أين المفر… التعليم الأصيل (غياب التوجيه التربوي داخل اعدادية النابور ، وشهد شاهد من أهلها).
بعد انقضاء سنوات السلك الاعدادي الثلاث يجد التلميذ نفسه مجبرا على اختيار إحدى الشعب الموافقة لميولاته و قدراته لإتمام دراسته بالسلك الثانوي .
إن اختيار شعبة ما يعد الخطوة الأولى في طريق تحقيق المشروع الدراسي و المهني للتلميذ و بداية لرسم المعالم الأولى لمستقبله لذلك و حتى يكون اختياره سليما و صائبا يجب أن يرتكز على العناصر التالية:
- أولا معرفة التلميذ لذاته وميولاته الدراسية و قدراته و امكاناته (المواد التي يحبها و يرتاح إليها والمواد التي يتميز فيها ، وكذا المواد التي قد تشكل عائقا أمام اختياره) و ميولاته المهنية (المهن يرغب في ممارستها في المستقبل).
- ثانيا الآفاق الدراسية و المهنية لكل شعبة بعد الحصول على البكالوريا.
لكن الملاحظ في اعدادية النابور هو اقدام تلاميذها على التوجه بكثافة الى شعبة التعليم الاصيل دون غيرها من الشعب رغم النتائج الدراسية المتميزة لبعضهم وذلك للأسباب التالية:
_ رغبة قطاع واسع من هؤلاء التلاميذ اتمام دراستهم بالمجال الحضري (مدينة تزنيت) مستفيدين من المنحة وهروبا من الثانويات القريبة (ميرغت, تغيرت…) التي يعاملون فيها كالسجناء نظرا لانعدام وسائل التسلية والترويح وغياب وسائل النقل والأمن بتلك المناطق.و من هنا يبرز المطلب الشعبي و الشبابي الملح بضرورة اقامة ثانوية تأهيلية بمركز النابور تمكن أبناء المنطقة من متابعة دراستهم بين ذويهم وخصوصا الفتيات اللواتي يجدن أنفسهن مجبرات على ترك مقاعد الدراسة بعد انهاء المرحلة الاعدادية.
_ المستوى الهزيل للتعليم داخل اعدادية النابور و الذي يحول دون قدرة أغلب التلاميذ على الاستجابة للمكتسبات القبلية و القاعدة الصلبة من المعارف و المهارات التي تفرضها بعض الشعب العلمية و التقنية.
_ غياب التوجيه التربوي داخل الاعدادية الذي يمكن من الكشف عن مؤهلات التلميذ وقدراته ومن تم ترشيده إلى الشعب و المسالك التكوينية المناسبة، لا باعتماد النقط الدراسية فحسب، بل بالنظر لمكونات شخصيته و الوسط الذي يحتضنه.و من هنا يبرز جليا الدور الذي يجب أن تضطلع به جمعية الاباء (الغير شرعية في الحالة النابورية) لتوفيرموجهين أكفاء على دراية بالنظام التعليمي اضافة الى تنظيم أيام للتوجيه يحضرها طلبة المنطقة لتقديم تجاربهم و نصائحهم لخريجي الاعدادية الجدد.
_ سيطرة العقلية القديمة على اختيارات التلميذ النابوري التي تختزل التعليم في التعليم الشرعي. فشعبة التعليم الأصيل –عكس المدارس العتيقة- لا يدرس فيها الا ما يجب على الانسان المسلم ان يعلمه في دينه بالضرورة. لذا و نظرا للأفاق المحدودة للشعبة يمكن للتلميذ ان يتوجه الى شعبة أخرى و يدرس أمور دينه من خلال المطالعة …
في الختام أشير الى التجربة الرائدة لجمعيات الآباء بافران الأطلس الصغير في مجال التوجيه التربوي من خلال اقامتها لأيام توجيهية نهاية كل سنة دراسية بحضور أبناء المنطقة بالجامعات و المعاهد المغربية و كذا الأساتذة و الأطر بها. و قد حضرت السنة الماضية لتقديم المدرسة التي أدرس بها و اطلعت على التنظيم الجيد و المحكم و الغيرة القوية للافرانيين على منطقتهم.فما الذي يمنعنا نحن النابوريون على الاعتزاز بانتمائنا و القيام بمبادرات مماثلة!!
بقلم : محمد ابطان ومنقول من موقع نابور 24