خطير : انتشار بيع وتعاطي المخدرات بجماعة ايت عميرة والدرك الملكي في قفص الاتهام
لا يختلف اثنان في جماعة ايت عميرة اقليم اشتوكة ايت باها، بخصوص خطورة الحالة الراهنة التي تعيشها جماعتنا الحبيبة ، من حيث استفحال وانتشار آفة تعاطي المخدرات بالمنطقة، لحد أن صار كل حي من الأحياء وكل ركن من الأركان وكل ساحة من ساحات ايت عميرة مرتعا خصبا وملاذا آمنا لتعاطي وبيع مختلف أنواع المخدرات وغدت أنواعها شائعة ومنتشرة بين القاصي والداني، الصغير والكبير، رجالا ونساء، وكأن لا أحد سواء من المدمنين عليها أو المسؤولين على محاربتها والحد من انتشارها بالجماعة يعي مدى خطورة هذا الفيروس المميت وجسامة هذه الآفة التي تعد واحدة من أعقد المشاكل التي تهدد المجتمعات في عصرنا الحالي، وذلك بعد أن أصبح الإقبال على تعاطي هذه السموم بأنواعها المعروفة لدينا ،بالحشيش والقرقوبيو التنفيحة، إلى ما لا آخر من الأسماء والأنواع المختلفة والمتغيرة في كل لحظة وحين… ناهيك عن التدخين والخمور التي يمكن إدراجها أيضا في هذه الخانة، أصبحت ظاهرة شائعة وشبه عادية بين شباب اليوم بالخصوص، وإن كانت آفة المخدرات تستهدف المجتمع بجميع فئاته العمرية والاجتماعية إلا أن خطورتها الحقيقة تكمن في استهدافها لفئة الشباب بالذات ذكورا وإناثا، مما ينعكس سلباً على كافة النواحي المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للبلاد، الأمر الذي يشير بوضوح إلى الخلل البين في منظومة القيم الاجتماعية لمجتمعاتنا المعاصرة.
ولقد أكدت مجموعة من الدراسات والبحوث الميدانية والأكاديمية وطنيا ودوليا على أن تعاطي هذه المخدرات هو نقطة الانطلاقة لارتكاب الكثير من الجرائم وظهور العديد من الاختلالات الاجتماعية على اعتبار أن مدمن هذه المخدرات يسعى جاهدا وبكل الوسائل الممنوحة والممنوعة للحصول على ثمن تلك السموم ولو على حساب أسرته ومجتمعه، ممتطيا أعلى مراتب النرجسية، متغاضيا عن كل ما يمكن أن يتسبب فيه من مشاكل عويصة تتمخض عنها العديد من المآسي الأسرية والاجتماعية كالطلاق، التفكك الأسري، الاغتصاب بشتى أنواعه الشاذة منه على الخصوص، الانتحار، الهدر المدرسي، السرقة، القتل وغيرها من المظاهر التي بدأنا نعتاد على وقوعها ومشاهدتها في مجتمعنا دون أن نحرك ساكنا، في الوقت الذي تعرف فيه ايت عميرة نزوحا اجتماعيا وهجرة سكانية عشوائية غير منظمة من شتى أنحاء المغرب ، خصوصا ما تعرفه المنطقة من رواج اقتصادي وخصوصا المجال الفلاحي ، بحث تتوفد على المنطقة وفود من مختلف المدن المغربية لاسيما مع اقتراب دخول الموسم الفلاحي ، وهنا نجد المستأمنين على البلاد والعباد من رجال الدرك الملكي والسلطات المحلية الهائمين في واد ايت عميرة في واد أخر بينهما برزخ لا يبغيان، متقاعسين عن حماية ساكنة ايت عميرة من هذه الآفات التي تلم به من كل جهة، ولعل آفة انتشار المخدرات والإدمان عليها أخطرها وقعا على المجتمع.
وأمام غياب أي استراتيجية للحد من زحف هذا السرطان والقضاء عليه بايت عميرة، عبر القبض على مروجي هذه السموم وعلاج مدمنيها بخلق مركز لتقويم وعلاج مدمني المخدرات على غرار ما هو معمول به بمدن أخرى، لا يسعنا إلا ترقب الأسوأ وانتظار العواقب الوخيمة التي ستأتي علينا جميعا والعياذ بالله ولنا عودة في الموضوع حول تفاصيل متعلقة بين كيف يتم تعامل رجال الدرك الملكي والسلطات المحلية مع تجار المخدرات خصوصا الجانب المتعلق بالاتاوات .
سعيد الدين بن سيهو