جمعية الاباء والمؤسسة العمومية
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
×××××
لا شك أن المؤسسة التربوية لا يمكنها أن تقوم بجميع الأعباء، فكان لزاما على الفاعلين أن يبحثوا عن شريك إضافي كي يساهم في رقي المؤسسة ولم يكن هذا الشريك الفعلي سوى جمعيات الأمهات والآباء والأولياء والتي كان دورها مقتصرا على جمع الأموال والبحث عن حلول ترقيعية لسداد بعض الثغرات داخل المؤسسة . ولكن لما أصبحت هذه الجمعيات شريك حقيقي وهذا هو الصواب و شريك في الهم التربوي ومساهم قوي في تفعيل نجاح المؤسسة والعبور إلى بر الأمان والمساهمة في تحفيز التلاميذ للإقبال إلى المؤسسة وكلهم أمل في غد أفضل وتعليم أرقى وأفضل ، يظهر عمل الجمعيات ودورها في الانفتاح على الأطر التربوية داخل المؤسسة فبدلا من الاصطدام مع الأساتذة يجب أن ننهج الجمعية خيار الحوار والتواصل إذ انه لا يوجد دور محدد لجمعية الآباء فهي فاعل ككل الفاعلين تقترح توجه تساهم والأساسي هو اعتبارها قوة اقتراحيه إلى جانب الإدارة والطاقم التربوي فيمكن للجمعية عقد شراكات والقيام بأنشطة ثقافية ورياضية بشراكة مع الإدارة إلا إننا أصبحنا نرى أن ما أصبحت عليه بعض الجمعيات أصبح يبعث على الشفقة كون الجمعية أصبحت مرتبطة ارتباطا وثيقا بزجاج المؤسسات والمرافق الصحية والوشاية بالأساتذة مما جعلها ثقلا زائدا داخل المؤسسات وليست أداة بناءة. فالجمعية لايجب اختزال دورها في جمع رصيد مالي او ربط علاقة بالمسؤولين إنها مسؤولية يومية وقوة اقتراحيه . إذ انه مع ظهور جمعية مدرسة النجاح ارتاح رؤساء الجمعيات من عمل المقاولة وسيصبح لزاما عليهم السهر على الأنشطة الجمعوية بدرجة كبيرة ونتمنى أن يفهم رؤساء وأعضاء المكاتب أنهم شركاء وليسوا مخبرين حيث هناك جمعيات أصبحت تعرقل سير المؤسسات .
فليس في صالح العمل التربوي أو حتى في صالح المتعلم نهج سلوك ينضاف إلى التخريب الذي وصل إليه التعليم .فبفضل الجمعيات الفاعلة التي تضم العقلاء من الآباء وبفضل الغيورين على الرسالة التعليمية من أصحاب الرسالة يمكن أن نعبر بمدرسة عادية إلى مدرسة ناجحة ، فدور الجمعية أصبح خطيرا جدا كونه شريك وليس وجوده من باب النافلة فهي تسهر على البحث عن موارد إضافية والمساهمة في تقريب وجهات النظر وجعل المؤسسة البيت الثاني للمتعلم بدل أن يكون الشارع بمفهومه القدحي هو الملجأ. فكل جمعية تبني وجودها على برنامج تشاركي او كل جمعية تبني برنامجها على المغالطات ينعكس ذالك على المدرسة والمتعلم .فعلى المكتب التنفيذي أن يخرج من باب الانتظارية، والبحث عن حلول للتمكن من رفع التحدي والارتقاء بجودة التعليم والمتعلم . وحرصا على أن يكون البيت امتدادا للمدرسة والعكس صحيح .
وباعتبار الأسرة محيط التلميذ الأول الذي يساهم في إعداده من جميع الجوانب الثقافية والدينية والصحية والنفسية ، فلن يتأتى بلوغ هذه الغايات النبيلة إلا بتكاتف جهود كامل أفراد أسرة التعليم وأولياء التلاميذ فرادى أو من خلال ممثليهم في جمعيات .
فبقدر ما كانت هذه العلاقة علاقة منسجمة ومتكاملة بقدر ما أثرت إيجابيا على التلاميذ وعملت على نجاحهم الدراسي والتربوي لأن الدراسات العلمية أثبتت مما لا يدعوا للشك أن نمو الطفل وانسجامه ونجاحه ثمرة مرهونة بمدى توطيد العلاقة بين كل من المدرسة والأولياء .
وفي الأخير نسأل الله السداد والصواب لي ولكل من يريد الخير لهذه البلاد. ولأبنائنا جميعا .
والسلام