السلطة الإقليمية تتخلى عن وعودها بتنقيل سكان حي المسيرة (درب الجران) إلى تجزئة القدس و يستنجدون بعاهل البلاد محمد السادس نصره الله للتدخل في ملفهم الاجتماعي
عبد الرحيم العسري
×××××
إن خيبة الأمل قد تصيب سكان الزمامرة فردا فردا جراء الوعود الكاذبة و المواقف الصعبة التي تقدمها السلطة الإقليمية و تكتشف حقيقتها بعد لقاء سابق راح أدراج الرياح، بشأن ملف تنقيل من تبقوا من سكان حي المسيرة (درب الجران) إلى تجزئة القدس و المندرجة في إطار البرنامج الوطني "مدن بدون صفيح" و بعد التعليمات المقدمة من طرف عامل الإقليم إلى السلطة المحلية بالزمامرة من أجل الحصول على سكن لائق، اكتشف سكان الزمامرة و المعنيين بالأمر أن الغرض ليس قتلهم دفعة واحدة، و إنما الموت بطريقة الأجزاء فكلما ضاع حق مات جزء، و كلما غادرنا برنامجا إنمائيا مات جزء، و كلما قتل جيل بسبب المجاعة و سوء التعليم و الهذر المدرسي و غرها من الكوارث الاجتماعية مات جزء، فيأتي الموت الأكبر ليجد الأجزاء ميتة فيحملها المجتمع و يرحل.
و قضية درب الجران واحدة من هاته الماسي التي تعيشها مدينة الزمامرة رغم توفر سكانها على شواهد إدارية موقعة من السلطة المحلية بتاريخ 15 دجنبر 2010 تؤكد بأنهم مسجلون في لائحة المستفيدين من قطع أرضية بتجزئة القدس في إطار برنامج مدن بدون صفيح تهمس في أذن الجهات المسؤولة بصوت صاخب الويل لأمة انعدمت إنسانيتها باسم الانتخابات، و باسم المسؤولية الخادعة ..
أمام سياسة التماطل و عدم الوفاء بالالتزامات، لم يجد سكان حي المسيرة (درب الجران) إلا الاستنجاد و مراسلة عاهل البلاد جلالة الملك محمد السادس، يستعطفونه لإصدار تعليماته السامية إلى السلطة الإقليمية بسيدي بنور لإيجاد حل لهذه القضية.
تجدر الإشارة أن السلطة المحلية و الإقليمية و المجلس الحضري للمدينة عقدوا عدة لقاءات مع سكان درب الجران و قدموا لهم وعودا بإيجاد حل عاجل لقضيتهم في أقرب الآجال لكن الأجل بات محكمة و مستنقع بيوت الصفيح مشنقة ساكنيها.
الكل يعلم مأساة ما يعانونه سكان البيوت القصديرية في درب الجران هل تصلح لشيء غير إعادة إنتاج الماسي، و إنتاج مخلوقات لا تصنع حضارة و لا تفكر إلا في لذتها اللحظية، و تعيش أجواء محمومة و دعوات تؤجج الوضع.
أما الإنسان العاقل فهو يفكر في تبعات خطواته، و لذلك يستطيع أن يتغلب على المشاكل و الصعاب و يبني و يعمر، فهل من مستجيب.
×××××