وجعلوا له من عباده جزءا
____ الآية: {وجعلوا له من عباده جُزءا} ______
كُلُّ الأئمةِ يقولون من قال: "للهِ حَجْمٌ" أو أنَّهُ"جسم" كَفَرَ.
المجسِّم هو الذي نسب لله صفة من صفات الأجسام كالهيئة والشكل والحجم والتركيب والتجزُّءِ والتّبْعيض.
أقوال علماء المذاهب الأربعة في المجسمة:
قال الشافعيّ : "المُجَسِّمُ كافرٌ" كما نقلَ عنه السيوطيُ في الأشباهِ والنظائر.
الكمالُ بنُ الهُمامِ الحنفي في شرح فتحِ القديرِ المجلد الأول في كتاب "الصلاة" في باب صفةِ الأئمةِ، يقول: "من قال إن الله جسْمٌ لا كالأجسامِ كَفَرَ، وهو الأَوْلى به التكفيرُ، ولا تصّحُ به القُدوة" (أي لا يُقتدى به في الصلاة لكُفْرِه).
الإمام أحمد بن حنبل قال: "من قال اللهُ جسمٌ لا كالأجسامِ كَفَرَ (رواه عن أحمد أبو محمد البغداديُّ صاحبُ الخِصالِ من الحنابلةِ ) كما رواه عن أبي محمدٍ الحافظُ الفقيهُ الزَرْكَشي في كتابه "تشنيف المسامع" المُجلد 4 (ص/684) ( ص/14) و كذلك نقله غيره.
وقال أحمد عن الجسم: "ولَمْ يَجيءْ في الشَّرعِ فَبَطُلَ".
في كتاب المِنهاج القويم شرحِ شهابِ الدينِ أحمدَ بنِ حجر الهيتمي على المقدمةِ الحَضرمية ص/224 يقول:
"واعلم أن القرافيَّ (مالكي المذهب) وغيره حكوا عن الشافعيِّ ومالكٍ وأحمدَ وأبي حنيفةَ رضي الله عنهم القولَ بِكُفرِ القائلين بالجهةِ والتجسيمِ, وهم حقيقون بذلك". أي يكفُرُ من يقول أن الله "جسمٌ" أو أنّه سبحانه في "جهةٍ" من الجهات الستّ والعياذُ بالله سواء الفوق أو التحت أو القدام أو الخلف... تنزَّه الخالقُ وتقدَّس. فالله ليس جسماً ولا حجْماً ولا يحتويه مكان ولا يجري عليه زمان
قال تعالى: {ومن يُشاقق الرسولَ من بعد ما تَبَيَنَ له الهدى ويتبع غير سبيلِ المؤمنينَ نولَّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنَّمَ وساءت مصيرا}.