فضاءات شنهور

شنهور

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل لما خرج للاستسقاء

قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل لما خرج للاستسقاء

يذكر أن موسى - عليه السلام - خرج يستسقي ببني إسرائيل ،
وكانوا سبعين ألفًا ، وكان في السماء بعض سحاب ،
فقام نبي الله موسى – عليه السلام – يدعو وبنو إسرائيل يؤمنون على دعائه ، وفجأة بدأ السحاب يتفرق ، وكانت مفاجأة لا يتوقعها أحد .

كيف لا يجيب الله دعاء كليمه موسى عليه السلام ؟
وعندها قال موسى مناجيًا ربه : رب ما عودتني هذا ، وإنما عودتني إذا دعوتك أن تجيب دعائي ، فجاء الجواب من الله جل في علاه : يا موسى إن بينكم عبدًا لي عصاني أربعين سنة ، وإني لن أسقيكم ما دام بينكم ، فمره يخرج حتى أسقيكم .
فقال موسى : رب وكيف لي به ؟ أعلمني إياه حتى أخرجه .
فقال له رب العزة والجلال : بل ناد في بني إسرائيل : يا من عصيت الله أربعين سنة أخرج من بين أظهرنا حتى يسقينا الله .
فقال موسى : رب ، وأنّا لي أن يبلغهم صوتي وهم سبعون ألفًا ؟
قال : يا موسى عليك النداء وعلينا البلاغ .

فجمعهم موسى في صعيد واحد ، ثم قال لهم ما أمره به ربه جل وعلا ، فصار الناس ينظر بعضهم إلى بعض ، وكل يرجو ألا يكون هو المراد ، ولكن لم يخرج أحد ، فأعاد موسى النداء ولم يخر أحد ، وأعادها الثالثة وقال : ويلك يا من عصيت الله أربعين سنة ، سيهلك الناس بسببك فاخرج من بين أظهرنا .

وكان الرجل المقصود ينتظر في كل مرة ينادي فيها موسى أن يخرج غيره ويتمنى أن لا يكون هو المعني بكلام موسى ، ولكن في المرة الثالثة أيقن أنه المراد ، وخاف الفضيحة ، وصارت نفسه تراوده ويراودها ، هل أخرج حتى لا يهلك الناس ؟ أو أبقى حتى لا أفضح ؟ وبينما هو كذلك متردد بين الخروج وعدمه قرر أمرًا ثالثًا خطر في باله ، ترى ما هو ؟

لقد قرر أن يتوب إلى الله ، نعم قرر التوبة إلى الله ،
فغطى رأسه بجبته ثم قال : رب عصيتك أربعين وسترتني أفتفضحني اليوم ؟!

اللهم إني تبت إليك اللهم اسقنا الغيث ولا تفضحني اليوم .

المفاجأة :

وخلال لحظات وإذا السحاب يجتع من كل مكان ويتآلف بينه ، والناس ينظر بعضهم إلى بعض ، وينظرون إلى موسى ، وينظر موسى إليهم ، ترى أين موعود الله ؟ ألم يقل موسى إن الله لا يسقينا حتى يخرج الرجل ؟ ولم يخرج أحد !! .

ونزل المطر وسقى الله العباد .

فقال موسى مناجيًا ربه متعجبًا : رب سقيتنا ولما يخرج الرجل وأنت قلت لن تسقينا حتى يخرج !! .

فقال الله لموسى : يا موسى إنما سقيتكم بالذي منعتكم به .

فقال موسى : كيف ولم يخرج الرجل ؟ فقال الله : يا موسى لقد تاب الرجل .


فانظروا - يا رعاكم الله – كيف أن هذا الرجل بعد أن منع الناس القطر بسببه وسبب ذنوبه سقاهم الله بسببه وسبب توبته ، فصار وليًا من أولياء الله مجاب الدعوة بكلمة قالها ولكن بصدق .

عند ذلك أحب موسى أن يرى هذا الرجل فقال : رب أرني إياه يكون من خاصتي فكان الجواب من الله جل وعلا : يا موسى عصانا فسترناه أفإن تاب إلينا فضحناه ؟!.
اللهم اغفر لنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم

* القصة ذكرها ابن قدامة في كتابه التوابين


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة