عمر الخطيب الذي رحل بصمت
عمر الخطيب الذي رحل بصمت!!
دبي -علي القحيص:
رغم جلجلة صوته الجهوري القوي وحماسه العالي للبحث عن المعلومة الصحيحة والإجابة الشافية التي تنفع المتلقي العربي، وتغذي العقل المتعطش للمعرفة والمنفعة، وضجره، وسخطه من المثقف حين لا يفهم تخصصه ولا يجيد الإجابة المطلوبة منه، وتشجيعه للشباب واندفاعاً بانبهار حين يكتشف موهبة شاب أو شابة في أحد لقاءاته التلفزيونية المثيرة، إلا أن وسائل الإعلام العربية لم تعط هذا الإعلامي العالم الكبير في تخصصه حقه البسيط المطلوب، حين رحل وغاب عن الساحة الثقافية والإعلامية بدون ضجيج إعلامي تخليداً وإنصافاً لتاريخه الحافل بالعطاء والتميز.. وهو المرحوم الدكتور عمر الخطيب والذي توفي إثر نوبة قلبية عن عمر 77عاماً.
وكان الفقيد أعد وقدم برنامج المسابقات الشهير "بنك المعلومات" والذي حظي باهتمام الجمهور العربي آنذاك وقد لقي نجاحاً كبيراً قدم من خلاله الكثير من المعلومات القيمة، وأثبت أن الشباب العربي واع ومثقف.. ما تزال أصداء ذلك البرنامج الضخم تتردد .
وكان المرحوم الدكتور الخطيب عمل في الإذاعة الأردنية وفي التلفزيون الأردني في ستينيات القرن الماضي كما عمل في عدد من محطات الإذاعة والتلفزة العربية من بينها أبوظبي، والمملكة وعمل أستاذاً للإعلام في الجامعة الأردنية ومديراً لمكتب الجامعة العربية للإعلام في مدينة دالاس بولاية تكساس الأميركية، وقدم المرحوم العديد من البرامج الثقافية والسياسية ومنها برنامج المسابقات "بنك المعلومات" و"نقطة تقاطع" لراديو وتلفزيون العرب الذي بث في العديد من المحطات العربية.
وقد برع الراحل في برامج (ال توك - شو) وهي البرامج الاستعراضية الثقافية مع الطبقات النخبوية العربية، حيث أثر قلوب الملايين من المثقفين العرب من خلال ما قدمه من هذه البرامج الشيقة، والذي أضاف لها سحراً وطعماً بلون خاص بأسلوبه البارع.
حصل الخطيب على شهادة الاجتياز إلى التعليم العالي الفلسطيني (مترك فلسطين) عام 1948ومترك لندن عام 1949، وبكالوريوس في العلوم الاجتماعية من الجامعة الأميركية بالقاهرة عام 1956وماجستير في الإذاعة والتلفزيون من جامعة سيراكيوز بالولايات المتحدة عام 1963ودكتوراه في الإعلام من جامعة ولاية أوهايو بالولايات المتحدة عام 1972وتقلد الراحل المناصب التالية:
- رئيس قسم الإنتاج وكبير المذيعين في الإذاعة الأردنية ( 1959- 1962).
- المراقب العام للبرامج بالإذاعة الأردنية عام
1964.- مستشار لشؤون الإذاعة والتلفزيون بوزارة الإعلام بالمملكة العربية السعودية ( 1965- 1967).
- المدير العام المساعد لمؤسسة التلفزيون الأردني ( 1967- 1969).
- المدير العام للإذاعة والتلفزيون - أبوظبي ( 1969- 1970).
- مدير مكتب جامعة الدول العربية للإعلام في جنوب غرب الولايات المتحدة (دالاس - تكساس) ( 1972- 1973).
- مستشار وزارة الإعلام والثقافة بدولة الإمارات العربية المتحدة ( 1975- 1977).
كما تقلد الخطيب الوظائف الأكاديمية التالية:
- أستاذ إعلام بالجامعة الأردنية ( 1973- 1975) و( 1977- 1978).
