نعترف لرئيس الحكومة المهندس إبراهيم محلب أنه رجل لا يكل ولا يمل، ويسعى بين جنبات البلاد فى جولات ميدانية ومكوكية لافتتاح مشروعات، ومتابعة العمل فى المحافظات. وأغلب المصريين سعداء وفرحون بمشروع قناة السويس الجديد، ويراهنون على أنها ستوفر فرص عمل، وتشكل خطوة نحو المستقبل. كل هذا طيب وجيد ورائع، لكن للأسف كثير من المصريين عاجزون حتى عن متابعة كل هذه الإنجازات، أو الشعور بالكثير من الأمل وهم يعانون من أزمة متكررة، ولا يبدو لها أفق للحل. ونقصد انقطاع الكهرباء المتكرر والذى يصل إلى خمس مرات للسعداء، ويتضاعف مع التعساء. الناس تحاول تقبل هذا الأمر وابتلاعه، بالنكتة مرة، والغضب مرة أخرى، والصراخ مرة ثالثة، باظت أجهزتهم وتقطعت خيوط تحركاتهم، وأصبح كثير من الناس يحاول ضبط تحركاتهم ومشاويرهم حسب خريطة انقطاع الكهرباء، وهى خريطة عشوائية متضاربة. ناهيك عن أن الحديث كله اليوم عن أحدث أنواع المولدات المستوردة، أو أجهزة حماية الأجهزة من الانقطاع والمجىء الفجائى للتيار. هناك قصص عن شواحن، وحكايات عن أدوات تخزين التيار، وهى أنشطة أصبحت مجالا لأرباح وغيره. كل هذا والحكومة تبدو صامتة وعاجزة ومكسوفة من قول الحقيقة. سيقول بعض الأطراف فى الحكومة إن هناك عمليات تخريب، أو يبررون المشكلة بنقص الوقود أو زيادة الأحمال، والناس تسمع لكنها ترفض الاقتناع، لأن المسؤولين لا يقدمون إجابات واضحة، متى تنتهى المشكلة، ومتى يتوقف التدهور؟! الناس تشجع رئيس الوزراء على الزيارات الميدانية، لكنهم يريدون أن يكون كل الوزراء والمحافظين على قدر المسؤولية. المواطنون الذين يعانون من انقطاع الكهرباء، يواجهون مشكلة أخرى هى زيادة أرقام الاستهلاك فى فواتير الكهرباء، وهو أمر شكا منه كثيرون، يكشف عن تلاعب أو أخطاء كان على الحكومة أن تعتذر للناس. ومهما كانت الأسباب، على المسؤولين أن يخرجوا للناس ويعلنوا أبعاد المشكلة وفق حلها، بدلا من أن يتركوا الموضوع نهبا للشائعات والتفسيرات العشوائية، أو تعليق الأمر فى شماعة المؤامرة. هناك حالة من الصمت والتجاهل من قبل وزارة الكهرباء، لمشاعر الناس مع الكهرباء، وانقطاعها، ويفترض أن تخرج الحكومة، لتعلن للناس حقيقة الموضوع، حتى يمكن لهم أن يعرفوا ما يجرى. وليعلم رئيس الوزراء أن كل جهوده وزيارته ونشاطاته، سوف تجعلها انقطاعات الكهرباء بلا تأثير. فليخرج رئيس الوزراء للناس ويشرح ما يجرى، حتى لا يفاجأ بأن الناس تقول له «كفاية نورك عليا».