نحن نعيش أزمة أخلاق، هذه عبارة تتردد على ألسنة المحللين والمتابعين لحال الناس فى مصر المحروسة هذه الأيام، وهذه الأزمة أرى أنها أساس جميع الأزمات التى نعيشها بل هى سببها ونتيجتها فى أن واحد. قد تكون السياسة أو الاقتصاد وأزماتهما المتكررة هى السبب فى أزمة الأخلاق التى نعانى منها، فالفشل فى السياسات العامة للدولة، وما يتبعه من فشل فى السياسات الاقتصادية التى تضيق على الناس حياتهم، يجعل الناس فى ضيق لا ينفع معه التزام مبادئ الأخلاق الحسنة. وقد تكون التربية التى ضلّت طريقها إلى البيوت، حيث انشغل الآباء والأمهات بالعمل لكسب المال اللازم للحياة، فتركوا أبناءهم فريسة للتليفزيون يربيهم على التمثيليات والأفلام التى تسىء إلى الأخلاق الحسنة أبلغ إساءة، فيتخذ الأطفال قدوتهم القدوة من الشخصيات الفاسدة ومدمنى المخدرات والدعارة واللصوص، التى يبرزها لهم المؤلفون فى تمثيلياتهم وأفلامهم وتضيع الأخلاق الحسنة منهم ومن المجتمع الذى يعيشون فيه. التربية التى هجرتها المدارس رغم أنها العنوان الأبرز لعملها، فكيف نجنى من الشوك العنب، وأين يتعلم الصغار الأخلاق، وكيف يكون قدوة ومثلا للصغار ذلك المدرس الذى يمد يده إليهم ليسرق منهم جهد آبائهم، لكى يلقنهم فى البيوت، ما يجب أن يلقنهم إياه فى المدرسة، وهو يحصل على راتبه من أجل ذلك، لكنه سوء الأخلاق الذى أوجدته قضايا السياسة الفاشلة، وعواقب الاقتصاد غير المستقيم والذى تعانى منه مصر الآن.
تقييم:
0
0
مشاركة:
التعليق على الموضوع
لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===
في موقع خبار بلادي نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين خدماتنا. وبالضغط على OK، فإنك توافق على ذلك، ولمزيد من المعلومات، يُرجى الاطلاع على سياسة الخصوصية.