- أستاذ إعلام بجامعة الملك سعود ( 1978- 1985).
- أستاذ إعلام زائر بجامعة ستانفورد - الولايات المتحدة ( 1985- 1986).
ومن مؤلفاته وأبحاثه المنشورة:
- الإعلام التنموي (كتاب).
- الاتصال الجماهيري (كتاب مترجم).
- تحليل اتجاهات تطور وسائل الإذاعة (الراديو والتلفزيون) في العالم الثالث خلال العقدين الماضيين (بالإنجليزية).
- جمهور التلفزيون التجاري وديمقراطية الثقافة (بالإنجليزية).
- تأثير التلفزيون الأميركي في الخارج: امبريالية الوسائل (بالإنجليزية).
- رقابة البرنامج التلفزيوني في المجتمع الأميركي (بالإنجليزية).
- التلفزيون والمسؤولية الثقافية في المجتمع العربي الحديث (بالإنجليزية).
- أنماط عالمية في التنمية الإعلامية (بالإنجليزية).
- فكرة التنمية ومشكلات تحديد مفهومها (بالإنجليزية).
- الصحافة الغربية وأسطورة الموضوعية (بالعربية).
- التعليم عبر نظم الائتمان عن بعد (بالعربية).
- الاستشعار عن بعد: الأطراف والدلالات والقضايا (بالعربية).
- التدفق الدولي للأخبار: النمط والاتجاه (بالعربية).
وقدم الراحل د. عمر الخطيب عدداً من البرامج التلفزيونية والإذاعية من أهمها:
- إعداد وتقديم برنامج المسابقات التلفزيوني "فكر واربح" الذي عرض في كل من الأردن والسعودية ومصر والإمارات وقطر.
- إعداد وتقديم برنامج الندوة التلفزيونية (حوار).
- إعداد وتقديم البرنامج الإذاعي (أنت وحظك).
- إعداد وتقديم برنامج الندوة التلفزيونية FORUM (باللغة الإنجليزية).
- إعداد وتقديم برنامج المسابقات التلفزيوني الذي اشتهر به وقدمه لحساب محطة تلفزيون العرب (ART) والذي قدم في أكثر من محطة تلفزيونية وفضائية عربية.
- ومن أهم ما كان يتميز به الدكتور الخطيب ثقافته الموسوعية وحضوره الطاغي أمام الكاميرا وتفوقه الملحوظ بالعربية والإنجليزية على حد سواء، وكانت قضية فلسطين تشغل اهتماماً متواصلاً في حياته وكان هاجسه الأكبر يكمن في السعي المتواصل لتعريف الرأي العام الأوروبي والأميركي بالحقوق الفلسطينية المغتصبة وفداحة الظلم الذي أحاق بها من جراء الهجرات اليهودية المتعاقبة واحتلالهم.
وقد حقق الدكتور عمر الخطيب نجاحاً بارزاً أثناء عمله أستاذاً زائراً بجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركية لشرح قضيته الفلسطنية أمام طلابه الأميركيين. كان الراحل عمر الخطيب ينطلق في محاضراته ومن خلال المنابر الثقافية التي اعتلاها من وطنية صادقة فهو ابن القدس البار فقد عرف شوارعها وحاراتها العربية المقدسية في يفاعته وأثناء دراسته الابتدائية لذا كانت منطلقاته الثقافية تنبع عن تجربة وخبرة وعلم في التاريخ والجغرافيا لذا فنجاحه كان أكيداً وموثقاً.
رحم الله هذا الإعلامي الكبير واسكنه فسيح جناته لما قدمه للإعلام العربي والدولي من جهود سيظل محبوه يذكرونه لسنوات مديدة فإذا كان الموت قد غيب الجسد فإن الأثر الذي تركه هذا الإعلامي المخضرم الفذ سيبقى علامة بارزة في تاريخ الإعلام والثقافة العربية.