:
في عهد مضى كان التعليم الخصوصي لا يلجه إلا من خفق في التعليم العمومي حيث لم يكن محط اهتمام المغاربة إيمانا منهم وثقة في التعليم العمومي الذي أنتج لنا عدة كفاءات من العلماء في عدة ميادين وتخصصات ومن هؤلاء الذين ناضلوا من اجل استقلال البلاد وتطهيرها من المستعمر و رفع العلم الوطني عاليا أمام المجتمع الدولي ومنهم من انخرط في مسلسل التنمية بأفكارهم وثقافتهم هكذا عهدنا التعليم في بلدنا. لم يكن حكرا على احد حيث كانت تلجه كل الفئات المجتمعية وكثيرا ما كنا نجد اغلب المتفوقين هم من أبناء الضعفاء و من خلال هدا التصور بدأت الطبقة الغنية بالتفكير في تعليم يتلاءم مع طبيعة أبنائهم فكان أول تعليم خصوصي لجأ إليه هؤلاء كان ببلاد المهجر وكان هدفهم الحصول على الشهادات الأجنبية وفئة أخرى أتيحت لها الفرصة لإدماج أبنائها في مؤسسات تعليمية أجنبية خاصة قائمة في البلاد أسسها المستعمر لتعليم أبنائه أما الفئة المعوزة فأبنائها كانوا يلجون تعليما غير مكلف وهو الكتاتيب القرآنية وهكذا بدأ التعليم الخصوصي ينتشر وينتعش وبدا انتعاش المستثمرين فيه حيث أصبح تجارة مربحة وللحفاظ على سيرورة هدا المشروع يتعمد أربابه تضخيم النقط والمعدلات ( للزبناء ) بدل استعمال كلمة التلاميذ وبهده الطريقة أصبح التعليم الخصوصي يضرب عمق التعليم العمومي حيث أن المستوى التربوي تدنى وأصبح ضعيفا في غياب تركيز الأطر التربوية بملأ أوقاتهم بين الوظيفة العمومية والوظيفة الاظافية بالتعليم الخصوصي وهكذا فتح المجال الأوسع لهؤلاء التجار لاستقطاب العدد الأوفر من الزبناء ويبقى التعليم العمومي في مرحلة متأخرة من حيث آليات الإشتغال و نقص بعض المواد التي تعتبر أساسية لتكوين الأجيال كالموسيفى والمسرح , أظف إلى هذا التفسيم الزمني الذي لا يستجيب للظروف الملائمة لمنح الأستاذ فرصة التحكم كما أن دور التعليم الأولي أساسي للتحكم في المستوى المطلوب لدى التلاميذ ويجب على الطفل أن يلج التعليم الأولي لمدة سنتين قبل التحاقه بالتعليم الأساسي شريطة أن يكون هدا التعليم مقنن يضم مربيي ومربيات حاملين لشهادة التكوين التربوي ويشترط أن تكون اللغة الفرنسية مادة أساسية في تربية هذه الناشئة ويجب محاربة العشوائية في هذا القطاع لأنه الركيزة الأساسية لبناء مجتمع سليم وقوي.
