... الغول الكبير الذي يدعى الوقت...
. الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه أجمعين..
.السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
*** الوقت هو اللغة التي نتواصل بها مع الزمن
فالوقت سلاح ذو حدين ينفع إن أحسن استغلاله، ويضر إن أُسيء استغلاله، فإذا أحسن الإنسان استغلاله وملأه بالنافع المفيد كان خيرًا وبركة، وإن أساء الإنسان استغلاله وملأه بالضار كان شرًّا ونقمة،وقد ساق الله في كتابه صورتين؛
الأولى: لمن أحسنوا الانتفاع بأوقاتهم فكان مآلهم حسن العقبى،...والأخرى: لمن أساءوا الانتفاع بأوقاتهم، فكان مآلهم سوء العقبى، **
إن الوقت سريع المرور والانقضاء، ولا يعود أبدًا إذ هو حركة الأفلاك، وتلك لا تتوقف أبدًا، فهو يمر بمرورها، وينقضي بانقضائها، ويبدأ مروره وانقضاؤه من لحظة الولادة، وإذا مرَّ أو انقضى كله أو بعضه ولو يسيرًا، فلا يعود أبدً
والعمر محدود، ونهايته لا يعلمها إلا الله عز وجل، إذ هو هذه المساحة الزمنية التي تبدأ بمولد الإنسان وتنتهي بوفاته، ولا يعلم هذه النهاية إلا الله عز وجل، سبحانه وتعالى.
** نعم أخي القارئ ...الوقت له أهمية قصوى في حياتنا ، فهو عمادها الاساس ورونقها الخاص , بالوقت تضبط الامور ، ويسيطر على الاشياء , بالوقت يعرف العمل وبه يقاس الانجاز ، بالتوقيت نعرف المواقيت ، وبالوقت نسجد لرب العباد ، الوقت هو الاساس الوقت هو المقياس الوقت هو ظرف الزمان والوقت هو اللغة التي نتواصل بها مع الزمن
الوقت لا يرحم , لا يجامل ، لا يهادن ، فهو سيف ان تركناه وهو حمل وديع ان اطعناه ، قد يحن فيسعفنا ، وقد يتشدد من ناحية اخرى فيقطعنا ، ومهما حاولنا قتله فلن نستطيع لان الضمير الحي في قلوبنا يسائلنا ، ( وعن عمره فيما افناه ) فمهما جملنا الفراغ فسيظل الوقت نعمة نغبن فيها لنعرف بعد حين اننا كنا في سبات والوقت هو المنتصر الوحيد
ولكن ما هو الوقت ... هل الوقت هو هذه العقارب المتحركة ، هل هو تلك الحالة الشعورية التي تصيبنا وقت الازمات فالوقت لدى المنتصر ليس ذلك الوقت لدى الخاسر ، والوقت لدى من يَنتظر ليس مثلما يُنتظر وهكذا دوال وهنا اعجبني قول فيلسوف (هذه العقارب متوقفة فلماذا تجاوزني الزمن ) قالها هذا الفيلسوف ليؤكد له اخر خائر بقوله ( راحت علينا ) او ( فاتكم القطار ) فنحن في هذه الصيرورة الوقتية نتساءل هل يمكن لعقارب صامتة ان تهوي بنا في اودية بعيدة وهل يمكن لهذا الزمن الكبير ان يتشكل في ساعة معلقة في فضاء صامت
لماذا الوقت لماذا كل هذا الصراع على الوقت على كافة الاصعدة ، اعتقد بان الوقت له من الاهمية ما له فلا تستطيع في وقت رمضان ان تفطر قبل الاذان بثانية ، ولا تستطيع ان تتحدث في موضوع فآته الوقت ، ولا تستطيع ان تسترجع الوقت الضائع وأنت حينها اما ان تعيش في ماضيك الذي تجاوز الدقائق او ان تفكر في مستقبلك الذي سيأتي بعد ثوان من الان ، او انت تفكر في قوة الان ، في لحظتك الانية فهي الحقيقة المطلقة في الحياة ، كل هذه الحقائق وكل هذه الامور الانفة تجد ان الوقت هو الحكم فيها وهو الاساس ، وأنت من تجعل اوقاتك جميلة هانئة وأنت من تملؤها حسرة بائسة فالخيار خيارك ، ولا تقول حينها بندم فآتني الوقت .
والوقت مربوط بالفرص او هي مرتبطة به فالفرص تتسابق في مضمار الاوقات واللحظات تتسارع في سباق الزمن ، والفائز من اغتنم اللحظة ، وعرف كيف يقتنص الثواني من فم ذلك الاسد الكبير الذي يدعى الوقت****
والجزائريون يسمون الصلوات الوقت فتجد احدهم يقول لك ان فآتتك فريضة فاتك الوقت وان خاف فواتها قال لك لا يفوتك الوقت ، وهذا من شدة حرصهم على الوقت وأهميته ربطوه بالفرضية العظيمة والركن الثاني من اركان هذا الدين العظيم أتكلم على المحافظين على الوقت ليس الا.......نعم ...نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا ....هذا وأكثروا من الصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آلـه وصحبه وسلم تسليما الى يوم الدين..