صلحاء عبدة تصدوا للاستعمارالبرتغالي
×××××
تعد منطقة عبدة أقدس مناطق المغرب وأكثرها ازدحاما بالصلحاء والأولياء، ويستشف ذلك من شهادات مختلفة ومتباعدة في زمنها، تقر بأن ظاهرة الصلاح تضرب بجذورها عميقا في مجاهل تاريخ عبدة، وأنها ظلت قوية عبر العصور والدول، فهذا المؤرخ والجغرافي والرحالة الإغريقي سيلاكس SCYLAX، والذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، يشدد بعد زيارته لمنطقة عبدة، على وجود "حياة دينية مكثفة وعلى أنها أقدس مكان بمجموع شمال إفريقيا"، وذكر أنه وجد بها "معبدا عظيما مخصصا لبوصيدون"إله البحر عند اليونان القدماء ، ويعتقد أن موقعه قريب من ضريح الولي المعروف بسيدي بوزيد.
وابن قنفد الذي أقام بالمنطقة زمنا خلال القرن الرابع عشر، يؤكد بدوره على تجذر الصلاح بعبدة، بقوله: " أن أرضها تنبث الصلحاء كما تنبت العشب ؛ ونفس التأكيد نجده بالحرف الواحد عند التمنارتي ، وهو من القرن السابع عشر، وإن كان استبدل عبارة العشب "بالبقول".
اما أنطونة،وبعدإحصاء صلحاء منطقة عبدة فقد وصفها " ببلد الألف سيد"وأورد تفصيلات بخصوص عدد صلحاء كل قبيلة من قبائل عبدة الثلاث الكبرى البحاترة والعامر والربيعة وقال أن قبيلة البحاترة تحتضن ستمائة وخمسة وخمسين وليا، من أشهرهم لالة فاطنة امحمد وسيدي أبو البركات وسيدي بوشتة وسيدي عبد الرحمان مول البركي وسيدي سعيد بوغنبور وسيدي محمد السباعي وسيدي دنيان الحضري .