجه نحو مقهى البختي لإحضر له شاياً وهذا صباحاً فوجدت محمد قاسمي أمام المقهى , فأخذة الشاي وإنصرفت إلى مكان عملي وبينما أنا عائد لاحضت سيارة الضابط الفرنسي متوقفة وبعض المواطنين يتكلمون مع الضابط وبعدما تجاوزتهم بأمتار سمعت طلقة نار فالتفت مذعورا وكم كانت دهشتي عندما رأيت الفدائي محمد قاسمي موجها مسدسه نحو الضابط مولي ليطلق رصاصة ثانية عليه ويفر
المجاهد عبد الحميد طويري
إلتحقت بالثورة سنة 1955 كمسبل .
- المطلوب منكم سيدي التحدث عن عملية إعدام الضابط مولي .
كنت في يومها في قرية بوملال التي تبعد 12 كلم عن بلدية محمد بوضياف كنا في وقت الظهر (أداء الصلاة) وفجأة أتى إلينا المدعوبن النعجة وأخبرنا بأن العساكر قاموا بحملة إعتقالات في واد الشعير وهم في طريقهم إلى بوملال ولايجب أن يجدونا مجتمعين فقلنا له ما السبب فأخبرنا بأن محمد قاسمي قد قام بأإعدام الضابط مولي حينها فر كل واحد منا في إتجاه وساد الشعور بالذعر والخوف في القرية علمنا بعدها أنه تم إعتقال 74 شخص ليتم إعدامهم .
-08- شهادة المجاهد عطية بن ضيف حول عملية إعدام الضابط "مولي"
ولدت سنة 1936 بوادي الشعير إلتحقت بالثورة سنة 1956 كباقي أبناء المنطقة بصفتي مسبل .
أما بالنسبة لعملية إعدام الضابط مولي فقد كنت شاهد عيان على العملية إذ أنني لازمت محمد قاسمي المدعو"جوكي" أياماً قبل تنفيذه العملية إلاغاية إعدام الضابط وذلك في يوم الأحد من شهر سبتمبر 1957 , ولقد إتصل بي المجاهد الجوكي و الشهيدين لقريشي عامر ودحمان من عرش أولاد أحمد وأخبروني سبب قدومهم إلى وادي الشعير و هو إعدام ضابط لاصاص وعلمت أن لديهم رخصة لبقائهم في المنطقة مدتها سبعة أيام وعلي ملازمتهم هذه المدة حتى تنفيذ العملية وأذكر أن المجاهدان عامر ودحمان رجعا إلى الوحدة في الجبل وبقي الجوكي يترصد الضابط وفي هذه الفترة أخبرني أنه عازم على قتل الضابط مهما كلفه الأمر حتى لو ذهب إليه إلى المركز , لكن تشاء الأقدار أن يتصادف وجودنا في المنطقة مع وجود الضابط مولي هناك , والشيء الذي أذكره أن الجوكي قد إقتنى دراجة هوائية من عند محمد بن مداني عندما مرت علينا سيارة الضابط وتبعه إلى المقهى حيث توقفت سيارة الجيب بالقرب من المقهى وتكلم الضابط مع مواطنين كانوا هناك , في هذه اللحضات دخل الجوكي إلى المقهى لبعض الوقت ثم خرج وتوجه نحو الضابط وأطلق عليه رصاصتين وترك سائقه حيا وفر لكن سرعان ما وجه السائق سلاحه نحو الجوكي مطلقا وابلا من الرصاص دون أن يتمكن من إصابته ثم حاول اللحاق به ثم عاد السائق إلى السيارة بعد تحذير أحد المواطنين له بوجود الفلاقة في ذلك الإتجاه لكنه وجد "مولي" قد مات , بعدها هربت بإتجاه الجبل وإلتقيت مرة أخرى بالجوكي في جبل بلخلد حيث واصل هو طريقه إلى جبل الميمونة .
شهادة المجاهد بوعيشاوي عيسى بن الهاشمي : بمنزله يوم 05/01/2011 تاريخ الميلاد 1915 بـ بن سرور إلتحق بالثورة عام 1955م بمنطقة الميمونة بوادي الشعير بصفته جندي وهاذا عن طريق المجاهد علي بن مسعود , بعدها وجه إلى العمل كمسبل فدائي ومن مهامه تشجيع الشعب على التجنيد وكذلك على جمع التبرعات للجيش , تم تعيينه شيخ بلدة سنة 1956 إلى غاية سنة 1961 حيث أعتقله العدو في مارس 1961 ليفرج عنه سنة 1962 كلمنا عن عملية إعدام الضابط " مولي " . فقال: تم تكليف المجاهد قاسمي محمد رفقة إثنين من المجاهدين من طرف قادة الثورة في المنطقة وعلى ما أذكر كان من بين مجموعة القادة أنذاك مهيري وقنتار . كلفوه ليقوم بعملية فدائية ليقتل الضابط مولي وبالفعل نجح في تنفيذ هذه المهمة وعلمنا أنه تم بعدها إعتقال مرافقيه وإعدامهما .
ومعتصماه............ بنبرة جزائرية
قرأنا في كتب التاريخ أن إمرأة وقعت في الأسر وسأمها سيدها الرومي في عمورية أصناف العذاب فلم تجد بدا من الصراخ (وامعتصماه) وبلغ صراخها المعتصم في بغداد فأقسم أن يجيبها فجهز جيشاً عظيما إلى العمورية فدك حصونها وحرر المرأة ثم سألها (هل أجابك المعتصم )؟؟ , إنها من أروع صور النخوة العربية الإسلامية التي السنين والأعوام .
وهذه الصورة التي نقلناها إليكم مطابقة مع الأولى التي أبى التاريخ محوها من صفحاته .