من رجــالات تسالة لمطــاعي
نبذة تاريخية موجزة عن حياة و بطولات و تضحيات
الشهيد العيـــون عــلي
مولده:
ولد الشهيد العيون علي في 1910/11/03مشتة أولاد صالح بلدية تسالة لمطاعي التابعة للقسم الثالث. الناحية الثالثة. المنطقة الأولى. الولاية الثانية. حسب التقسيم الثوري. لأبيه رمضان وأمه مطاعي الزهرة.
نشأته:
نشأ في وسط عائلة متماسكة ومحافظة على تقاليدها العربية و الإسلامية تعتمد في معيشتها على الفلاحة الجبلية القليلة المردود وتربية المواشي وقلة الأشجار المثمرة والزيتون وتارة هذا النوع يتعرض للكساد بفعل العوامل الطبيعية فتتدهور ظروف العائلة فيلجا أفرادها القادرين على العمل إلى الهجرة الداخلية أو الفلاحة عند الغير إلا أن الشهيد بقي صامدا في منطقته و يعمل إلى جانب أسرته في الكد والجد من اجل الحصول على لقمة العيش الذي أصبح يحصل عليه بصعوبة من جراء ظلم المستعمر حيث حرمه من نعمة تعلم القراءة و الكتابة إلا أن هذا الحرمان أعطاه درسا و استعدادا للتضحية عندما يحين الوقت. الشهيد لم يؤدي الخدمة الإجبارية . وعندما بلغ الفحولة تزوج من السيدة بويزار خديجة و أنجبت له أربعة أولاد – 2 ذكور. 2 إناث
التحاقه بالثورة المجيدة 1954/1962:
التحق بصفوف الثورة في عام 1956 بدوار تسالة التابع للقسم الثالث الناحية الثالثة كمسبل ثم مسؤول دشرة أولاد صالح برهن طيلة حياته على مدى إخلاصه و حبه للوطن حيث شارك في تحطيم الجسور والطرق التي تمر عليها قوافل الجيش الفرنسي دائما انطلاقا من ميلة في اتجاه مراكز تسالة و تمانتوت بهدف عرقلة حركة الجيش الفرنسي حتى يتسنى للمجاهدين القيام بأعمال الثورة ونجاحهم في الاتصال بالمواطنين وحثهم على مساعدة الثورة وهكذا كان مسؤول القرية يجمع الاشتراكات و الزكاة من المواطنين وحثهم على احترام و تنفيذ أوامر الثورة كما كان يستقبل قوافل المجاهدين من جيش التحرير ويزودهم بالتموين و المعلومات والبغال لنقل التموين والجرحى إلى مستشفيات الثورة و مراكز جيش التحرير الوطني بالمناطق الجبلية وكان يقوم بتنظيم الحراسة الشعبية لمراقبة تحركات العدو وحث المواطنين على الاعتماد على أنفسهم في جلب قوت عائلاتهم وذاك بالقيام بالأعمال الفلاحية و تربية المواشي حتى لا يكونون عرضة لإغراءات المستعمر الذي استعمل حيل جهنمية متمثلة في توزيع كميات قليلة من الشعير المواطنين بهدف إبعادهم عن مساندة الثورة. و هاته اعمال قليلة من الكثير الذي قدمه هذا الشهيد لصالح الوطن والثورة.
ظروف استشهاده:
كانت عن طريق وشاية من عجوز سدجة الفكر لم تعرف طيلة حياتها المخادعة والمناورة حيث جاءتها مجموعة من الحركى متلبسين بلباس شبيه بلباس المجاهدين و قالوا لها نحن جنود المحفوظ مطاعي نبحث على مسؤول القرية
و رفاقه لنا عمل معهم فدلتهم على مكان تواجدهم بالجرف فذهبوا إلى حالهم .................
وعدّوا العدة للهجوم على مكان تواجدهم و حيث العجوز أعطتهم حتى بعض أسماء المجاهدين وفي الصباح الباكر وجد 5 مجاهدين أنفسهم في حصار شديد من طرف عساكر الجيش الفرنسي يتقدمهم القومية ووقع إطلاق النار بالتبادل بين الطرفين و هكذا كان استشهاد البطل العيون علي مع رفاقه بوشاعت رمضان بومعزة احمد و بوهزيلة محمد و جرح اثنان هما دعماش علي و مايدة شعبان .مع الملاحظة أن الشهيد له أخ شهيد العيون الدوادي و أخ مجاهد توفي بعد الاستقلال.
أيها الشهداء وفاءا لتضحياتكم ونضالكم الطويل المليء بالمخاطر من اجل الدين والوطن هاهم رفاقكم المجاهدين الذين لم تكتب لهم الشهادة وأبقاهم الله على قيد الحياة لصيانة الأمانة التي تركتموها لهم والرسالة التي استشهدتم من اجلها وهي رسالة نوفمبر.
وتطبيقا لقوله تعالى: ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) - صدق الله العظيم-
فإخوانكم المجاهدين كانوا في الموعد و بلغوا رسالاتكم وتضحياتكم لتبقى نبراسا تنير طريق الأجيال القادمة حيث أصبح
اسمكم الإخوة العيون مثبت و مخلد في المكتبة البلدية طالما حلمتم بنشأتها وهي احد أمنياتكم وانتم تندرون أنفسكم
للجهاد في سبيل الله و الوطن و ها هي الأمنية تحققت و انتم شهداء أحياء عند ربكم ترزقون كما جاء في الآية الكريمة
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) - صدق الله العظيم –
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار