استعدوا للعشر الأوائل بتوبة صادقة
!كيف يكون تائبا
من تتبع خطوات الشيطان،
فسهر حتى نام عن صلاة الفجر،
ورافق أهل الشهوات والغفلات فأحاطت به ظلمات الوزر،
وغرق في المباح حتى جرَّه إلى الحرام.
كيف يكون تائبا!
من تكرَّر منه ذنبه فما ندم،
وانسلخ قلبه من كراهية المنكر فما بالى علام قَدِم،
فصارت الغيبة فاكهة لسانه،
وتضييع الصلاة وتأخيرها عن وقتها عاقبة منامه.
كيف يكون تائبا!
من استمرأ إطلاق البصر دون احتراز من أماكن المنكرات أو أدنى حذر!
كيف يكون تائبا!
من لم يحزن على ذنبه بل وجاهر به وافتخر!
كيف يكون تائبا!
من عاهد الله على الاستقامة مرارا ثم غدر!
كيف يكون تائبا!
من رأى التوبة قاصرة على أصحاب الكبائر؟!
وأصحاب الكبائر في قاموسه ليست غير أهل الزنا والخمر،
وما عدا ذلك فذنب مغفور!
ونسي أن إصراره على الصغيرة كبيرة،
وأن ذلك من أعظم الخطر،
كما أن معظم النار من مستصغر الشرر.
كيف يكون تائبا!
من أحب العاصين ووالى الظالمين واختار صحبته لا على أساس الدين،
بل بما حازوه من الجاه والسلطان والملايين.
هؤلاء..
توبتهم مغشوشة..
ورجوعهم إلى الله مزيف..
وشيطانهم يقهقه ساخرا منهم،
فرحا بتزيين الضلالة لهم (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).
يا كل هؤلاء..
اليوم فرصتكم لتعرفوا معنى التوبة قبل أن تلقوه،
وتحققوا معنى الإيمان الذي ادعيتموه،
ولوكان الوحي ينزل إلى اليوم لنزل فيكم:
(قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا)
هل لكم في ..نوبة إفاقة ..
وتوبة صادقة يرحمكم الله!